عشية الجلسة الانتخابية الرئاسيّة الثانية يوم الخميس في الثالث عشر من الشهر الحالي، يبدو أن حزب الله لم يحسم خياراته النهائية، فالحزب لم يستطع حتى الآن ترتيب العلاقة بين حليفيه الرئيسين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية للاتفاق على موقف موحّد والذهاب الى الانتخابات يرؤية مشتركة، والخلافات بين باسيل وفرنجية ستؤدي حتمًا الى عدم قدرة الحزب على تبني أي منهما للرئاسة والبحث عن خيارات بديلة تكون قادرة على تأمين الأصوات المطلوبة للنجاح وحماية الثوابت الاستراتيجية للحزب.
وبانتظار المواقف التي سيعلنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في احتفال المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية مساء غد الثلاثاء حول مختلف القضايا المحلية وخصوصًا ملفات الترسيم البحري والرئاسة الاولى وتشكيل الحكومة، فان مواقف مسؤولي الحزب حول الانتخابات الرئاسية تتلخص بالنقاط الآتية:
اولا: رفض انتخاب اي رئيس تحدي او يحمل مواقف استفزازية ضد الحزب والمقاومة والدعوة لانتخاب رئيس يطرح مشروعًا توافقيا وحواريا ، والترجمة العملية لهذا الموقف رفض انتخاب المرشح النائب ميشال معوض نهائيًا بسبب مواقفه الاستفزازية ضد الحزب والمقاومة.
ثانيا: الدعوة للحوار والتوافق حول المرشّح الرئاسي القادر على الحفاظ على الثوابت الوطنية وانقاذ لبنان من أزماته المختلفة، مما يعني عدم تمسّك الحزب بمرشح محدد والاستعداد للحوار حول كل المرشحين الاخرين، بما فيهما حليفيه الأساسيين جبران باسيل وسليمان فرنجية، فهو لم يسقطهما من الترشح نهائيًا ولكنه لم يعلن التمسك بهما نهائيًا الا اذا استطاع أحدهما أن يحصل على توافق وطني ويقدم رؤية انقاذية شاملة، طبعا حظوظ فرنجية أقوى في هذا المجال ولكنه يواجه تحديات عديدة، اولا تأمين مواقفة كل الحلفاء وثانيًا ان يحظى برضى داخلي وخارجي كبيرين.
ثالثا: الحزب مستعد للحوار مع الجميع (باستثناء حزب القوات اللبنانية) للبحث حول المشروع الانقاذي للبنان والبحث في كل الخيارات الرئاسية، وهذا يعني عدم ممانعة الحزب في وصول أية شخصية يتم التوافق عليها داخليًا وتكون قادرة على التواصل مع كل الجهات الخارجية وتطمئن قيادة الحزب وجمهور المقاومة، مما يعني عدم وجود فيتو مسبق على اية شخصية والاستعداد للحوار مع الجميع.
وفي الترجمة العملية لمواقف الحزب الثابتة، تشير مصادر مطلعة على أجواء الحزب إلى أن قيادة الحزب والمسؤولين فيه يدرسون كل ملفات المرشحين للرئاسة وهم لا يمانعون اللقاء والتواصل مع اي مرشح للرئاسة الاولى والحوار معه، إضافة الى وجود أجواء ايجابية في العلاقة بين الحزب والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وان الزيارة التي قام بها وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور على حمية للراعي لقيت ارتياحًا وترحيبًا من قيادة الحزب وساهمت في تعزيز التواصل بين الحزب والشخصيات القريبة من الراعي من اجل بحث كل القضايا الوطنية.
وتضيف المصادر المطلعة، هناك استعداد لدى مسؤولي الحزب للتواصل مع الجميع والمشاركة في اللقاءات الحوارية المختلفة بهدف الاطلاع على الاراء والمواقف كافة وتكوين رؤية واضحة حول المشاريع الانقاذية التي تطرح، وسيستقبل حزب الله قريبا وفدًا من شخصيات مسيحية اكاديمية ودينية قريبة من اجواء بكركي وتطرح مشروعًا وطنيًا للانقاذ، والحزب لا يمانع الحوار مع الجميع والأولوية عنده انقاذ لبنان من ازماته المختلفة مع الحفاظ على الثوابت الوطنية.
وبانتظار مواقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله التي يعلنها غدا الثلاثاء، فان قرار الحزب من جلسة الخميس مفتوحة على كل الخيارات والاحتمالات، سواء عدم المشاركة ومقاطعة الجلسة تضامنًا مع نواب التيار الوطني الحر في حال قرروا ذلك، او التصويت بورقة بيضاء في حال المشاركة وانعقاد الجلسة.
لكن الشيء الأكيد ان الحزب لم يحسم خياراته الرئاسية حتى الآن وهو مستعد لكل الاحتمالات.