تتطور الحوادث بشكلٍ دراماتيكي في كازاخستان، التي تميزت بالاستقرار السياسي نوعاً ما على مدى 30 سنة، خلافاً للجمهوريات السوفياتية السابقة، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي.
وفي وقت ينشغل الكرملين بالتحشيد على الحدود مع جارته الغربية، أوكرانيا، اندلعت الاحتجاجات في الجارة الجنوبية، ولم تنجح إجراءات الرئيس الكازاخستاني قاسم توكاييف، عبر إقالة الحكومة وإعلان حال الطوارئ، في احتوائها.
مؤامرة خارجية؟
في حين يعتبر البعض أن تصعيد الشارع الكازاخستاني مفتعل من الخارج لتحقيق مآرب داخلية، أشار الدكتور في العلاقات الدولية، خالد العزي، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "نظرية المؤامرة لا تصح دائماً؛ القشة التي قصمت ظهر البعير هي ارتفاع سعر الغاز، فهذه ليست المرة الأولى التي تحدث اضطرابات في البلاد، رغم أن كازاخستان من البلدان التي نعمت منذ عام 1991 (بعد سقوط الاتحاد السوفياتي) بشبه استقرار".
ولقت العزي، إلى أن "الاحتجاجات هذه المرة بدأت في المنطقة الغربية القريبة من سيبيريا، بعد أن ارتفعت أسعار الغاز بشكل كبير، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات انسحبت إلى 10 مدن تقريباً، وهذا الأمر أوقع المراقبين بذهول بسبب الأراضي الكازاخية الشاسعة والبعيدة جغرافيا عن بعضها".
علماً أن السبب الرسمي المُعلن للاحتجاجات كان ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن الرصد الروسي للأزمة الكازاخية المستجدة يوحي بظواهر خطيرة ترتبط أكثر بالأنظمة الاستبدادية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية وقد تنسحب هذه التوترات إلى بلدان أخرى في آسيا الوسطى.
التطورات المتسارعة في كازاخستان، تُقلق الجانب الروسي الذي يمرّ بمرحلة دقيقة ومتوترة مع الغرب بسبب الأزمة مع أوكرانيا، ورغبة حلف شمال الأطلسي بالتوسع شرقاً. وأدت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان منذ الأحد، إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية.
ربيع كازاخستان
وأكد العزي لـ "جسور"، أن مشكلة روسيا لم تتغير يوماً وهي "التظاهرات"، وكأن التاريخ يُعيد نفسه إلى ما حدث في عام 1958 عندما قمع الاتحاد السوفياتي ربيع براغ بالدبابات، وقال "ها هو اليوم يكرر السيناريو الاستبدادي مجدداً، من خلال إرسال قوة عسكرية مقنعة إلى كازاخستان تحت إسم منظمة الأمن القومي"؛ وكانت روسيا أعلنت ضمن منظمة معاهدة الأمن الجماعي إرسال قوات إلى كازاخستان.
وجزم العزي، أن "لا حرب أهلية في كازاخستان، فالمتظاهرون هم من خلفية قومية كازاخية تقف بوجه السلطة الحاكمة الديكتاتورية، حتى لو نعتت روسيا المتظاهرين بالإرهابيين"، هكذا أيضاً وصفهم رئيس كازاخستان.
وبرأي العزي فإن "المعارضة تحمل عناوين متدرجة وتحتفظ بمطلبها الأبرز وهو تحويل النظام إلى برلماني تشاركي وديمقراطي كبديلٍ عن النظام القائم الذي تستفيد منه روسيا والحاشية الحاكمة حصراً".
مقابل المخاوف الروسية تجاه الحكم في جارتها، فإن الحديث يتصاعد أيضاً عن أطماع للولايات المتحدة والغرب في تخريب الوضع في كازاخستان، لا سيّما للضغط في المسألة الأوكرانية على موسكو. إلى ذلك، فإن الصين ليست مستبعدة عن الأجواء الملبدة في شوارع ألماتي وباقي مدن كازاخستان.
فقد أشاد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بـ "الاجراءات القوية" التي اتخذتها السلطات ضد المتظاهرين في كازاخستان.
لكن على هذا الاعتقاد، يعلّق الدكتور العزي بالقول: "هذا يعني أن أزمة كازاخستان لن تنتهي وبصريح العبارة وداعاً لطريق الحرير". وتابع شارحاً، "كازاخستان دولة عائمة على الغاز والنفط وروسيا تتعامل معها وكأنها مخزون تتصرف به كما تشاء وتستفيد الصين منه من دون أدنى شك".
إشكالية القومية الإسلامية
في المقابل، أكد العزي أن بوتين في ورطة كبيرة ففي اللقاء مفترض في 10 يناير/كانون الثاني الحالي، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، سيكون هو الحلقة الأضعف ولن يستطيع فرض نفسه كقوة منفردة، ولا حتى المفاوضة على شراكة على الصعيد الأوكراني أو الكازاخستاني، "عليه أن يقتنع (أي بوتين) أن إدارة العالم الجديد لا تقوم على التفرد بل على المشاركة والتوافق"، على حد قول العزي.
وحذّر أستاذ العلاقات الدولية، لافتاً إلى "ضرورة التنبه إلى مشكلة جديدة فُتحت في آسيا الوسطى عبر بوابة كازاخستان، ففي حال تم قمع الانتفاضة ستكون ردة الفعل قومية مذهبية إسلامية وسيتم خلع الغطاء عن روسيا"؛ وأَافي حين بات وضع بوتين لا يحسد عليه فهو محاصر شرقاً وغرباً".
