كثيرة هي زلات اللسان على الساحة السياسية، خاصة في ظل سرعة انتشار المعلومة في عصرنا الحديث. فقد أسقطت بعضها رؤوسًا سياسية وانتزعت منهم محبة الناس، لتحوّلهم إلى مادة للسخرية تارة وفضيحة تارة أخرى. لعلّ أكثر المسؤولين عرضة لزلات اللسان على الساحة الدولية اليوم هو الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي واجه مواقف محرجة عدة بسببها. آخر تلك المواقف كان أثناء خطابه في ولاية كولورادو الأميركية، حيث كان يتحدث عن الجنود الأميركيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، ليصرّح بعدها أن ابنه ضحّى بحياته في العراق في إشارة لابنه بو الذي توفي بسبب سرطان المخ عام 2015.
سالفه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن الذي تفوّه بعدد من زلات اللسان وواجه بسببها انتقادات واسعة، كان أبرزها خلال خطاب ألقاه حول الحرب في أوكرانيا، حين حاول انتقاد الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، فخلط بين أوكرانيا والعراق. وقد أثارت تصريحاته سخرية واسعة في العالم وصفها البعض ب"زلة فرويدية"، أي أنها اعتراف غير واعٍ بأنه أخطأ في قرار غزوة العراق.
زلات اللسان غير الواعية ليست المسؤولة الوحيدة عن وضع المسؤول في مواقف محرجة كهذه، فقد تعرّض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لموقف شبيه بعد وصفه زوجة رئيس الوزراء الأسترالي بأنها "لذيذة" باللغة الإنجليزية عام 2018، وذلك في ختام مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة سيدني، لتثير موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل.
عبارات غير متوقّعة عادة ما تحدث في حالات الإنفعال أو فقدان التحكم، فتكشف خفايا أجندات سياسية تارة وحالة المسؤول العقلية تارة أخرى، لتبقي العالم بأسره في حيرة وتساؤل: من لا يستطع التحكّم بما ينطق، كيف للشعب أن يسلمه مسؤولية قيادة دولة غارقة بأزمات متتالية؟