أعلن نائب الرئيس الأفغاني السابقِ وزعيم أقليّة الهزارة في افغانستان محمد كريم خليلي، أنّ الجماعة "ستلجأ إلى المواجهة المسلحة مع حركة طالبان إذا لم تفِ الحركة بوعودها بتشكيل حكومة تشمل كل المكونات العرقية في البلاد" معتبرًا انّ "مجلس الوزراء الذي شكلته طالبان غير شامل، واستمرار هذه العملية غير مقبول بالنسبة إلى القوى والمجموعات العرقية الأخرى". وأكَّد خليلي أنَّ "هذا الوضع سيصبح غير محتملٍ لكلٍّ من الطاجيك والأوزبك، الذين سيعودون إلى ساحة المعركة سويةً معَ الهزارة".
تصريحات خليلي تأتي بعد اعلان المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، عن اكتمال تشكيل الحكومة الأولى في البلاد منذ تولي الحركة الحكم في 15 أغسطس/آب، والتي شملت بحسب مجاهد "الاعراق المتنوعة تطبيقاً للتعهدات التي قدَّمتها طالبان".
من هم الهزارة في افغانستان؟
تشكل الهزارة ما بين 10 إلى 20 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة، وهي ثالث اكبر اقلية في البلاد بعد البشتون والطاجيك.
قُتل وهجّر الآلاف منهم على يد المتشدّدين في البلد خلال حكم طالبان، لكن مع الإطاحة بحكم حركة طالبان عام 2001 تمكّن الهزارة من تحسين أوضاعهم. إلا أن تنظيم الدولة الاسلامية - ولاية خراسان، استهدف هذه الأقليّة بتفجيرات في أحيائها السكنية ومدارسها ومستشفياتها.
تواجه الهزارة بدورها اتهامات بارتكاب جرائم خلال الحرب الاهلية عقب الانسحاب السوفياتي من افغانستان نهاية ثمانينات القرن الماضي. كما اتهمت منظمة العفو الدولية حركة الهزارة بتعذيب وقتل في ولاية غزني جنوب شرقي أفغانستان، أي قبل أن تسيطر طالبان تماماً على البلاد.
لماذا يتم استهدافهم؟
تلقى آلالاف منهم تدريباتت عسكرية على ايدي الاجهزة الامنية الايرانية، اضافة لنشرهم مع فصائل أخرى في سوريا خلال العقد الماضي. واكد وزير الخارجية الايراني سابقًا انّ مقاتلي "الهزارة" افضل قوات يمكن استخدامها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في افغانستان.مصير الاقليات بعد خروج القوات الاميركية
وتعتبر مكاسب الاقليات الافغانية بعد سيطرة القوات الاميركية على افغانستان في عام 2001 يتيمة.
على الرغم من اقتحام الهزارة المشهد السياسي في البلاد بشكل غير مسبوق، الا انهم نالوا حصة الاسد من العنف المتصاعد تجاههم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية حيث تم استهداف مساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم في حيّ داشت برشي بئغرب كابل ما أوقع مئات القتلى.
وخشية تعرضهم لمزيد من أعمال القتل مع انسحاب القوات الاميركية في 31 اغسطس/آب، وبعد تدمير تمثال زعيم الهزارة في باميان، عاد أفراد الهزارة الى التسلح مجددا، مع شروع بعض الجماعات المسلحة في ولاية وردك في تجنيد وتدريب الهزارة على القتال.
وفي ظل تعهدات من طالبان بحكم اقل تشددًا هذه المرة، تتخوف الاقليات في البلاد خصوصا الهزارة من انقلاب المتشددين مرة أخرى والتنكيل بهم مجددًا.