عشية الذكرى الثالثة لثورة 17 أكتوبر/ تشرين أسئلةٌ عديدة تُطرح
ماذا حققت هذه الثورة؟ أين نجحت وأين أخفقت؟ وهل استطاعت المنظومة الحاكمة القضاء عليها؟ وأين يكمن دور نواب التغيير في هذه المرحلة؟
ثورة غير عبثية
في هذا السياق، تؤكد النائبة بولا يعقوبيان في حديث خاص لـ "جسور" أن "هذه الثورة لم تكن عبثية فقد أنجبت نواب كتلة التغيير الذين كانوا في الساحات والبعض منهم كان يعمل حتى قبل إنطلاقة هذه الثورة بإتجاه توعية الناس على واقعنا وعلى ضرورة التخلص من مافيا السلطة والأحزاب التقليدية".
تضيف: " قبل 17 أكتوبر/ تشرين كان عملي منصبا بإتجاه الأحزاب الناشئة للإضاءة عليهم، وفي الوقت عينه إقناع الناس بضرورة التخلي عن أحزابهم التقليدية وعن الزعامات التاريخية. نجحنا في أماكن عدة وفشلنا في أخرى، وسبب فشلنا كان معروفاً وهو تغلغل هذه الأحزاب بكل مفاصل الدولة وفي الإدارات الرسمية والأجهزة الأمنية عبر زبائنية مخيفة، يستخدمون خلالها الإنتماءات الطائفية والعقائدية والغرائزية والدينية من أجل بقائهم وتمددهم في السلطة".
وتتابع: "في 17 أكتوبر/ تشرين كنت جزءًا من تحالف وطني، وكنا دائماً ندعو إلى التظاهر والنزول إلى الشارع. لقد كانت خيمة التحالف من أوائل الخيم التي نُصبت في ساحة الشهداء، وكنا على الأرض لوجستياً وتنظيمياً، وكنا ننظم الندوات والحوارات لتوعية الناس أولاً، وحثهم على ضرورة الإستمرار في هذا الإتجاه كي تبقى هذه الثورة بشعلتها موجودة داخل كل شخص فينا. والأهم من ذلك كان تحصينها من المندسين - وما أكثرهم - الذين عملوا على تشتيت وتفكيك هذه الثروة".
أحزاب السلطة والثورة
نعم لقد إستطاعت أحزاب السلطة تقول يعقوبيان إضعاف الثورة من خلال نشرها كمية مندسين داخل المجموعات، بالإضافة إلى الأساليب التي اتبعتها من خلال النزول إلى الشارع بشكل واضح وعلني، ومن خلال بعض المندسين المقربين منهم الذين تعمدوا نشرهم في الشوارع وفي الخيم وبين الناس، وعمدوا إلى تقسيم المجموعات وفرزها. هذا الأمر ساهم في تشتت الناس وإضعاف ثورة 17 أكتوبر/ تشرين، ليس هذا فحسب، فقد عمدت هذه الطبقة في الإنتخابات الأخيرة إلى تفكيك الحركة الإعتراضية التي وقفت في وجههم عبر تشكيل لوائح ملغومة من أجل شرذمة اللوائح الأخرى، وقد نجحت مع الأسف!
وتختم يعقوبيان حديثها بالقول: " منذ الـ 2018 وأنا أقول إن الإستمرار مع هذه الطبقة هو إنتحار وبعد ثورة 17 أكتوبر/ تشرين تأكد هذا الأمر، والأيام المقبلة ستؤكد أن هذه الطبقة لا تُنتج إلا الخراب، والأخطر أن هذه المنظومة تحاول اليوم وضعنا كنواب تغييرين مع بعض النواب المستقلين في سلتهم، وهذا ما يجب أن نتنبه إليه كي نحصن ثورة 17 أكتوبر/ تشرين، خصوصاً وأن هناك فريقاً يريد أن يسمي نفسه معارضة وفي الوقت عينه يقوم بحملات ضدنا لأننا لم ننضم إليه، وهناك فريق آخر يريد أن يضمنا إليه وأن نكون تحت رايته، ولكن حتى هذه اللحظة أؤكد أننا ككتلة تغييرية ندرك هذا الأمر جيداً ولدينا الوعي الكافي كي نكون صادقين مع أنفسنا أولاً ومع الناس التي إختارتنا ومع شعارات ثورة 17 تشرين التي كانت وستبقى ثورة وعي قبل أي شيء آخر".
تحركات رمزية غداً
هذا وعلمت "جسور" أن تحركات رمزية ستشهدها ساحة الشهداء غدا الاثنين ابتداءا من الساعة الرابعة عصرا تحت شعار " 17 تشرين .. مسار" من تنظيم لجنة تحركات تحالف وطني وبالتنسيق مع مجموعات مستقلة، وسيعاد رفع قبضة الثورة بالقرب من ساحة الشهداء على أن يُتلى بيان مشترك في هذه المناسبة للتذكير بثورة 17 أكتوبر/ تشرين ومبادئها والإنجازات التي حققتها، بعد ذلك ستنطلق مسيرة من ساحة الشهداء إلى المجلس النيابي يتقدمها نواب كتلة التغيير الـ 13.