لا يزال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، المستحوذ أخيراً على منصة "تويتر" مقابل 44 مليار دولار، يفجر قنبلة تلو الأخرى، محدثا "زلزالا تويتريا" وقالبا قواعد المنصة رأسا على عقب.
وهزت سلسلة تطورات "أروقة" تويتر، شملت حلّ مجلس إدارة الشركة التي تدير المنصة، إضافة الى تعهد إيلون ماسك بأن يدفع أصحاب العلامات الزرقاء رسوما، معتبرا أن نظام "الإقطاعيين والفلاحين" في تويتر محض هراء"، ناهيك عن سعي ماسك الى إلغاء نحو 3700 وظيفة في تويتر ما يعادل نصف القوة العاملة في الشركة في محاولة لخفض التكاليف.
مصداقية تويتر على المحك
وسخر ماسك في تغريدة جديدة، من استعداد مستخدمي تويتر دفع 8 دولارات لقاء مشروب قهوة، وامتعاضهم من دفع المبلغ نفسه للاحتفاظ بالعلامة الزرقاء، فيما أكدت تقارير إعلامية سعي ماسك الى فرض رسوم على أصحاب الحسابات الموثقة، وفي تغريدة قال ماسك: "إلى كل المشتكين، رجاء استمروا في الشكوى، ولكن الأمر سيكلف 8 دولارات".
وفي حديث لـ"جسور"، أشار المستشار في الاعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي بشير تغريني الى أن "شراء تويتر كبد ماسك مبالغ طائلة ناهيك عن انخفاض اسهم المنصة، ما أدى الى اتخاذ قرارات شتى على رأسها فرض رسوم مالية، وكان يوازي الرسم 20 دولارا وتم تخفيضه الى 8 دولارات نظرا للانتقادات التي طالت قرار ماسك."
وأضاف "أخطر ما في الأمر أن مصداقية توتير باتت على المحك، اذ كانت العلامة الزرقاء تُمنح لكل شخص تعتبر بحسب تويتر تغريداته موثوقا بها ولكن اليوم أصبحت مصداقية تويتر متعلقة برسم مالي!"
إعادة هيكلة تويتر
ويخطط مالك تويتر الجديد لإعادة التفكير في سياسات إدارة المحتوى الخاصة بالشركة والحظر الدائم للمستخدمين الذين انتهكوا سابقا سياسات المنصة، بما في ذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بينما دفعت سلسلة الإجراءات الاستفزازية الأخيرة التي اتخذها ماسك عددا من مشاهير العالم الى مغادرة تويتر.
وفي السياق، اعتبر تغريني أن "ماسك يمتلك مجلسا ادرايا جديدا اقترح عليه إعادة هيكلة توتير ولكن السؤال ما مدى خبرة هذا الفريق بالتحكم في تويتر خصوصا أن الانتخابات الاميركية باتت على الأبواب وماسك سيكون معرّضا أكثر للسياسة نظراً لأهمية تويتر بالنسبة للسياسيين وقيادة الحملات الانتخابية والسياسية."
تراجع أسهم تويتر
وانخفض صافي ثروة ماسك بنحو 9 مليارات دولار منذ استحواذه على شركة تويتر، ومع ذلك لا يزال ماسك أغنى رجل في العالم.
وهنا لفت تغريني الى أن "تداعيات استحواذ ماسك على توتير بدأت تظهر تباعا، فمن اليوم الأول تزعزعت اسهم تويتر، ففي تقريره المالي للربع الثاني في يوليو/ تموز، سجل موقع تويتر انخفاضا صافيا بنسبة 1 في المئة في الإيرادات."
يذكر أن ماسك تعيّن عليه إنهاء الصفقة بحلول يوم الجمعة الماضي، وإلا فإنه كان سيواجه المحكمة لتخلفه عن تنفيذ الاتفاق المبدئي الذي وقّعه مع تويتر في أبريل/نيسان الماضي.
وكان ماسك تقدّم بعرض لشراء تويتر ووقّع اتفاقا بهذا الشأن في أبريل/نيسان لكنه عدل عن رأيه بعد ذلك، ما دفع تويتر إلى رفع دعوى قضائية ضده.
وقال ماسك في يوليو/تموز الماضي إنه تراجع عن الصفقة لأنه تعرض لتضليل من تويتر بشأن عدد الحسابات الوهمية على المنصة، في حين سعى تويتر بدوره إلى إثبات أن ماسك كان يختلق أعذارا للانسحاب من الاتفاق.