دخلت الحملة الانتخابية فى فرنسا مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد التصويت فى الجولة الأولى لانتخاب رئيس للبلاد في 10 أبريل/ نيسان. وقبيل أربعة أيام من الجولة الأولى لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو المرشح الأوفر حظا للفوز بالجولة الأولى ومواجهة زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني مارين لوبان في جولة الإعادة في 24 أبريل / نيسان ، وهو تكرار لما حدث في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
لكن الهوة بين ماكرون ولوبان تقلّصت بشكل كبير، ما ينذر باحتدام المنافسة بينهما اذ تواصل مرشحة اليمين الأقصى مارين لوبان التقدم في استطلاعات الرأي وتعزيز موقعها في الدورة الثانية.
فقد رجّحت آخر استطلاعات الرأي أن تحصل لوبن على 48,5 % من الأصوات في الدورة الثانية مقابل 51,5% لماكرون. وهي نتيجة بعيدة كل البعد عن تلك التي أسفرت عنها الدورة الثانية من انتخابات عام 2017، بحصول ماكرون على 66 % من أصوات الناخبين، مقابل 34 % للوبان.
صعود لوبن لم يكن متوقّعاً، لكنّها بذلت مجهوداً كبيراً لتحسين وتلطيف صورتها، وبدأت تعمل على حملتها الانتخابية قبل ستة أشهر من الاستحقاق، مستغلّةً انشغال ماكرون بالحرب في أوكرانيا.
قضية ماكنزي
في الأثناء، تواجه الحملة الانتخابية لماكرون صدمة من العيار الثقيل بعد ما كشفه مجلس الشيوخ الفرنسي أخيرا بشأن قضية "ماكنزي"، مشيرا الى اعتماد ماكرون وحكومته على شركات استشارية خاصة، من بينها شركة "ماكنزي" الأميركية والمتخصصة في تقديم الاستشارة للحكومات والشركات الخاصة، بينما تم اتهام هذه الشركة بتحقيق أقصى استفادة ضريبية في فرنسا وعدم دفع الضرائب المترتبة عليها بشكل كامل، ما اعتبر فضيحة سياسية لماكرون.
تداعيات الحرب
في حديث لـ"جسور"، رأت الاعلامية اللبنانية المختصة بالشؤون الفرنسية والعربية منى السعيد أن الحرب الروسية على اوكرانيا نسفت الحملات الانتخابية بسبب انعكاساتها على الأوروبيين على الصعيدين الاقتصادي والانساني خصوصا بالنسبة للغاز والطاقة والنفط الامر الذي بدأ يسبب بارتفاع الأسعار، كما ان نسبة وجود عدد كبير من المهاجرين سيكون له عواقب على القارة الأوروبية، وكل هذا يأتي بعيد ازمة اقتصادية حادة واجهتها اوروبا بعد جائحة كورونا.
الامتناع عن التصويت
حذر موقع "كونكسيون" الفرنسي من أن انتخابات الرئاسة الفرنسية ستشهد مستويات قياسية من الامتناع عن التصويت.
وفي هذا السياق، أوضحت السعيد أن هناك مخاوف حيال نسبة امتناع الفرنسيين عن التصويت، ما يشير الى لا مبالاة شريحة من الفرنسيين نظرا للمشاكل الكبيرة التي تواجه البلاد خصوصا بالنسبة لغلاء المعيشة، البطالة، الهجرة والامن. فهم يعتبرون ان المشاكل تزداد سوءا، ولا وقت للسياسية في ظل الأزمات المتتالية.
وفي وقتٍ سابق خلال لقاء جمعه بمناصريه، كان ماكرون شنّ هجوماً على فريق لوبن، واصفاً اليمين المتطرّف بالعدو، فيما حذر وزير الداخلية جيرالد دارمانان من أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان خطيرة و يمكنها أن تفوز.
وأطلق ماكرون وعودا انتخابية تتعلق بتحسين ظروف المواطن ومساعدة المسنين، مضيفا ان المشروع الذي يحمله يركز على التقدم والتضامن. ووجه ماكرون سلسلة رسائل من بينها التأكيد على الأهمية التي يوليها للشرطة والامن وضرورة بذل كل شيء بهدف حماية الفرنسيين من الارهاب.
وفي إطار حديثه عن دور فرنسا في العالم، اكد ماكرون على ضرورة عدم الاستسلام للانقسامات الكبرى لانها تحدث حال شلل ولكن في المقابل لا بد من التشاور مع كل قوة، والاستمرار في بناء تحالفات في الشرق الأوسط والمضي بالتحرك من اجل ايجاد حلول للبنان.
12 مرشحًا
يتنافس في الانتخابات 12 مرشحًا، أبرزهم:
- الرئيس ايمانويل ماكرون الذي لم يقم بحملة انتخابية بسبب انشغاله بالحرب الأوكرانية ورئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي.
- مارين لوبن وهي محامية تترشح للمرة الثالثة، وريثة والدها الذي أسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، وهرباً من وصفات التطرف التي ترافقها غيرت اسم الحزب إلى التجمع الوطني، وابتعدت عن والدها سياسياً واجتماعياً.
- جان لوك ميلينشون الذي يترشح للمرة الثالثة، تضعه استطلاعات الرأي في الموقع الثالث بـنسبة ١٥٪ من الأصوات وهو معارض للنظام إذ أنه يدعو لتأسيس الجمهورية السادسة.
- فاليري بيكريس التي تنتمي الى حزب "الديغوليون" وتعتبر مقربة من جاك شيراك وكانت وزيرة في عدة حكومات.
- إيريك زمور الذي يترشح للمرة الأولى وهو أنشأ حزبه الخاص "استرجاع الأرض"، و يدعو لطرد اللاجئين والمهاجرين من فرنسا.