وأضاف العزي "ستستغل الولايات المتحدة في التفاوض مع موسكو سلاح العقوبات والموضوع الإسلامي للضعط عليها، من خلال تذكيرها بسيناريو تسليم أميركا أفغانستان لطالبان وهذه هي الورقة الرابحة".
في حين يعتبر البعض أن تصعيد الشارع الكازاخستاني مفتعل من الخارج لتحقيق مآرب داخلية، أشار الدكتور في العلاقات الدولية، خالد العزي، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "نظرية المؤامرة لا تصح دائماً؛ القشة التي قصمت ظهر البعير هي ارتفاع سعر الغاز، فهذه ليست المرة الأولى التي تحدث اضطرابات في البلاد، رغم أن كازاخستان من البلدان التي نعمت منذ عام 1991 (بعد سقوط الاتحاد السوفياتي) بشبه استقرار".
ولقت العزي، إلى أن "الاحتجاجات هذه المرة بدأت في المنطقة الغربية القريبة من سيبيريا، بعد أن ارتفعت أسعار الغاز بشكل كبير، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات انسحبت إلى 10 مدن تقريباً، وهذا الأمر أوقع المراقبين بذهول بسبب الأراضي الكازاخية الشاسعة والبعيدة جغرافيا عن بعضها".
علماً أن السبب الرسمي المُعلن للاحتجاجات كان ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن الرصد الروسي للأزمة الكازاخية المستجدة يوحي بظواهر خطيرة ترتبط أكثر بالأنظمة الاستبدادية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية وقد تنسحب هذه التوترات إلى بلدان أخرى في آسيا الوسطى.
التطورات المتسارعة في كازاخستان، تُقلق الجانب الروسي الذي يمرّ بمرحلة دقيقة ومتوترة مع الغرب بسبب الأزمة مع أوكرانيا، ورغبة حلف شمال الأطلسي بالتوسع شرقاً. وأدت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان منذ الأحد، إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية.
ربيع كازاخستان
وأكد العزي لـ "جسور"، أن مشكلة روسيا لم تتغير يوماً وهي "التظاهرات"، وكأن التاريخ يُعيد نفسه إلى ما حدث في عام 1958 عندما قمع الاتحاد السوفياتي ربيع براغ بالدبابات، وقال "ها هو اليوم يكرر السيناريو الاستبدادي مجدداً، من خلال إرسال قوة عسكرية مقنعة إلى كازاخستان تحت إسم منظمة الأمن القومي"؛ وكانت روسيا أعلنت ضمن منظمة معاهدة الأمن الجماعي إرسال قوات إلى كازاخستان.
وجزم العزي، أن "لا حرب أهلية في كازاخستان، فالمتظاهرون هم من خلفية قومية كازاخية تقف بوجه السلطة الحاكمة الديكتاتورية، حتى لو نعتت روسيا المتظاهرين بالإرهابيين"، هكذا أيضاً وصفهم رئيس كازاخستان.
وبرأي العزي فإن "المعارضة تحمل عناوين متدرجة وتحتفظ بمطلبها الأبرز وهو تحويل النظام إلى برلماني تشاركي وديمقراطي كبديلٍ عن النظام القائم الذي تستفيد منه روسيا والحاشية الحاكمة حصراً".
مقابل المخاوف الروسية تجاه الحكم في جارتها، فإن الحديث يتصاعد أيضاً عن أطماع للولايات المتحدة والغرب في تخريب الوضع في كازاخستان، لا سيّما للضغط في المسألة الأوكرانية على موسكو. إلى ذلك، فإن الصين ليست مستبعدة عن الأجواء الملبدة في شوارع ألماتي وباقي مدن كازاخستان.
فقد أشاد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بـ "الاجراءات القوية" التي اتخذتها السلطات ضد المتظاهرين في كازاخستان.
لكن على هذا الاعتقاد، يعلّق الدكتور العزي بالقول: "هذا يعني أن أزمة كازاخستان لن تنتهي وبصريح العبارة وداعاً لطريق الحرير". وتابع شارحاً، "كازاخستان دولة عائمة على الغاز والنفط وروسيا تتعامل معها وكأنها مخزون تتصرف به كما تشاء وتستفيد الصين منه من دون أدنى شك".
إشكالية القومية الإسلامية
في المقابل، أكد العزي أن بوتين في ورطة كبيرة ففي اللقاء مفترض في 10 يناير/كانون الثاني الحالي، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، سيكون هو الحلقة الأضعف ولن يستطيع فرض نفسه كقوة منفردة، ولا حتى المفاوضة على شراكة على الصعيد الأوكراني أو الكازاخستاني، "عليه أن يقتنع (أي بوتين) أن إدارة العالم الجديد لا تقوم على التفرد بل على المشاركة والتوافق"، على حد قول العزي.
وحذّر أستاذ العلاقات الدولية، لافتاً إلى "ضرورة التنبه إلى مشكلة جديدة فُتحت في آسيا الوسطى عبر بوابة كازاخستان، ففي حال تم قمع الانتفاضة ستكون ردة الفعل قومية مذهبية إسلامية وسيتم خلع الغطاء عن روسيا"؛ وأَافي حين بات وضع بوتين لا يحسد عليه فهو محاصر شرقاً وغرباً".
وأضاف العزي "ستستغل الولايات المتحدة في التفاوض مع موسكو سلاح العقوبات والموضوع الإسلامي للضعط عليها، من خلال تذكيرها بسيناريو تسليم أميركا أفغانستان لطالبان وهذه هي الورقة الرابحة".