في أعقاب التقدم العسكري السريع لأوكرانيا في شمال شرقي منطقة خاركيف، والصمود الذي أبداه الأوكرانيون في وجه القوات الروسية، عادت مخاوف أميركا وأوروبا من أن يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأسلحة النووية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، إن أي استخدام من قبل بوتين لأسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا من شأنه أن "يغير وجه الحرب". واعتبر أن روسيا ستصبح "منبوذة في العالم أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى".
وبحسب الخبير العسكري اللبناني ناجي ملاعب، "روسيا ممكن أن تستخدم السلاح النووي لكن عند الضرورة، فهو سلاح رادع وليس هجوميّاً، ويعتبر "الضربة الثانية" التي تحرص كل دولة أن تملكها"، لافتاً إلى أن "استخدام هذا السلاح من قبل روسيا سيؤدي للرد عليها من قبل دولة أخرى بالسلاح نفسه، وهذا ما سيغيّر مستوى الحرب بشكل كامل".
تدريبات مكثفة
وقال ملاعب في حديث لـ"جسور"، إن "السلاح النووي يبيد البشر والحجر، وقادر أن يلحق أضراراً بآبار المياه والمياه الجوفية والهواء، وذلك سينعكس على كامل أوروبا الشرقية وعلى جزء من تركيا وأكثر".
وتابع، "برأيي ان الروس ليسوا بحاجة إلى استخدامه الآن، طالما لا زالوا قادرين على التحكم بالأرض ولديهم السيطرة الجوية وأسلحة كبيرة ومتطورة أخرى".
من جهة أخرى، علّق ملاعب على الهجوم العسكري لأوكرانيا في خاركيف الذي رسم تقدمها، مؤكدا أن "المخابرات الروسية كانت تعلم به قبل وقوعه، وبالتالي فتحت بواباتها على الحدود الروسية وخرج ما لا يقل عن 25 ألف مدني من الناطقين باللغة الروسية والمتعاونين مع روسيا كون خاركيف قريبة من حدودها".
كما أشار إلى أن "الأوكرانيين حشدوا 8 جنود منهم لكل جندي روسي، وخضعوا لتدريبات مكثفة في استخدام التقنيات الحديثة وغيرها".
قصف محطة نووية
وأعلنت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "إنرجو أتوم"، في بيان، أن القوات الروسية قصفت محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، لكن مفاعلاتها لم تتضرر وتعمل بشكل طبيعي.
وأضافت الشركة، في بيان، أن انفجارا وقع على بعد 300 متر من المفاعلات وألحق أضرارا بمباني المحطة بعد منتصف الليل بقليل، كما ألحق الهجوم أضرارا بمحطة طاقة كهرومائية قريبة وخطوط نقل الطاقة.
وقالت “إنرجو أتوم”: "حاليا، تعمل جميع وحدات الطاقة الثلاث بمحطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية بشكل طبيعي. ولحسن الحظ، لم تقع إصابات بين موظفي المحطة".
وتعليقا على الهجوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام": "أراد الغزاة إطلاق النار مجددا، لكنهم نسوا ماهية محطة الطاقة النووية. روسيا تعرض العالم كله للخطر. علينا إيقاف ذلك قبل فوات الأوان".
تصاعد التوتر
وأغلقت محطة أخرى للطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا، هي الأكبر في أوروبا وتقع على بعد حوالى 250 كيلومترا شرقي موقع ميكولايف، في وقت سابق من الشهر بسبب قصف روسي، مما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها القوات الروسية ويديرها موظفون أوكرانيون. وأدى القصف إلى إلحاق أضرار بالمباني وتعطل خطوط الكهرباء.
يُذكر أن بوتين أمر في 27 فبراير/ شباط الفائت بوضع الوحدات التي تضم أسلحة نووية في حال تأهب قصوى، وذلك وسط تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين موسكو والغرب، عقب إطلاق عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا.