سعياً لتوحيد الصف والتآلف في البيت الكردي الواحد قبل بدء جولات التفاوض المكوكية في العاصمة العراقية بغداد للإتفاق حول الرئاسات الثلاث وشكل الحكومة المقبلة وبرنامجها والأطراف التي ستشارك فيها، كان اللقاء الذي جمع الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، بافل جلال الطالباني برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني في مقره بمصيف صلاح الدين في محافظة أربيل.
هدف اللقاء تكريس موقف موحد مدعوم بخطة عمل تجمع الحزبين الكرديين الرئيسيين في بغداد. وبحسب البيانات الصادرة، تم التشديد على وضع برنامج مشترك للتعامل مع ملف تشكيل الحكومة المقبلة في العراق، وترسيخ مبادئ الشراكة في الحكم وتلبية مطالب المواطنين وإرساء الاستقرار.
كما جرى البحث في آفاق المرحلة الجديدة في العراق في ضوء الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في أكتوبر/ تشرين الاول الماضي.
وفي قراءة للقاء، يذهب كثيرون باتجاه القول إنه ومن حيث الشكل، اللقاء ضروري جدا لتنسيق المواقف الكردية وتوحيدها خصوصا وأن الأكراد طرف محوري في العملية السياسية ورقم صعب في المعادلة العراقية، لكن من حيث المضمون وما ينقله متابعون للشأن الكردي فالتفاؤل يبقى حذراً فقد يبدو الحزبان متفقين على الخطوط العريضة لطبيعة الدور الكردي في بغداد، لكن الشياطين غالبا ما تكمن في التفاصيل حيث أن هندسة التفاهمات وترجمتها على أرض الواقع وفق أجندة محددة على المحك.
وفيما يرجح متابعون أن تكون الحوارات الأولية المعلنة منها والسرية، قد بدأت بين العديد من الاطراف السياسية العراقية، يرى مراقبون أكراد أنه وفي حال تطور التفاهمات والاتفاقات بين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، نحو تشكيل كتلة برلمانية موحدة في مجلس النواب العراقي، فهذا يعني تحول الكتلة الكردستانية إلى ثاني أكبر كتل البرلمان العراقي بعد الكتلة الصدرية.
وحل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حصد 33 مقعدا أولا على الصعيد الكردي ورابعا على صعيد القوى العراقية وفق نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، فيما نال الاتحاد الوطني الكردستاني 17 مقعدا، وحل ثانيا على المستوى الكردي، حاصدا المرتبة الخامسة على الصعيد العراقي العام، وبذلك فإن مجموع مقاعدهما الحالية يبلغ 50 مقعدا.
وفضلا عن الحزبين الرئيسيين، فإن قوى كردية أخرى ستكون حاضرة في البرلمان العراقي المقبل، كحركة "الجيل الجديد" التي حصدت 9 مقاعد، و"الاتحاد الإسلامي الكردستاني" الذي حصل على 4 مقاعد، فيما حازت الجماعة الإسلامية بكردستان العراق مقعدا واحدا فقط.