في أول تجربة صاروخية تجريها بيونغ يانغ في العام الجديد، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا على ما يبدو باتجاه البحر الأربعاء، حسبما أعلنت كوريا الجنوبية واليابان.
ومنذ تولي كيم جونغ أون السلطة قبل عقد، حقق البرنامج العسكري لكوريا الشمالية تقدما كبيرا رغم العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ.
وتأتي التجربة الصاروخية الأولى هذا العام للدولة المزودة بالسلاح النووي، في أعقاب عام شهد سلسلة اختبارات شملت أسلحة "من نوع جديد" رغم الصعوبات الاقتصادية والجائحة.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت "ما يُفترض أنه صاروخا بالستيا" باتجاه البحر قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة قرابة الساعة 08,10 الأربعاء (23,10 ت غ الثلاثاء)، من مقاطعة جاغنغ المحاذية للصين.
وعبر مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي عقب اجتماع طارئ عن "القلق إزاء عملية الإطلاق".
من جهته قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنها "على الأرجح تجربة إطلاق صاروخ بالستي". و"من المؤسف حقا أن تواصل كوريا الشمالية إطلاق الصواريخ منذ العام الماضي".
وجاءت التجربة في أعقاب خطاب للزعيم الكوري الشمالي الأسبوع الماضي تعهد فيه مواصلة بناء القدرات العسكرية لبلاده.
وفي عام 2021 أعلنت كوريا الشمالية أنّها أجرت سلسلة اختبارات صاروخية ناجحة شملت إطلاق صاروخ بالستي "من نوع جديد" من غواصة، وصاروخ كروز بعيد المدى، وصاروخ فرط صوتي من قطار.
أما عن محادثات الملف النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتّحدة فهي متوقفة منذ انهيار قمة عقدت في هانوي في 2019 بين كيم والرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً عن استعدادها للقاء مسؤولين كوريين شماليين في أي مكان وزمان ومن دون شروط مسبقة، وذلك في إطار الجهود الرامية لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، غير أن بيونغ يانغ رفضت الدعوة حتى الآن، متهمة واشنطن بانتهاج "سياسات عدائية".
ورأى الباحث في المعهد الكوري لأبحاث الأمن القومي شين بيوم-شول في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "بيونغ يانغ بصدد توجيه رسالة للولايات المتحدة مفادها أنها لن تتغير وأن على واشنطن بالتالي التنازل".
وتعاني كوريا الشمالية من عقوبات دولية شديدة على خلفية برنامجيها النووي والبالستي. وتفاقمت الصعوبات الاقتصادية في هذه الدولة الفقيرة على إثر فرضها إغلاقا صارما لمنع تفشي جائحة كوفيد.
غير أن الوضع الاقتصادي المتدهور خلال الوباء لم ينل من تلك البرامج، وواصلت كوريا الشمالية مساعيها لتطوير الأسلحة، حسبما جاء في تقرير للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر.
ويتصاعد القلق إزاء أزمة مواد غذائية شاملة في كوريا الشمالية. وحذر خبير في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في تشرين الأول/أكتوبر من أن الأشخاص الأكثر ضعفا يواجهون "خطر المجاعة".