يومان ويتحدد مصير مشاركة الطائفة السنية في الانتخابات النيابية اللبنانية يوم الأحد في 15 مايو/أيار بعد دعوات المقاطعة من قبل جمهور تيار المستقبل تضامناً مع اعتكاف زعيمه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن العمل السياسي.
منذ عام 2005، وعقب اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري تسلم سعد الحريري مقاليد الزعامة السنية في لبنان إلا أن اعتكافه الأخير وردة فعل جمهوره على الأمر دفعا بدار الإفتاء إلى دعوة المسلمين السنة للمشاركة بكثافة في الاقتراع يوم الأحد لدرء خطر تحكم المحور الإيراني بلبنان.
ولبّى أئمة وخطباء المساجد دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتوجهوا الى اللبنانيين لـ «المشاركة الواسعة وبكثافة في ممارسة واجبهم الوطني بانتخاب ممثليهم في المجلس النيابي واختيار الأصلح والأكفأ ومن هو جدير بتولي هذه الأمانة»، بالإضافة إلى «حثّ المواطنين على النزول إلى صناديق الاقتراع للانتخاب وعدم التهاون في ممارسة هذا الاستحقاق الذي هو فرصة للتغيير بالتصويت لمن يرونه يحافظ على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية".
أمة المليار ونصف
وعن أهمية دعوة الأئمة ومدى تأثيرها على الناخب السني في لبنان أكد الإعلامي طارق أبو زينب لـ "جسور" أن دعوة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان هي بمثابة تكليف شرعي عند أهل السنة والجماعة باعتبار أن اللبنانيين المسلمين السنة في لبنان عربيو الانتماء والهوية ويسيرون على كتاب الله وسنة الرسول" .
وشرح أبو زينب أنه من الناحية الدينية "يوجد ما يسمى بالسمع والطاعة لولي الأمر في العقيدة الإسلامية عند أهل السنة "بالتالي مفتي الجمهورية يعتبر عند أهل السنة من أولياء الأمر وطاعته واجب لما لموقع المفتي ودار الافتاء في لبنان من عمق ديني وإسلامي كما لرمزيته في الاعتدال والوسطية".
وارتكز في تفسيره على الآية القرانية التالية التي تعد مستنداً رسمياً من القرآن الكريم أي دستوراً لدى المسلمين السنة " قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ صدق الله العظيم
رمزية دار الافتاء
دار الافتاء لها أيضاً رمزية وطنية وتعرف مصلحة المسلمين في لبنان، كما أكّد أبو زينب مشيرا الى أن الدار تسعى إلى محاربة الهيمنة الايرانية وهيمنة حزب السلاح في لبنان ويجب عدم السماح لهما بالحصول على مقاعد السنة".
وبدا أبو زينب متفائلاً بأن "الأجواء تدل الى أن أهل السنة سيقترعون بكثافة تلبية لنداء دار الإفتاء" وعزا السبب إلى أن البلد أمام "استحقاق وطني وأهل السنة مكون أساسي في المجتمع لبنان ومن ركائز تركيبته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إضافة إلى كونهم أمة المليار ونصف مسلم"
وفيما الأنظار تتجه إلى الناخبين السنة في دائرة بيروت الثانية، اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، ان "الاستحقاق الانتخابي هو استحقاق وطني ونريده ان يكون وطنياً لكل لبنان يجدد الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية للانطلاق بورشة إخراج لبنان من انهياره المالي والاقتصادي والاجتماعي ليكن هذا الاستحقاق فرصة لنجمع ونوحد".
وقال: "لتكن محطة الخامس عشر من ايار محطة لقيامة هذا البلد لمجلس عليه العمل لتسهيل الحلول وتأمين مسار مع حكومة وطنية تعيد لبنان الى مكانته الدولية تخرجه من ازمة الدواء والكهرباء".