بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من التعطيل في عمل الحكومة اللبنانية، وفشل محاولات اجتماع وزرائها؛ عاد أخيراً الحديث عن دعوة قريبة لانعقاد مجلس الوزراء في بيروت، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.
تعطيل عمل الحكومة، حصل بسبب السعي إلى وضع بند على جدول أعمالها لاستبعاد القاضي طارق البيطار عن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، تحت ضغوطات من حزب الله وحركة أمل، اللذين يتهمانه بالتسيّس والانحياز؛ وفي ظل عدم التوافق السياسي حول هذه المسألة لم يجتمع مجلس الوزراء، لكن العودة المرتقبة للحكومة قد تكون هذه المرة من أجل عرض الموازنة العامة لعام 2022.
"صفقة" وحيدة
في السياق، أشار المحلل والكاتب السياسي اللبناني حنا صالح، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "الاجتماع المرتقب سيكون يتيماً، ولا أستبعد انعقاده، لأن من سمّاهم الرئيس تمام سلام يوماً بـ"النفايات السياسية" المتحكمة بالبلد، قد تُقدم على أي صفقة تضمن توافقاً في المحاصصة الغنائمية التي يتمسكون بها على حساب الناس".
وقال صالح: "كل ما جرى في اجتماع بعبدا، الذي غيّب وجع الناس وهموم البلد، كان تبادلاً للمنافع بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، بوساطة من رئيس حكومة "الثورة المضادة" نجيب ميقاتي"؛ واعتبر صالح أن الرؤساء الثلاثة "قفزوا فوق القضايا الكبرى في اجتماعهم الأخير، لأن حزب الله وكالةً عن إيران، أخذ لبنان إلى الصدام مع المجتمع الدولي والعرب معاً".
وتابع: "اجتماعهم اليتيم إن حصل، لن يحل مشكلة لبنان حتماً، بل سيكون لخداع الناس ببعض "البهارات"، وهي التقديمات التي تحدّث عنها ميقاتي يوم كان سعر صرف الدولار يوازي 18 ألف ليرة لبنانية (فيما هو اليوم يناهز الـ30 ألف ليرة)"، وأضاف "هذه الصفقة، تقتصر على حضور وزير المال (يوسف خليل) لكي يقدم مشروع الموازنة، فيما سيتغيّب الوزراء الباقون التابعون لحركة أمل وحزب الله".
ورأى صالح أن "حزب الله الذي يقول إن الإفراج عن الاجتماعات مرهون بقبع البيطار، سيُضطر لغض النظر من أجل مصالح الرئيس بري، الذي هو الشخص الوحيد القادر على تمرير كل مشاريع حزب الله بقوننتها".
حركة بلا بركة
من جهتها، اعتبرت الصحافية اللبنانية، جوني فخري، في حديث لـ"جسور"، أنه "ما من مؤشر في الأفق لعودة الحكومة للاجتماع"، ووصفت ما يحصل بأنه "حركة من دون بركة".
وأضافت "بالرغم من أن موضوع عودة اجتماعات مجلس الوزراء، كان المحور الأول في اللقاء الذي جمع بين الرئيسين عون وميقاتي مع بداية العام الجديد، وتخلله اتصال هو الأول بين الرئيسين عون وبري، بعد القصف المتبادل بين نواب الفريقين، إلا أننا اليوم ننتظر موقف الثنائي الشيعي غير المحدد من مسألة انعقاد الحكومة".
وقالت إن "الرئيس ميقاتي يدفع باتجاه عقد جلسة، ولو لمرّة واحدة فقط من أجل إقرار الموازنة، لأن لبنان اليوم يسعى لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في منتصف الشهر، وموضوع الموازنة هو مطلب أساسي ومؤشر لجدية الحكومة أمام الصندوق".
وتابعت فخري في حديثها لـ"جسور"، قائلة: "أعتقد أن الرئيس ميقاتي لن ينجح بإعادة الحكومة للاجتماع، لأن الثنائي الشيعي يربط هذا الموضوع بإزاحة القاضي بيطار وقد صعّد جدّاً في هذا الاتجاه، وهو لا يُمكنه أن يقبل بكسر موقفه أمام جمهوره وقاعدته الشعبية"، وأشارت إلى أن "هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها رئيس الوزراء (ميقاتي) عن انعقاد قريب لجلسة ما، وحتى الآن لم تنعقد بعد، ولا يبدو أنها ستنعقد إلّا إذا استجدّ أمر ما أو تمّ إيجاد مخرج آخر للمسألة".
ميقاتي
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قد أعلن الأربعاء، أنه سيدعو الحكومة للانعقاد في غضون أيام، في حين اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن تعطيل أعمال الحكومة "خطأ جسيم".
وأضاف ميقاتي عقب اجتماعه مع عون، أنه "أبلغ الرئيس (عون) أن الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة وسيتم استلامها خلال اليومين المقبلين، وفور استلامها ستتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد".
وأشار إلى أن "موافقة الحكومة والبرلمان على الموازنة العامة لعام 2022 هي مطلب أساسي لصندوق النقد الدولي، وسط محادثات بشأن برنامج دعم يعد أساسيا لإنعاش الاقتصاد اللبناني".
وقال إنه يعتقد أن جدول أعمال الحكومة وعرض الموازنة يزيدان من أهمية اجتماع الحكومة واستبعد أن يتخاذل أحد عن واجبه الوطني.
