بعد العثور على عشرات القتلى من المدنيين، عقب الانسحاب الروسي من بلدة بوتشا الأوكرانية، الواقعة قرب كييف، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة الأدلة المتوفرة على ما يوصف بجرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية خلال سيطرتها على هذه البلدة.
وسيلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو أمام المجلس خلال الاجتماع. واتهم زيلينسكي روسيا بشن عملية "دعائية" للتشكيك في التقارير التي تفيد بأن مدنيين أوكرانيين قتلوا على أيدي قواتها.وقال "يجب أن ندرك أيضا أنه بعد الكشف عن عمليات القتل الجماعي للمدنيين في منطقة كييف، قد يكون للمحتلين موقف مختلف تجاه جرائمهم في جزء آخر من بلدنا".
وأضاف "إنهم يشنون بالفعل حملة كاذبة لإخفاء ذنبهم في عمليات القتل الجماعي للمدنيين في ماريوبول. وسيقومون بإجراء عشرات المقابلات على مراحل، وإعادة تحرير التسجيلات، وسيقتلون الناس على وجه التحديد لجعل الأمر يبدو وكأنهم قتلوا على يد شخص آخر".
عقوبات جديدة
ودعا زيلينسكي القادة الغربيين إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا، قائلا إن العقوبات "يجب أن تكون قوية في النهاية".
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مؤتمر صحفي إلى أن بلاده وحلفاءها سيعلنون خلال الأسبوع الحالي عقوبات اقتصادية جديدة.
كما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يناقش بشكل عاجل فرض عقوبات جديدة على روسيا.
كذلك أوضح نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبرت هابيك أن حزمة خامسة من العقوبات أقوى وأكبر ستُفرض خلال الأسبوع الجاري على روسيا.
استفزازات وفبركة
من جهتها، أعلنت روسيا أنها طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة "الاستفزازات" التي تقول إن أوكرانيا ارتكبتها في بوتشا.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ردا على الاتهامات لروسيا بارتكاب مجزرة في بوتشا "، نُفذ هجوم مزيف آخر في مدينة بوتشا في منطقة كييف بعد أن غادر الجنود الروس المنطقة تماشياً مع الخطط والاتفاقيات التي تم التوصل إليها.
وأضاف لافروف أن "القوات المسلحة الروسية انسحبت بالكامل من هذه المدينة في 30 مارس/ آذار. وفي 31 مارس/ آذار، قال عمدة بوتشا رسميا إن كل شيء عنده تحت السيطرة. وبعد ذلك بيومين، رأينا الإخراج المسرحي ينظم في الشوارع، والذي يحاولون الآن استخدامه لأغراض معادية لروسيا".
ونفت روسيا على لسان الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بشكل "قاطع" كل الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا.
وقال بيسكوف "استنادا إلى ما رأيناه، لا يمكننا أن نثق بمقاطع الفيديو هذه" مؤكدا على ضرورة "التشكيك بجدية في هذه المعلومات".
وأضاف أن خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على مؤشرات تظهر "فبركة مقاطع فيديو" و"أنباء كاذبة" في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية كأدلة على وقوع مجازر تتهم روسيا بارتكابها في المناطق التي تم تحريرها حول العاصمة كييف.
وأكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على عدم تعرض مدنيين لأذى خلال السيطرة الروسية على بوتشا على مدى شهر، واتهم كييف بتلفيق الأدلة.
وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك، إن الصور التي قيل إنها لمدنيين قتلوا في بوتشا "استفزاز مدبر" من قبل الدول الغربية.
مجرم حرب
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد دعا لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة قتل مزعومة لمدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، وهو ما تنفيه موسكو.
ووصف بايدن نظيره بوتين بـ "الوحشي"، وقال إنه يسعى لفرض المزيد من العقوبات على الكرملين.وقال بايدن: "حقيقة الأمر، لقد رأيتم ما حدث في بوتشا. إنه مجرم حرب.. لكن يتعين علينا جمع كل التفاصيل حتى يمكن إجراء محاكمة للنظر في جرائم حرب".
وأعلن مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن عدد الضحايا من المدنيين بلغ 3455 منذ بداية الحرب في أوكرانيا، من بينهم نحو 1400 قتيل.