التطوارات السياسية المتسارعة فى باكستان توحي بأن البلاد على فوهة بركان، فالمعارضة بدأت تطلق سهامها نحو رئيس الوزراء عمران خان الذي يواجه تهديداً بحجب الثقة عنه في التصويت المقرر إجراؤه الأحد، بعد مرور أربع سنوات على تسلمه منصبه وبالتزامن مع تزايد الانتقادات بشأن أدائه، وطريقة تعامله مع اقتصاد البلاد.
الأزمة المستجدة في باكستان قد تكون أسبابها الظاهرية عدم الرضا الأميركي عن موقف خان من الحرب الأوكرانية الروسية، إلا أن التقارب الأخير بين باكستان والصين، ليس ببعيد عن الخلفية.
فقد حذرت كل من الصين وروسيا منذ أيام عدة، من انقلاب في باكستان وأكدتا أنهما ستدعمان الحكومة في حال حدوث تدخل أميركي.
بينما أعلن خان اليوم السبت، بشكل مباشر، أن "محاولة عزلي هي محاولة لتغيير النظام في باكستان بدعم أميركي".
إصرار على الحياد
الاتهام المباشر لأميركا جاء بعد إعلان خان، الجمعة، أن "دولة غربية" تتآمر بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة، مضيفاً أن بلاده سلمت البعثة الأميركية في إسلام آباد مذكرة رسمية احتجاجاً على تدخلها في شؤون البلاد.
وكان خان، بطل رياضة الكريكيت السابق، أشار إلى أنّ بلاده تتمتع بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا، موضحاً: "بما أننا محايدون، ولسنا في أي معسكر، سنحاول التعاون مع هذه الدول لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
وحثّ ما يقارب 20 سفيراً للاتحاد الأوروبي، في رسالة إلى وزارة الخارجية الباكستانية، إسلام أباد على التصويت ضد روسيا في جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا. ومع ذلك، ظلت باكستان على الحياد إلى جانب الصين والهند وعدة دول أخرى.
تقارب مع الصين
في ظل بشائر الحرب الباردة بين أميركا والصين، سعى خان في إطار تطوير سياسته الخارجية إلى توطيد العلاقات مع بكين، لتصل إلى أفضل حالاتها خلال عهده، ولن يكون مستغرباً أن تسعى أميركا إلى زعزعة هذا التقارب في محاولة للقضاء عليه في مهده.
وتوصل خان في زيارته الأخيرة إلى الصين، إلى عدد كبير من الاتفاقات المهمة مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، كما التقى وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، بنظيره الصيني وانغ يي، وناقش الطرفان التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين البلدين واتفقا على توسيع الشراكة التعاونية ومشاريع المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
وأعلن وزير الخارجية الصيني حينها، عن رفض بلاده التدخل الأميركي في السياسة الباكستانية الداخلية، كما جدد وزير الخارجية الباكستاني قريشي تأكيد التزام باكستان الراسخ بسياسة "صين واحدة"، شاكراً إياها على دعمها المستمر لسيادة باكستان وسلامة أراضيه و استقراره السياسي و تنميته الاجتماعية والاقتصادية.
خان يتحدى
خان تحدى خصومه مراراً، معلناً أنه سيحارب حتى النهاية، واعداً بهزم ما دعاه بـ"المؤامرات"، إذ قال: "يُطالبني بعض الناس بالاستقالة. لماذا أستقيل؟ أنا لا أستقيل، بل أكمل اللعبة إلى آخرها وننتظر إلى يوم الأحد (غداً) لنرى عم سيتمخض التصويت في البرلمان".
وأضاف "أنا أنفق على منزلي من مالي الخاص، وأعيش في منزلي، ولم أبنِ المصانع مثل نواز شريف (رئيس الوزراء السابق)، ولا أمارس سياسة المحسوبيات لأقربائي".
ونجح عمران خان في بناء قاعدة سياسية وشعبية لا بأس بها، رغم انخفاضها نسبياً نتيجة للأزمات بين خان والمعارضة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الشائك في البلاد.
سابقة في البلد النووي
يوم غد الأحد، يحدد مصير عمران خان السياسي، إذ من المرجح أن يفقد الدعم المطلوب للنجاة من التصويت بحجب الثقة، بعد تحول العديد من النواب المنتمين إلى حزبه ومجموعات متحالفه معه إلى المعارضة، في سابقة لم تعرفها البلاد حتى الآن إذ لم تتم الإطاحة بأي رئيس وزراء باكستاني من خلال التصويت بحجب الثقة.
وأكدت المعارضة بقيادة الرئيس السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، امتلاكها الأغلبية المطلوبة لذلك وبأنها جمعت 196 صوتا وهو أعلى من عدد 172 صوتا المطلوب للإطاحة به.
