منذ انطلاق العملية الانتخابية في لبنان لاختيار ممثلين عن الشعب في برلمان 2022 والأنظار تتجه نحو الناخب السني لمعرفة مدى تجاوبه مع المقاطعة التي دعا إليها أنصار تيار المستقبل، إثر عزوف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن المشاركة في الحياة السياسية، الأمر الذي عزّز مخاوف الشارع من استحواذ حزب الله على المقاعد السنيّة.
تزامنًا، شنّت إحدى الصحف المعتمدة من قبل المملكة العربية هجومًا لاذعًا لثلاثة أيام متتالية ضد المقاطعة السنية للانتخابات، دون أن تستثني الرئيس سعد الحريري.
صناديق الاقتراع قالت كلمتها في المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين التي جرت يوم الجمعة في السادس من الشهر الجاري، على أن تستكمل المرحلة الثانية منها اليوم، لتنتهي الأحد المقبل مع انتخابات المقيمين في لبنان.
ولمس اللبنانيون إقبالاً من الناخبين في بلاد الانتشار على مراكز الاقتراع المختلفة متجاوزين العقبات كافة التي وضعت أمامهم، إذ سجّلت مشاركة المقترعين في انتخابات المرحلة الأولى المخصصة للمغتربين نسبة فاقت ال 55%، اقترع فيها 18.225 ناخبًا.
في المواجهة
من جهته، أبدى الصحافي زياد عيتاني ثقته بالناخب السني رغم دعوات المقاطعة من قبل تيار المستقبل مؤكدًا أنه "لا خِيار أمام السنة في لبنان سوى المواجهة والصمود إن جاءت نتيجة الإنتخابات لصالحهم أو لم تأتِ" مضيفًا"أن المرحلة الحالية تتطلب عدم الاستسلام بانتظار ما تحملة الأيام المقبلة من تغييرات سياسية مع الاتجاه العالمي لرفض منطق الحروب كما الحكم الاستبدادي".
ورفض عيتاني إدّعاء مناصري تيار المستقبل أن نسبة ال52% التي لم تشارك في المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين هذا العام تعد انتصارًا لنداء المقاطعة، لافتًا إلى أن نسبة الاقتراع في دائرة بيروت الثانية حتى الآن تعتبر مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة "بزيادة 8% عن العام 2018 حيث وصلت إلى 45%".
وأضاف أن "التصويت عام 2009 لم تتجاوز نسبته 46% رغم كونه جاء تحت عنوان "العقاب" إثر اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري".
أما عزوف 54% من الناخبين عن الاقتراع، وفق عيتاني، لم يكن مردّه التأييد لحزب الله حينها، كما أنه لا يعني الآن الاستجابة للمقاطعة بل جاء "كنتيجة لطبيعة الانتخابات في لبنان التي تجري في إطار عائلي وطائفي ويغيب عنها البرامج السياسية ما يضعف نسبة التصويت" كما أوضح.
الحريري بعيد
وفيما أشار عيتاني إلى أن السنّة هم جزء من النسيج اللبناني ويعانون مثله في ظل الانهيار الاقتصادي، اعتبر أن "المقاطعة تعتبر أنصاف مواقف"، مشككًا في دعوة الرئيس الحريري للمقاطعة عن طريق قيادييه قائلاً: "أجزم أن الحريري منذ علق مشاركته في الحياة السياسية لم يتواصل مع أي من القياديين والإعلاميين في تيار المستقبل لأن تركيزه ينصب حاليًا على أمور أخرى"، كما أعلن احترامه حق التيار في المقاطعة مضيفًا "ومن حقّنا أن ندعو الناس للإقتراع الكثيف".
ما بين المقاطعة أو عدمها، تأتي انتخابات المقيمين الأحد المقبل لتحسم النتيجة النهائية، ومن المتوقع أن تكون المشاركة كثيفة تأثرًا بالاندفاع الذي أبداه ناخبو الانتشار، مع ما تخلل ذلك من تحديات واجهوها لمنعهم من إسقاط ورقتهم في صندوق الإقتراع.