مع احتدام المعارك وفرار أكثر من ستة ملايين شخص إلى خارج أوكرانيا ونزوح ثمانية ملايين في الداخل منذ اندلاع الحرب، وفق أرقام الأمم المتحدة، يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الرابع وسط استمرار التحركات الدبلوماسية المكوكية حول العالم لوضع حد للحرب.
ولا تزال روسيا تحاول القضاء على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك في دونباس شرق أوكرانيا، وتأمين وتوسيع مكاسبها في هذا الإقليم وذلك بعد نجاح الأوكرانيين في صد تقدم الروس في عدة مناطق أخرى من بينها العاصمة كييف.
حشد عسكري
تعليقا على تطورات الحرب الروسية - الأوكرانية، رأى العميد اللبناني المتقاعد ناجي ملاعب، في تصريح لـ"جسور"، أنه من الواضح أن العقوبات الاقتصادية على موسكو لم تنته عند هذا الحد ولكن يبدو أن الحشد العسكري بدأ لاستخدام ساحة أوكرانيا كما قال وزير الدفاع الأميركي لإضعاف الجيش الروسي، وهنا نحن أمام استراتجيتين: استراتيجية شرقية تتمثل باستعجال موسكو لإنهاء صراعها العسكري في الأماكن التي حددتها في شرق أوكرانيا فقط بينما الإستراتيجية الغربية هي عبارة عن الحشد والدعم العسكري لمساعدة كييف في هذه المعركة الشرسة.
وأضاف ملاعب، أن روسيا تستبق وصول الإمدادات العسكرية بقصف سكك الحديد والطرق والمستودعات العسكرية وأماكن القطارات وتقوم دائما بتأمين مظلة جوية لقواتها وتقصف أماكن قد تُستخدم للدفاع الجوي ضد طيرانها لذلك هي حريصة دائما على قصف المواقع العسكرية.
مشهد معقّد!
من جهته، قال رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية، الخبير بالشؤون الاوكرانية واوروبا الشرقية الدكتور محمد فرج الله، إنّ الأمور في كل يوم تتعقد أكثر فأكثر وتزداد تشابكا وتصبح الحرب تجر إليها دول خارجية، فالعالم كله أصبح معنيا بإنهاء هذه الحرب التي باتت تهدد الأمن الغذائي العالمي.
وفي حديث لـ"جسور"، وصف فرج الله محاصرة روسيا لميناء أوديسا الأوكراني ومنع سفنه من الإبحار بالحركة الخبيثة، لأن أوكرانيا دعت منذ اليوم الأول وطالبت بوقف إطلاق النار والبدء بالمفاوضات، كما قدمت كييف خمس نقاط ردا على كل المطالب الروسية وكلها تبرز التفهم الأوكراني للمزاعم الروسية إلا أن الأخيرة لم ترد لانها كانت ميدانيا تلعب على عامل الوقت وكانت تقوم بعملية استغلال المفاوضات لتحقيق مكاسب على الأرض وهذا أصبح واضحا من خلال التدمير الكامل لمدينة ماريوبول الأوكرانية.
وأضاف فرج الله، انّ بدء المفاوضات أو وقف إطلاق النار مشروط بحسب روسيا بأن تتنازل أوكرانيا عن أراضيها السيادية التي خسرتها في الحرب الأخيرة وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا لأنه لو كان لأوكرانيا النيّة في القبول بهذا الابتزاز لقبلت به منذ البداية كون موسكو طالبت كييف منذ البدء بالتنازل عن القرم وعن دونباس ولكن أوكرانيا لم تفرط بذرة من ترابها الوطني وتأتي الآن روسيا تطالب أوكرانيا بالمزيد من التنازل فهذا مستحيل.