وصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس إلى محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، في مهمّة محفوفة بالمخاطر ومرتقبة جدًا.
ونشرت وكالة "ريا نوفوستي" مقطع فيديو يُظهر الموكب المؤلف من سيارات عليها شعار الأمم المتحدة، يصل إلى هذه المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية وقد استُهدفت بعمليات قصف في الأسابيع الأخيرة.
الأكاديمي والباحث السياسي رامي القليوبي وفي حديث لـ"جسور" قال إن مهمة فريق الوكالة الدولية للطاقة الذريّة لن تكون سهلة، وهي سابقة عالميّة حيث انه لم يتم تفتيش المحطات في مثل هذه الظروف العسكريّة الصعبة. ولكن في الوقت نفسه الجانب الروسي لديه إرادة أن تمر هذه البعثة بسلام وأن لا تحدث أي فضائح دوليّة من قبل فريق دولي بهذا المستوى.
مسألة الحرب النوويّة
ويرى القليوبي أن الحرب النوويّة غير مطروحة لأن السلاح النووي ليس تكتيكيّاً وأي هجوم من قوّة نوويّة على أخرى سيؤدي إلى ردع القوتين.
فإذا حدث تسرّب اشعاعي ستنتشر الاشعاعات، لاسيما اشعة غاما عالية الطاقة ، إلى مسافات طويلة عبر الهواء قد تصل إلى مئات الكيلومترات في أوروبا وروسيا.
وقد تجعل هذه الإشعاعات المناطق غير صالحة للسكن لعقود. وفي حال تعرّض السّكان لها فقد يتسبب ذلك في آثار صحيّة شديدة، وقد يحدث تغييراً في الحمض النووي ويترك تشوهاتٍ في الأجيال المقبلة..
جاء هذا تزامنا مع موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية تسهيل حصول الروس على تأشيرات الدخول لدول الاتحاد، التي تم التوصل إليها عام 2007، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقال جوزيب بوريل منسق شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد في ختام اجتماع للوزراء استمر يومين في براغ، إن الخطوة تهدف لمنع «السعي للحصول على تأشيرة دخول بطريقة أسهل» من جانب الروس الذين يسعون لدخول دول التكتل عبر دول تطبق قواعد أقل صرامة.
محطة زابوريجيا هي أكبر محطّة نووية أوروبيّة، وتاسع محّطة عالميّة. وهي تنتج 6.5 غيغاواط، وتكفي لـ4 ملايين منزل (تكفي لبنان). وتم تحديث هذه المحطة من قبل الاتحاد الأوروبيّ، ولم تكتمل العمليّة بسبب بدء الحرب. وهي محصّنة ضد الكوارث الطبيعيّة والزلازل، وحتى ضد اصطدام طائرة مدنيّة بها على غرار كارثة 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكنها بالتأكيد ليست مُعدّة لأن تكون قاعدة عسكريّة. وقد احتلّها الجيش الروسي واستعملها درعاً نووياً رادعاً للجيش الأوكراني.