بينما تكثّف القوّات الروسية عملياتها ضد ماريوبول (جنوب شرق أوكرانيا) حيث قُتل 20 ألف شخص على الأقلّ بحسب أوكرانيا التي دعا رئيسها اوروبا ألى التحرك بسرعة قبل أن تهاجم موسكو دولا أخرى.
وللمرة الأولى اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "إبادة جماعية".
وأعلنت موسكو عن استسلام أكثر من ألف جندي أوكراني في مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية التي تحاصرها القوّات الروسية وتقصفها منذ أكثر من أربعين يوما.
وذكر البيان أن 150 من العسكريين مصابون بجروح وتجري معالجتهم في مستشفى ماريوبول.
وكان تقرير بثته قناة "روسيا 24" ليل الثلاثاء الأربعاء أفاد بأن أكثر من ألف جندي أوكراني في المدينة استسلموا. وأظهرت لقاطات رجالا ببزات مرقطة ينقلون جرحى على حمالات أو يتم استجوابهم واقفين في مكان أشبه بقبو.
سقوط ماريوبول
ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014.
وأكّد حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية "مقتل ما بين عشرين و22 ألف شخص في ماريوبول".
وأقرّ بـ"صعوبة تحديد عدد الضحايا"، نظراً للحصار المفروض على المدينة.
ويبدو سقوط المدينة المحاصرة والمعزولة حتميا في نظر بعض الخبراء العسكريين، لكن بعد ستة أسابيع من المعارك، ما زالت القوّات الأوكرانية صامدة في تصديها للقوات الروسية.
وتتركّز المعارك حاليا في المنطقة الصناعية الشاسعة في المدينة.
وأشارت القوّات البرّية الأوكرانية عبر تلغرام إلى أن القصف الجوّي الروسي متواصل على المدينة وهو يستهدف خصوصا المرفأ ومجمّع التعدين الشاسع "آزوفستال".
ووجود مجمع صناعي ضخم في ماريوبول حوّلته القوات الأوكرانية إلى موقع محصّن ويضمّ مساحات تحت الأرض تمتد لكيلومترات، يعطي مؤشرًا إلى أن معركة السيطرة الكاملة على هذه المدينة الاستراتيجية ستكون ضارية.
الأدلّة تتراكم
بالتزامن مع هذه التطورات، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوروبا إلى التحرك بسرعة أكبر ضد روسيا، مؤكدا أنه يجب "إما وقف روسيا أو خسارة أوروبا الشرقية بالكامل". وقال في خطاب أمام البرلمان الإستوني "إذا أضاعت أوروبا الوقت فسوف تستغل روسيا ذلك الوقت لتوسيع منطقة الحرب إلى دول أخرى".
في واشنطن،اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى ليل الثلاثاء الأربعاء بوتين بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه زيلينسكي لكنه لم يصدر عن الإدارة الأميركية من قبل.
وقال بايدن لصحافيين في آيوا "نعم، قلت إنّها إبادة جماعية"، وذلك بعد ساعات من استخدامه للمرة الأولى هذه العبارة في خطاب خصّصه لجهود التصدّي للتضخم.
وأضاف "سنترك للمحامين على المستوى الدولي أن يقرّروا" ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا، "لكن من المؤكد بالنسبة لي أنّ الأمر يبدو كذلك".
وأشار إلى أنّ "الأدلّة تتراكم" على "الأمور المروّعة التي فعلها الروس في أوكرانيا"، توقّع أن "نكتشف المزيد والمزيد" عن حجم الدمار في أوكرانيا.
ورحّب الرئيس الأوكراني في تغريدة بـ"كلمات حقيقية لقائد حقيقي" لأن "تسمية الأمور بأسمائهم هو أمر أساسي لمواجهة الشرّ"، مطالبًا بتزويد بلاده "بأسلحة ثقيلة بشكل عاجل".
وفي هذا الإطار، زار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأربعاء مدينة بوتشا الأوكرانية.
وقال خان للصحافيين إن "أوكرانيا مسرح جريمة". واذاف "نحن هنا لوجود أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد أن جرائم تدخل ضمن صلاحيات المحكمة ارتكبت".
ويفترض أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس كييف لمناقشة "قرارات عملانية، بما في ذلك تسليم الأسلحة"، وفق ما صرّح أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني لمحطّة "تسي دي اف" الألمانية العامة.