استعدادات روسيا لـ”غزو” أوكرانيا وصلت إلى شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي، من خلال نشر قواتها استعدادا لاحتمال اندلاع “حرب واسعة”.
هذا ما كشفت عنه وكالة “بلومبرغ” الأميركية مستندة إلى أراء محللين، اشاروا الى أن أي “غزو واسع النطاق” تقوم به روسيا ضد أوكرانيا من غير المرجح أن يكون ممكنا قبل شهر يناير/ كانون الثاني المقبل ، بسبب التربة الموحلة والطقس الدافئ والحاجة إلى نشر قوات إضافية.
وتزعم أن روسيا أعادت نشر قواتها “على طول الطريق إلى منطقة كامتشاتكا لتكون مستعدة في حال تصاعد الصراع إلى حرب واسعة”، مشيرة إلى أن هذه المنطقة تقع بجوار اليابان والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من الهدوء الظاهر، يراقب جندي أوكراني يحمل مدفعه الرشاش السهوب الرمادية باتجاه مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا ويبدو متيقظا بينما تخشى كييف والغرب هجوما من موسكو.
مرتديا خوذة وسترة واقية من الرصاص، يقول الجندي البالغ 21 عاما وكنيته "جورا"، "لا أستبعد احتمال وقوع هجوم كبير".
يضيف جورا الذي يدافع عن المواقع الأوكرانية قرب قرية تالاكيفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد "نرد من حين لآخر على نيران العدو".
يعمل الجندي منذ ثمانية أشهر على خط المواجهة قرب ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في الشرق تسيطر عليها القوات الحكومية، ويوضح أن الوضع هدأ قليلا منذ أسبوعين.
لكن "في منطقة فرقة أخرى، تطلق النيران كل يوم بكثافة" خصوصا في المساء "بمدفعية من عيار 82 و120 ملم"، وفق العسكري الشاب.
وسبق وحذّرت كييف موسكو من أيّ محاولة لغزو أوكرانيا قائلة إنّ روسيا "ستدفع ثمناً باهظاً" مقابل أيّ خطوة من هذا النوع، مع تزايد خشية الغرب من إرسال موسكو قواتها عبر الحدود.
ودقّت الدول الغربية ناقوس الخطر هذا الشهر في شأن ما تردّد عن تحركات عسكرية روسية بالقرب من أوكرانيا، فأعربت الولايات المتحدة عن "مخاوف حقيقية" حول تعزيز موسكو قواتها عند الحدود.
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا للصحافيين إنّه من الصعب التكهن بما يفكّر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّ كييف تبذل ما بوسعها لردع الكرملين.
وأضاف: "نحاول إفهامه أنّه سيدفع ثمناً باهظاً في حال شنّ هجوماً جديداً ضدّ أوكرانيا".
وأوضح كوليبا أنّه "على موسكو أن تفهم بوضوح أنّها ستتكبّد خسائر سياسية واقتصادية وبشرية في حال تنفيذها مرحلة عدوان جديدة"، محذّراً أنّه "من الأفضل عدم القيام بذلك".
والأربعاء، أصدرت السفارة الأميركية في أوكرانيا إنذاراً أمنياً حذّرت فيه المواطنين الأميركيين من "نشاط عسكري روسي غير عادي بالقرب من حدود أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم المحتلة".
ونفت موسكو المزاعم الغربية عن استعداد روسيا لغزو أوكرانيا، وقال الكرملين إنّ بوتين أبلغ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء قلقه من "استفزازات" كييف لتأجيج التوتر في شرق أوكرانيا.