وتعتبر باكستان الدولة المسلمة التي تمتلك تكنولوجيا وسلاح نوويين، سابع أقوى دولة عسكرية على مستوى العالم. وتواجه الحكومة تهديداً متزايداً من حركة طالبان- باكستان التي أعلنت الأربعاء عزمها شن "هجوم" على قوات الأمن في مطلع شهر رمضان.
الأزمة المستجدة في باكستان قد تكون أسبابها الظاهرية عدم الرضا الأميركي عن موقف خان من الحرب الأوكرانية الروسية، إلا أن التقارب الأخير بين باكستان والصين، ليس ببعيد عن الخلفية.
فقد حذرت كل من الصين وروسيا منذ أيام عدة، من انقلاب في باكستان وأكدتا أنهما ستدعمان الحكومة في حال حدوث تدخل أميركي.
بينما أعلن خان اليوم السبت، بشكل مباشر، أن "محاولة عزلي هي محاولة لتغيير النظام في باكستان بدعم أميركي".
إصرار على الحياد
الاتهام المباشر لأميركا جاء بعد إعلان خان، الجمعة، أن "دولة غربية" تتآمر بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة، مضيفاً أن بلاده سلمت البعثة الأميركية في إسلام آباد مذكرة رسمية احتجاجاً على تدخلها في شؤون البلاد.
وكان خان، بطل رياضة الكريكيت السابق، أشار إلى أنّ بلاده تتمتع بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا، موضحاً: "بما أننا محايدون، ولسنا في أي معسكر، سنحاول التعاون مع هذه الدول لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
وحثّ ما يقارب 20 سفيراً للاتحاد الأوروبي، في رسالة إلى وزارة الخارجية الباكستانية، إسلام أباد على التصويت ضد روسيا في جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا. ومع ذلك، ظلت باكستان على الحياد إلى جانب الصين والهند وعدة دول أخرى.
تقارب مع الصين
في ظل بشائر الحرب الباردة بين أميركا والصين، سعى خان في إطار تطوير سياسته الخارجية إلى توطيد العلاقات مع بكين، لتصل إلى أفضل حالاتها خلال عهده، ولن يكون مستغرباً أن تسعى أميركا إلى زعزعة هذا التقارب في محاولة للقضاء عليه في مهده.
وتوصل خان في زيارته الأخيرة إلى الصين، إلى عدد كبير من الاتفاقات المهمة مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، كما التقى وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، بنظيره الصيني وانغ يي، وناقش الطرفان التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين البلدين واتفقا على توسيع الشراكة التعاونية ومشاريع المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
وأعلن وزير الخارجية الصيني حينها، عن رفض بلاده التدخل الأميركي في السياسة الباكستانية الداخلية، كما جدد وزير الخارجية الباكستاني قريشي تأكيد التزام باكستان الراسخ بسياسة "صين واحدة"، شاكراً إياها على دعمها المستمر لسيادة باكستان وسلامة أراضيه و استقراره السياسي و تنميته الاجتماعية والاقتصادية.
خان يتحدى
خان تحدى خصومه مراراً، معلناً أنه سيحارب حتى النهاية، واعداً بهزم ما دعاه بـ"المؤامرات"، إذ قال: "يُطالبني بعض الناس بالاستقالة. لماذا أستقيل؟ أنا لا أستقيل، بل أكمل اللعبة إلى آخرها وننتظر إلى يوم الأحد (غداً) لنرى عم سيتمخض التصويت في البرلمان".
وأضاف "أنا أنفق على منزلي من مالي الخاص، وأعيش في منزلي، ولم أبنِ المصانع مثل نواز شريف (رئيس الوزراء السابق)، ولا أمارس سياسة المحسوبيات لأقربائي".
ونجح عمران خان في بناء قاعدة سياسية وشعبية لا بأس بها، رغم انخفاضها نسبياً نتيجة للأزمات بين خان والمعارضة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الشائك في البلاد.
سابقة في البلد النووي
يوم غد الأحد، يحدد مصير عمران خان السياسي، إذ من المرجح أن يفقد الدعم المطلوب للنجاة من التصويت بحجب الثقة، بعد تحول العديد من النواب المنتمين إلى حزبه ومجموعات متحالفه معه إلى المعارضة، في سابقة لم تعرفها البلاد حتى الآن إذ لم تتم الإطاحة بأي رئيس وزراء باكستاني من خلال التصويت بحجب الثقة.
وأكدت المعارضة بقيادة الرئيس السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، امتلاكها الأغلبية المطلوبة لذلك وبأنها جمعت 196 صوتا وهو أعلى من عدد 172 صوتا المطلوب للإطاحة به.
وتعتبر باكستان الدولة المسلمة التي تمتلك تكنولوجيا وسلاح نوويين، سابع أقوى دولة عسكرية على مستوى العالم. وتواجه الحكومة تهديداً متزايداً من حركة طالبان- باكستان التي أعلنت الأربعاء عزمها شن "هجوم" على قوات الأمن في مطلع شهر رمضان.