كتب بديع يونس في جسور:
من أسس تلبية القدرات البشرية والإنسانية في المملكة العربية السعودية رفع نسبة النمو الاقتصادي والتكنولوجي والسياحي ليستتبعه رفع نسب التوظيف في القطاعات، وقد تحقق نتيجة لذلك توظيف ما يزيد عن 422 ألف مواطن ومواطنة منذ بداية 2019.
كما وصل عـدد المتطوعيـن في 2020 إلــى 409,123 متطوعًا ومتطوعة في أكثر مـن 156 ألـف فرصـة تطوعيـة مقارنة بـ23,000 متطوع عام 2016. وبلـغ عــدد المســجلين فــي منصة التطوع 533,950 متطوعـًـا ومتطوعــة، وارتفعـت القيمـة الاقتصاديـة لتطـوع الفرد مـن 0.6 ريال فـي السـاعة عـام 2016 إلى 21.27 ريــال فــي الســاعة عام 2021 .
فإن تخفيض نسب البطالة ورفع عدد الوظائف في المملكة يحافظ على إبقاء القدرات البشرية داخل السعودية، ويساعد على عودة المبتعثين والمتخصصين والباحثين واليد الكفؤة من الخارج، ويزيد من طاقة القدرات البشرية داخل المملكة وينقل المعرفة know how إلى الداخل فتزداد القيمة المضافة للقدرات البشرية.
وإلى جانب التوظيف ومحاربة البطالة، وللمزيد من رفع القدرات البشرية وإمكانياتها لمواكبة التطورات الاقتصادية والاصلاحية، من أهم الملفات هو "سكن المواطن" الذي يؤرق كل رب أسرة في السعودية. زادت نسبة التملك بأكثر من ٦٠٪ مقارنة بالسابق التي لم تتخطَ 40%. تم دمج صندوق البنك العقاري مع وزارة الإسكان ليصبح الحصول على الدعم السكني الحكومي فورياً، بعدما كان يستغرق أكثر من ١٠ سنوات.
إن تطوير جودة الحياة هي جزء من نوعية الحياة، ولذلك حينما نحاول إقناع المواهب بالمجيء إلى المملكة، ونحاول إبقاء الموهبة السعودية في السعودية نفسها، وإبقاء المستثمرين السعوديين في المملكة، وإقناع المستثمرين الأجانب بذلك ونحاول الوصول إلى هدف مائة مليون سائح بحلول 2030، لا بدمن التركيز على "جودة الحياة". ارتفع عدد السياح من حوالي ستة ملايين في 2016 إلى 17.5 مليون سائح في 2019. فالقيادة السعودية على قناعة تامة بضرورة تطوير المشاريع والفنادق والمنتزهات وغير ذلك، والبرامج والفعاليات المتنوعة لإحقاق هذا الهدف.
تم تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشھيرة، ونجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها. تم إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعيّة - بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر حتى عام 2020 - أدت إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1,000 شركة، مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020 إضافة الى تنويع القدرات البشرية ورفع جهوزيتها وتحسين قدراتها ومعرفتها.
لا يقتصر تطوير القدرات البشرية على التعليم والتربية والإسكان وتحسين "جودة الحياة". فالقطاع الصحي أساسي لاستكمال هذا المسار. التتمة في الجزء التالي.