تنطلق في الدوحة محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الجانبين والتي تمنع التوصل لتفاهم حول إعادة إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في المفاوضات مع الدول الكبرى في فيينا.
ووصل إلى قطر، التي تستضيف أكبر القواعد الاميركية في الخليج وتقيم في الوقت ذاته علاقات جيّدة مع جارتها الكبرى الجمهورية الاسلامية، المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري وأعضاء الوفد المرافق له.
وبحسب المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي بيتر ستانو من المقرّر أن تبدأ هذه المحادثات غير المباشرة اليوم برعاية أوروبية، على أن تتركّز على حل المسائل التي تمنع التوصل لاتفاق في فيينا.
وشدّد على أنّ المحادثات في الدوحة ليست بديلاً عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الاخرى مع الدول الكبرى.
وأوضح "أقول دائمًا إن الوقت ليس في صالحنا حقًا. لذا يجب علينا المضي قدمًا بسرعة كبيرة، ولذلك نتمنى أن تستمر هذه الأمور بأسرع ما يمكن.
دعونا نرى ما ستكون عليه نتائج محادثات التقارب هذه في الدوحة، وبعد ذلك نأمل أن يتمكّن المشاركون من الاجتماع بسرعة كبيرة لاستمرار المحادثات في فيينا".
وتابع "تمكّنا من مواصلة عملية التفاوض وسنمضي قدمًا، وكخطوة أولى في هذه المرحلة نجري محادثات التقارب هذه. وهذا يعني إجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإيجاد طريقة للمضي قدما".
ترحيب قطري
ورحبت الدوحة باستضافة جولة المحادثات. وأكدت وزارة الخارجية في بيان "استعداد دولة قطر التام لتوفير الأجواء التي تساعد الأطراف كافة في إنجاح الحوار".
وأعربت عن أملها في أن "تتوج جولة المحادثات غير المباشرة بنتائج إيجابية تسهم في إحياء الاتفاق النووي".
وتسعى قطر التي تتمتع بعلاقات أفضل مع طهران من معظم الدول الخليجية إلى أن تكون مركزًا دبلوماسيًا رئيسيًا، وسبق للدوحة أن لعبت دورًا في السابق بترتيب محادثات بين واشنطن وطالبان قبيل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
على صعيد متصل، أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الاثنين أن المحادثات مع الولايات المتحدة ستركّز على رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.
وحققت المفاوضات في فيينا تقدمًا جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت الى طريق مسدود منذ مارس/ آذار مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا بما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وتقول إدارة بايدن إن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وأعلنت إدارة بايدن الأسبوع الماضي أن الإيرانيين الذين أجبروا في السابق على الخدمة في صفوف الحرس الثوري لن يُمنعوا من الحصول على تأشيرات ودخول الولايات المتحدة.