شكلت المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها وجهة التصعيد الميداني ليل السبت – الاحد للرافضين لنتائج الانتخابات التشريعية. ومع سقوط الخط الاحمر، علامات إستفهام كبيرة تُطرح عن مسار التصعيد وعن المرحلة المقبلة التي تنتظر الشعب العراقي.
في السياق، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، في حديث لـ"جسور"، أن "الإحتجاجات التي تحصل في المنطقة الخضراء ليست جديدة، لكنها قد تتطور إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات إحترازية ، إلّا أنه بالرغم من كل ما يحدث فأمن المنطقة ممسوك ومضبوط، وجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية معنية فيه، خاصة وان المنطقة تضم أبنية وهيئات دبلوماسية وبعثات أجنبية عدّة".
وعن الإجراءات التي اتخذتها القوى الأمنية، قال أبو رغيف: "المحتجون اختاروا المنطقة الخضراء لأنها قادرة أن تسبب ضغطاً كبيراً على الحكومة لتستجيب إلى مطالبهم، لكن الفرقة الخاصة المعنية بحماية المنطقة الخضراء كانت ولا زالت موجودة دائماً وتقوم بعملها، ونصبت الأجهزة الأمنية المتاريس والبوابات حديدية والجدران الخرسانية".
كما لفت إلى أن "المحتجين لم يتخذوا عمليات خارجة عن السياق الأمني العام حتى الساعة ولم تحدث مخالفات تُذكر، لكن هناك تخوف من تطور هذه الأحداث إلّا أنها حتماً لن تؤدي إلى حرب أهلية، لأن جميع الكتل السياسية متفقة على ذلك ولا تريد خوض أي نوع من الحروب".
المئات يبيتون ليلتهم في مركز الاعتصام المفتوح
وشهدت منطقة بغداد توترات جديدة، خاصة بعد أن حاول عدد من المعتصمين فيها اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة.
وحصلت مناوشات وتدافع بين عشرات المعتصمين الموالين لتحالف "الفتح" والقوات الأمنية العراقية عند أسوار المنطقة، ونجحت القوى الأمنية في لجم التصعيد من دون تسجيل إصابات في صفوف الطرفين.
وتراجع المحتجون وتمركزوا بالقرب من الخط الاول للقوات الأمنية عند مدخل المنطقة الخضراء، هذا ودخلت السفارة الاميركية حالة انذار في العاصمة العراقية بغداد.
وبات العراقيون المعترضون على النتائج المعلنة للانتخابات البرلمانية ليلتهم الخامسة على التوالي في مركز الاعتصام المفتوح قرب المنطقة الخضراء.
ويطالب المعتصمون بإعادة عد الأصوات يدويا للانتخابات التشريعية التي أجريت في العاشر من الشهر الجاري، ومحاسبة المتلاعبين بنتائج الانتخابات، وإحالتهم إلى القضاء.
كما طالب شيوخ عشائر من محافظات الوسط والجنوب، في مؤتمر صحفي بساحة الاعتصام في بغداد، بإعادة الانتخابات، وأكدوا مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم.
وتقول قيادات في الإطار التنسيقي إن 20% من مراكز الاقتراع في عموم العراق لم يجر احتساب أصواتها، وإن احتسابها سيغير نتائج الاقتراع وتوزيع المقاعد على الأحزاب المتنافسة.
وفي بيان مضاد، أعرب "تحالف الفتح" عن استغرابه للبيان الذي اصدره مجلس الأمن الدولي وهنأ فيه بنجاح العملية الانتخابية.
وقال التحالف: "فوجئنا ببيان مجلس الأمن الذي هنأ بنجاح الانتخابات قبل أن تحسم الطعون القانونية، على الرغم من الاعتراضات الكثيرة من غالبية القوى السياسية والمرشحين".
واعتبر أنّ هذا الأمر "يُخرج المنظمة الدولية وبعثتها من الحيادية ويثير التساؤلات حول دورها في ما جرى ويجري، خاص وأن المراقبين الدوليين والمحليين لا سيما بعثة الاتحاد الاوربي قد سجلت العديد من المخالفات في يوم الانتخابات وإعلان النتائج".
وأكّد التحالف أنّ "الاستجابة لمطالب الجماهير والقوى السياسية بإعادة العد والفرز اليدوي لجميع المحطات حق لن نتنازل عنه أبداً، وكما أشار إليه القانون، ونرفض أي تدخل خارجي في كل ما يتعلق بالانتخابات".