بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي وما تبعها من تطورات وصفت بالسلبية، تتجدد الأزمات التي تواجه بريطانيا وهذه المرة الخطيرة منها في ظل تحولات إقتصادية عالمية وصراع دخل الساحة الأوروبية عبر أوكرانيا في حين تتصاعد وتيرة الرفض لحكومة تراس في ظل تحميل 80% من المواطنين تراس المسؤولية الرئيسية لتدهور الأوضاع وفق إبسوس.
وفي هذا الإطار، أكد الصحفي والكاتب السياسي، وجدي العريضي، ان إستقالة وزير المال البريطاني بداية تؤشر إلى إنفراط العقد الحكومي ومردها الأوضاع الإقتصادية التي بدأت تضرب بريطانيا كسائر الدول الأوروبية. وإعتبر في حديث ل"جسور" ان التطورات تأخذ منعطفًا خطيرًا جدا، يُذكر بالأزمات الإقتصادية التي كانت تحصل في الحرب العالمية الثانية وربما نكون اليوم أمام حرب عالمية ثالثة ولكن إقتصادية، على حد تعبيره.
مؤشّر خطير
في الأثناء، رأى في التحولات التي تشهدها أوروبا اليوم منطلقًا لإحتجاجات غاضبة ضد الحكومة البريطانية في ظل تعاظم تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا كما تداعيات أزمة الوقود التي تثقل كاهل المواطنين قبل الحكومة. بينما تكون مسألة تخفيض الضرائب مسألة حيوية للمواطن ولا سيما في ظل أوضاع إقتصادية صعبة، وصف تغيير ليز تراس لقواعد خطتها الإقتصادية اليوم بالمؤشر الخطير خاصة أن خبرة تراس ليست كافية لمواجهة تحديات أزمة عالمية.
وفي التحديات، تظهر المحروقات كمادة حارقة للحكومة في ظل إرتفاع أسعارها وترجيحات انقطاعها وهذا ما ظهر جليًا في إنتشار الطوابير في عدد من الدول الأوروبية ومنها فرنسا وبالتالي فإن بريطانيا ليست بمنأى عن الأمر في ظل توالد شعور لدى المواطن البريطاني أن هذه الحكومة ليست قادرة على مواجهة الأزمة ولذا إن إنعدام وجود خطة سريعة لتأمين المحروقات وتحديد أسعارها ستكون عاملا إضافيا لتصدع حكومة تراس.
مطالبات ديموقراطية
في الأثناء إعتبر مطالبات 53% من البريطانين بإستقالة الحكومة في سياقها الديموقراطي وعليه يجب أن تأخذها الحكومة بعين الإعتبار فإما أن تصحح مسار الأمور بشكل سريع ضمن خطط منسقة ومدروسة وإما أن تقول الحقيقة للشعب البريطاني وتلتزم بما ستقره حكوماتها وإلا عليها الإستقالة. وهنا، يشدد العريضي على تجدد الصراع بين حزب العمال والمحافظين وبالتالي فرص تنامى دور حزب العمال في هذه المرحلة في ظل ما نشهده من تطورات إقتصادية على وجه الخصوص والأداء السيء للحكومة وعليه إما أن يؤدي الصراع إلى إستقالة الحكومة وبالتالي تسلم حزب العمال زمام الأمور وإما أن تتصاعد نسبة الإضطرابات الأمنية في البلاد وبالتالي نقلها إلى مسار ومصير مختلف.