تعتبر الطائفة الشيعية في الكويت مكونًا مؤسسًا للدولة. اذ يعود تاريخ وجودها الى تاريخ تأسيس دولة الكويت في بداية القرن الثامن عشر، اذ استوطنت العائلات الشيعية الارض الى جانب القبائل السنية. قامت القبائل الشيعية والسنية عام 1752 بانتخاب اول أمير للكويت هو الشيخ صباح الاول بن جابر الصباح. كما لعب الشيعة البحارنة دورًا كبيرا في نمو الاقتصاد الكويتي، اذ كان يعتمد أنذآك بشكل كبير على تجارة اللؤلؤ وصناعة السفن. بين عامي 1820 – 1840 تم بناء اول مسجد شيعي هو مسجد الصحاف وعام 1913 تأسست اول حسينية للشيعة في الكويت وهي الحسينية الخزعلية. هذا وتخضع مساجدهم اليوم الى ادارة الوقف الجعفري وهي وزارة اوقاف مستقلة خاصة بهم وترعى شؤونهم.
نسبة الشيعة في الكويت
شهدت الكويت هجرة كثيفة للشيعة من العراق وايران باتجاه الكويت بسبب القرب الجغرافي بينهم. ويعتبر الشيعة في الكويت اقلية، اذ يشكلون نسبة 20 الى 30% من مواطني الكويت. اغلبيتهم ينتمون الى الطائفة الجعفرية الاثني عشرية وحوالي عشرة الاف منهم ينتمون الى طائفة البهرة الشيعية اضافة الى اكثر من مئة الف شيعي مقيم لا يحمل الجنسية الكويتية.
تؤمن الحكومة الكويتية الحماية اللازمة للشيعة، وتسمح لهم باقامة شعائرهم الدينية بحرية في المناطق الموجودين فيها.
توزيعهم مناطقيًا
تتركز الغالبية الشيعية في العاصمة الكويت والمناطق المجاورة كالشرق، القادسية، الرميثية، الجابرية، الدسمة، حولي، دسمان والقاسمية. يلعب الشيعة دورا مهما على الصعيد الاقتصادي والسياسي في البلاد، ففي انتخابات عام 2013، فاز الشيعة بـ8 اعضاء في مجلس الامة الكويتي الذي يتكون من خمسين نائبًا. كما أن الشيعة ممثلون بشكل جيد فى الجيش وقوات الشرطة ومجلس الوزراء الكويتي.
للشعية في الكويت اكثر من 140 مسجدًا واكثر من 30 حسينية، حسب التقارير الاخيرة لعام 2021.
ابرز العائلات
في بداية القرن الثامن عشر استوطنت العائلات الشيعية الى جانب القبائل السنية شرق الكويت، خلال فترة حكم الشيخ صباح الاول بن جابر الصباح. وتعتبر عائلة شمساه من اولى العائلات الشيعية التي استوطنت الكويت اضافة الى عائلة معرفى وآل الصحاف.روابط شيعة الكويت وايران
يشكّل الشيعة كتلة ديمغرافية واقتصادية واجتماعية في الكويت. الرابطة المذهبية بين شيعة الكويت وإيران ساهمت بتقريب العلاقات بين البلدين اذ تشكل السياحة الدينيّة تجاه المقامات في إيران، رابطاً بينهما. كذلك، يتمّ تحويل أموال الخمس من الكويت إلى المراجع الدينية في قم والنجف، بينما يوجد العديد من العائلات من أصول إيرانيّة في الكويت وعددها يقارب 50 ألفًا.
وفقًا لدراسات قديمة منشورة على مواقع كويتية فإن شيعة الكويت يتوزعون بين تيارات عديدة علمانية ودينية. فالقوى العلمانية تميل غالبًا إلى جانب الحكومة وتعارض سيطرة رجال الدين على العمل الشيعي، أما القوى الدينية فيمكن تقسيمها إلى التيار الإيرانى الذى يؤمن بولاية الفقيه وقد برز هذا التيار بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979. العلاقة بين الكويت وإيران تبدو أكثر ثباتًا من العلاقة مع السعودية، لكنّها تبدو أضعف من العلاقات الإيرانية القطرية مثلا. يبقى أن الأزمات بين طهران والكويت لم تتجاوز الحدود الديبلوماسية، في ظل وجود مساعٍ دائمة للتلاقي والتوسط.