هزت صورة الاب الافغاني وهو يسلم ابنه الرضيع لجندي اميركي خلال عملية الاجلاء في مطار كابل، عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم في افغانستان في اغسطس/آب العالم بأسره، الا ان مصير هذا الطفل لا يزال مجهولا حتى الساعة وعائلته تبحث عنه. وعلى الرغم من ان الوسائل الاعلامية تداولت معلومات تفيد "بأن شمل العائلة التأم لاحقا داخل المطار" الا ذلك لم يحصل.
وفي التفاصيل، يروي ميرزا علي احمدي والد الطفل الرضيع سهيل انه كان وزوجته واطفاله الخمسة يسعون الى مغادرة افغانستان وكان المطار في حال فوضى عارمة خاصة في المنطقة خارج بوابات المطار.
عندئذٍ سأل جندي أميركي من السياج العلوي عما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة وفي تلك اللحظة يقول ميرزا علي انه اتخذ قرارًا فجائيًا باعطاء ابنه الرضيع البالغ من العمر شهرين للجندي "كي لا يسحق" الى حين وصوله وعائلته الى البوابة التالية التي تبعد حوالي 5 امتار فقط.
الا انه حدث ما لم يكن في الحسبان، ففي تلك اللحظة بدأت طالبان بصد المئات من الأشخاص الذين كانوا يأملون الاجلاء من البلاد. ولم يستطع وعائلته الوصول الى السياج الاخر الا بعد نصف ساعة وعند دخولهم لم يتمكنوا من ايجاد سهيل.
ويؤكد ميرزا علي انه شاهد عائلات أخرى تسلم أطفالها للجنود من فوق السياج في الوقت نفسه الذي سلم فيه ابنه إلى الجندي، الا انه لم يستطع هو ايجاد صغيره على الرغم من كل الوعود التي تلقاها بالبحث عنه.
وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، بدأ ميرزا علي، الذي عمل كحارس أمن في السفارة الأميركية لمدة 10 سنوات، في البحث عن ابنه في كل مكان وتواصل مع قائد عسكري اجنبي ساعده في عملية البحث وأخبره أنذآك ان المطار خطير للغاية بالنسبة لطفل رضيع، وأنه ربما تم نقله إلى منطقة خاصة للأطفال، لكن عند ذهابه الى هناك بحثًا عنه لم يعثر عيله.
وقال مسؤول بالحكومة الأميركية مطلع على القضية، انه تم إبلاغ الوكالات المعنية بما فيها القواعد الأميركية بشأن الطفل المفقود، وقال المسؤول ان سهيل شوهد آخر مرة وهو يسلم إلى جندي أميركي خلال الفوضى التي سادت في مطار العاصمة، لكن "للأسف لا يمكن لأحد العثور على الطفل".
هذا ونشرت مجموعة دعم للاجئين الأفغان نداء بعنوان "طفل مفقود" عليه صورة سهيل وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي على أمل أن يتعرف عليه شخص ما.
وأجلي ميرزا وزوجته واطفالهما إلى قطر ثم إلى ألمانيا قبل أن ينقلوا إلى ولاية تكساس في الولايات المتحدة.