وكشف أنه تم الاتفاق مع الرئيس عون، على توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بشكل فوري، وتابع "اعتبر أن لقائي مع عون اليوم كان مثمرا جدا".
تعطيل عمل الحكومة، حصل بسبب السعي إلى وضع بند على جدول أعمالها لاستبعاد القاضي طارق البيطار عن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، تحت ضغوطات من حزب الله وحركة أمل، اللذين يتهمانه بالتسيّس والانحياز؛ وفي ظل عدم التوافق السياسي حول هذه المسألة لم يجتمع مجلس الوزراء، لكن العودة المرتقبة للحكومة قد تكون هذه المرة من أجل عرض الموازنة العامة لعام 2022.
"صفقة" وحيدة
في السياق، أشار المحلل والكاتب السياسي اللبناني حنا صالح، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "الاجتماع المرتقب سيكون يتيماً، ولا أستبعد انعقاده، لأن من سمّاهم الرئيس تمام سلام يوماً بـ"النفايات السياسية" المتحكمة بالبلد، قد تُقدم على أي صفقة تضمن توافقاً في المحاصصة الغنائمية التي يتمسكون بها على حساب الناس".
وقال صالح: "كل ما جرى في اجتماع بعبدا، الذي غيّب وجع الناس وهموم البلد، كان تبادلاً للمنافع بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، بوساطة من رئيس حكومة "الثورة المضادة" نجيب ميقاتي"؛ واعتبر صالح أن الرؤساء الثلاثة "قفزوا فوق القضايا الكبرى في اجتماعهم الأخير، لأن حزب الله وكالةً عن إيران، أخذ لبنان إلى الصدام مع المجتمع الدولي والعرب معاً".
وتابع: "اجتماعهم اليتيم إن حصل، لن يحل مشكلة لبنان حتماً، بل سيكون لخداع الناس ببعض "البهارات"، وهي التقديمات التي تحدّث عنها ميقاتي يوم كان سعر صرف الدولار يوازي 18 ألف ليرة لبنانية (فيما هو اليوم يناهز الـ30 ألف ليرة)"، وأضاف "هذه الصفقة، تقتصر على حضور وزير المال (يوسف خليل) لكي يقدم مشروع الموازنة، فيما سيتغيّب الوزراء الباقون التابعون لحركة أمل وحزب الله".
ورأى صالح أن "حزب الله الذي يقول إن الإفراج عن الاجتماعات مرهون بقبع البيطار، سيُضطر لغض النظر من أجل مصالح الرئيس بري، الذي هو الشخص الوحيد القادر على تمرير كل مشاريع حزب الله بقوننتها".
حركة بلا بركة
من جهتها، اعتبرت الصحافية اللبنانية، جوني فخري، في حديث لـ"جسور"، أنه "ما من مؤشر في الأفق لعودة الحكومة للاجتماع"، ووصفت ما يحصل بأنه "حركة من دون بركة".
وأضافت "بالرغم من أن موضوع عودة اجتماعات مجلس الوزراء، كان المحور الأول في اللقاء الذي جمع بين الرئيسين عون وميقاتي مع بداية العام الجديد، وتخلله اتصال هو الأول بين الرئيسين عون وبري، بعد القصف المتبادل بين نواب الفريقين، إلا أننا اليوم ننتظر موقف الثنائي الشيعي غير المحدد من مسألة انعقاد الحكومة".
وقالت إن "الرئيس ميقاتي يدفع باتجاه عقد جلسة، ولو لمرّة واحدة فقط من أجل إقرار الموازنة، لأن لبنان اليوم يسعى لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في منتصف الشهر، وموضوع الموازنة هو مطلب أساسي ومؤشر لجدية الحكومة أمام الصندوق".
وتابعت فخري في حديثها لـ"جسور"، قائلة: "أعتقد أن الرئيس ميقاتي لن ينجح بإعادة الحكومة للاجتماع، لأن الثنائي الشيعي يربط هذا الموضوع بإزاحة القاضي بيطار وقد صعّد جدّاً في هذا الاتجاه، وهو لا يُمكنه أن يقبل بكسر موقفه أمام جمهوره وقاعدته الشعبية"، وأشارت إلى أن "هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها رئيس الوزراء (ميقاتي) عن انعقاد قريب لجلسة ما، وحتى الآن لم تنعقد بعد، ولا يبدو أنها ستنعقد إلّا إذا استجدّ أمر ما أو تمّ إيجاد مخرج آخر للمسألة".
ميقاتي
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قد أعلن الأربعاء، أنه سيدعو الحكومة للانعقاد في غضون أيام، في حين اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن تعطيل أعمال الحكومة "خطأ جسيم".
وأضاف ميقاتي عقب اجتماعه مع عون، أنه "أبلغ الرئيس (عون) أن الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة وسيتم استلامها خلال اليومين المقبلين، وفور استلامها ستتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد".
وأشار إلى أن "موافقة الحكومة والبرلمان على الموازنة العامة لعام 2022 هي مطلب أساسي لصندوق النقد الدولي، وسط محادثات بشأن برنامج دعم يعد أساسيا لإنعاش الاقتصاد اللبناني".
وقال إنه يعتقد أن جدول أعمال الحكومة وعرض الموازنة يزيدان من أهمية اجتماع الحكومة واستبعد أن يتخاذل أحد عن واجبه الوطني.
وكشف أنه تم الاتفاق مع الرئيس عون، على توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بشكل فوري، وتابع "اعتبر أن لقائي مع عون اليوم كان مثمرا جدا".