انتقل الصراع الإثني بين مختلف الأعراق التي تشكّل المجتمع الأفعاني، من بلدهم الأم إلى أماكن وجودهم بعد إجلاء أعداد كبيرة منهم.
ففي أعقاب سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل في 15 أغسطس/ آب الماضي، قام الأميركيون بعملية إجلاء جماعي لآلاف الأفغان الذين تعاونوا معهم، واستقبلتهم قاعدة فورت ماكوي العسكرية الأميركية في ويسكونسن.
لاجئة تروي
غير أن فتاة أفغانية تقيم في القاعدة الأميركية كشفت عن تعرضها لمضايقات من أفغان ينتمون إلى مجموعة عرقية أخرى وموجودون في المكان نفسه معها ما جعل حياتها أكثر صعوبة.
الشابة تنتمي إلى مجموعة الهزارة العرقية، وتعرضت في القاعدة الأميركية للمضايقات والإهانات من قبل أفغان ينتمون إلى البشتون، المجموعة العرقية المهيمنة في أفغانستان، والذين تم إجلاؤهم معها.
وكشفت الفتاة عن ذلك بقولها: "أنا من الهزارة، وهناك الكثير من البشتون هنا. إنهم يعاملوننا معاملة سيئة للغاية عندما يروننا. معظم اللاجئين هنا من البشتون"، مشيرة إلى أنه من بين 13 ألف شخص تم إجلاؤهم إلى فورت ماكوي، هناك نحو ألفين منهم من الهزارة.
وروت الفتاة أن الهزارة والبشتون أقاموا بشكل منفصل في القاعدة العسكرية، لكن عند زيارتها للأماكن العامة، مثل الكافتيريا كانت تواجه التعليقات المسيئة.
التوترات بين الهزارة والبشتون في أفغانستان تعود إلى القرن التاسع عشر. ويعتبر الهزارة من أكثر الجماعات العرقية تعرضا للاضطهاد في البلاد، بسبب ملامحهم المتأصلة في شرق آسيا.
أحلام ضائعة
وذكرت الفتاة الأفغانية، التي فضلت الاكتفاء بالإشارة إلى الحرف الأول من اسمها وهو "ك"، أنها خططت في منتصف أغسطس / آب للسفر من كابل إلى بنغلاديش لبدء دراستها في السنة الأولى بجامعة المرأة الآسيوية، إلا أن خططها لم تتحقق لأن طالبان استولت على السلطة في البلاد، وبدلا من ذلك أجليت مع حوالي 250 من الطلاب الأفغان الآخرين إلى قاعدة فورت مكوي في ولاية ويسكونسن الأميركية.
وقالت بهذا الشأن: "كان من المفترض أن نذهب إلى بنغلاديش، رتبت جامعتنا لنا رحلة طيران مستأجرة من مطار كابل. لكن الرحلة فاتتنا لأن طالبان استولت على المطار. كنا عالقين في المطار لفترة طويلة. ثم نظم الجيش الأميركي رحلة مستأجرة أخرى أخذتنا إلى فورت مكوي".
وتأمل الشابة أن تنتقل هذا الأسبوع من فورت ماكوي إلى الجامعة التي تنوي الانتساب إليها، تاركة خلفها الإساءات العرقية.
وعبّرت الفتاة الأفغانية عن قلقها من عدم التمكن من رؤية أسرتها لفترة طويلة، إذ تم إجلاؤها بمفردها من أفغانستان. كما أنها قلقة بشأن سلامة عائلتها في كابل. واوضحت أن لديها خمسة أشقاء، أحدهم عمل في الجيش الأميركي لسنوات عديدة: "عائلتي سعيدة لأنني تمكنت من الهروب. لكنهم في خطر حقيقي، لأن أخي عمل في الجيش الأميركي.. تقدم بطلب للحصول على تأشيرة هجرة خاصة إلى الولايات المتحدة، لكنه علق في كابل".