لدى سؤالنا النائب في برلمان كوردستان كلارا أوديشو عن المخاوف الكوردستانيّة من الانتهاكات المتكرّرة بحجة ملاحقة عناصر كوردية وتأثير القصف المتكرر على الامن والامان والسلم المجتمعي في الإقليم تفيد أوديشو في حديثها لجسور عن وجود "مخاوف كبيرة لدى الشعب والحكومة الكورديّة من جراء الانتهاكات التي تتكرر وسوف تستمر طالما تواجدت عناصر حزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية مع تركيا، إضافةً إلى الاحزاب المعارضة لنظام الايراني في السليمانية والمناطق الحدودية الاخرى مع ايران."
وعن القصف المستمرّ لمناطق كوردستان الحدودية من قبل الجارتين تركيا وإيران ترى اوديشو أنّ ذلك " قد أدّى الى عدم استقرار وزعزعة الامن في المنطقة ولأنّ الشعب يعرف جيّدًا أنّ العراق كدولة ضعيفة جدًّا وبدون سيادة، ناهيك عن أنّ الجارتين لا تحترمان حسن الجوار."
كما تلحظ أوديشو تصريحات بعض المسؤولين الذين يرون في هذه الاعتداءات المتكرّرة " خطرًا على أمن دولهم ولأنّ العراق لم تحرّك ساكنًا منذ سنوات، وأرضها تخترَق وسماؤها تنتهك لذا قام المواطنون بإخلاء منازلهم خوفًا من هذا القصف المستمر في القرى الحدودية التابعة لمحافظة دهوك." كذلك تعيد أوديشو قضيّة إخلاء المنازل في المناطق الحدوديّة إلى "وجود عناصر حزب العمال الكوردستاني و نشاطهم العسكري ما أثّر ذلك في مسألة الاستثمارات وأدّى الى هجرة المواطنين من تلك القرى."
هذه القرى التي تلحظ أوديشو أنّها " قرى لشعبنا المسيحي" توقّفت الزراعة والسياحة فيها. كما تشير إلى الهجمة التركية التي وقعت في أيلول الماضي في منطقة "برخ" السياحية، لذا حكومة الاقليم تطالب دومًا حكومة بغداد باتخاذ الخطوات المناسبة لحلّ المشكلة دبلوماسيًّا مع تركيا، وأيضًا اتخاذ اجراءات عملية للمحافظة على أرواح المواطنين.
وأمّا بالنسبة إلى إيران فتلحظ أوديشو أنّها "تقوم بعمليات عسكرية بحجّة استهداف المعارضين وذلك يعتبَرُ أيضًا خرق لسيادة العراق. وهذه المسألة قد ألحقت أضرارًا كبيرة ببلدات كوردستانية في محافظة السليمانية." وتحمّل أوديشو الجمهوريّة الاسلاميّة في إيران مسوولية تواجد أحزاب معارضة بنظامها للحكومة العراقية وإقليم كوردستان لأن تواجدها يتسبّب في زعزعة استقرار إيران. لذا فهي تعتبر أنّ "هذا الموضوع هو تحدٍّ صعب جدًّا على الحكومة العراقية لإيجاد الحلول لأنّه يؤثر في أمن واستقرار الاقليم وبالتالي العراق."
أمّا فيما يتعلّق بالعمليات العسكرية المستمرة من قبل تركيّا وتواجد عناصر حزب العمال الكوردستاني قرب القرى المكتظة بالمواطنين فترى أوديشو أنّ ذلك " يثير مخاوف السكّان وهناك مخاوف أيضًا بأن يلجأ عناصر الحزب الى استخدام العنف لما للحزب من تأثير سلبي كبير في سنجار." كما تلحظ أوديشو "انّ العديد من النازحين الايزيديين لم يتمكنوا من العودة بسبب انعدام الامن الناتج عن وجود مجموعات مسلحة عديدة ومنها حزب العمال الكوردستاني." فبحسب رأيها لن يستقر العراق وبالتالي إقليم كوردستان أمنيًّا و اقتصاديًّا و سياسيًّا إلا بحلّ هذه المشكلة.
ميزانيّة مشبوهة للإقليم
وعن إمكانيّة صرف ميزانية كاملة بحسب الحصة المقررة دستوريًّا للإقليم تتوقّع أدويشو أن يبدي رغبةً رئيس الوزراء العراقي السيد سوداني بحلّ جميع المشاكل بين المركز والاقليم. وتتوقّع بأن يتّخذ خطوات عملية ستثبت ذلك. وترى أنّ "تطبيق الدستور هو الحلّ الوحيد لحلّ المشاكل." لا سيّماوأنّ السوداني قد صرّح في الاونة الاخيرة أنّه "يبذل وفريقه الحكومي جهودًا جديّة لتنفيذ المنهاج الوزاري والفقرات الخاصة المتعلقة بالعلاقة مع الاقليم."
كما تلحظ أوديشو في هذا السياق أنّ السوداني قد " أكّد أنّه لن تكون هذه الميزانيّة مجرّد حبر على ورق، لذا فإنّ المفاوضات ستكون مستمرة و الزمن سوف يثبت ذلك، كما أنّه بالنتيجة على الحكومة العراقية إعطاء مستحقات مواطني الاقليم وفق الدستور لأنها من الحقوق الشرعية لهم."
هذه المسائل كلّها ستدفع حتمًا إلى المزيد من التوتّر بين الإقليم والمركز من جهة، وبين الإقليم والدّول المجاورة له حدوديًّا أيّ تركيّا وإيران. ولا يمكن في هذا السياق إغفال الغبن الحضاري الذي يلحق بالقوميّة الكورديّة منذ أكثر من قرن. فهي تعتبر القوميّة الوحيدة في العالم اليوم التي لا تملك دولة مستقلّة لها، بغضّ النّظر عن وجود إقليم كوردستان العراق الذي يتمتّع بنوع من الإدارة الذاتيّة التي لا ترتقي حدّ الاستقلال النّاجز. مع الأخذ بعين الاعتبار تشتّت القوميّة الكورديّة في هذه الدول من شمال سوريا إلى تركيا وإيران مع العلم أنّ عدد الأكراد فى العالم حوالى 45,6 مليون، معظمهم في كوردستان العراق، و 15 مليون فى تركيا ، و 6.5 مليون فى إيران ، و 4.5 مليون فى العراق، و مليون فى سوريا، و 200.000 في بعض دول الاتّحاد السوفياتي السابق، وحوالي مليون فى أوروبا الغربيّة معظمهم فى ألمانيا، و حوالى 25.000 في الولايات المتّحدة الأميركيّة.