هزّ زلزال بلغت قوته 7.9 درجات جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، وشعر به سكان قبرص ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، ما أدى إلى انهيار مبانٍ وخروج السكان إلى الشوارع، وقد تسبب الزلزال المدمر بمقتل وجرح مئات الاشخاص في تركيا وسوريا.
وقال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن الزلزال الذي استمر نحو دقيقة، وقع على عمق 10 كيلومترات قرب مدينة كهرمان مرعش التركية.
الهروب إلى الساحات العامة
وفي سياق متصل، أشار دالي نجم وهو أستاذ جامعي محاضر في كلّية الهندسة جامعة الروح القدس الكسليك - لبنان، وخبير في تصميم المباني لمواجهة الزلازل، إلى أن "منطقة الشرق الأوسط وتركيا تقعان على صفيحتين تكتونيتين تتحركان وتتمددان بفعل الحركة التي تحصل في جوف الأرض، وخط الإحتكاك حيث نقطة ارتكاز الزلزال، يكون على الخط الفاصل الذي ينطلق من البحر الأحمر، الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط مروراً بلبنان وقبرص وتركيا ونزولاً باتجاه الخليج العربي ومضيق هرمز. وتركيا معرضة دائماً للزلازل كونها ضمن هذا الخط".
وقال نجم في حديث لـ"جسور"، "لا يمكن توقع حدوث الزلازل إلا إذا حصلت حركة جيو- تكتونية في جوف الأرض يمكن رصدها بواسطة المجسّات"، مضيفاً، "لبنان يعتبر منطقة ذات نشاط زلزالي ضعيف نسبةً لما حصل في تركيا، وهو بعيد حوالى 360 كم عن النقطة التي انطلق منها الزلزال، لذلك لم تسجل فيه أضرار كبرى كتلك التي وقعت في تركيا وسوريا".
وتابع: "تحصل هزات ارتدادية منذ فجر الاثنين لكن طبعاً بأخف وتيرة من الحد الأقصى الذي بلغته قوة الزلزال"، مؤكداً أن "لا علاقة للطقس والمنخفض الجوي الذي تشهده المنطقة بالزلازل، لأن ذلك يتعلق بحركة الأرض الباطنية".
وللوقاية من أخطار الزلازل، نصح نجم الناس بـ "الهروب إلى الساحات العامّة والمناطق المفتوحة، لتجنّب خطر انهيار المباني والمنشآت وتحديدا المناطق حيث المباني قديمة وغير مصممة لمقاومة الزلازل".
تركيا
وفي تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مقر إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، قال أردوغان إنه وفق الاحصاءات الأخيرة بلغت قوة زلزال قهرمان مرعش، 7.7 درجات على مقياس ريختر، وقد خلف خسائر كبيرة واستنفرنا كل الوسائل لتجاوز آثاره، مشيرا إلى أن "أولويتنا هي عمليات الإنقاذ ولدينا 9000 عنصر من فرق الإنقاذ يمارسون عملهم".
وكشف أن "زلزال مرعش يعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام 1939"، مشيرا إلى إنهيار اكثر من 2818 مبنى.
وأكد أردوغان أن "دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال وولاياتنا استنفرت كل إمكانياتها"، معلنا "تكليف 10 ولاة للعمل على مساعدة الولايات العشر المتضررة جراء الزلزال".
وذكرت وكالة "الأناضول" أن أردوغان يشرف على عمليات البحث والإنقاذ المتعلقة بزلزال قهرمان مرعش، من مقر إدارة الكوارث والطوارئ.
سوريا
وفي سوريا، أفادت وسائل الإعلام الرسمية بسقوط مئات الضحايا وبحدوث دمار كبير في مناطق متفرقة في البلاد جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوبي تركيا ومنطقة شرق المتوسط.
واعلنت وسائل إعلامية وفاة نسوم عرنوس شقيقة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس مع أحد عشر ابنا وحفيدا لها تحت أنقاض بناء انهار في مدينة حماة بسبب الزلزال العنيف.
من جهته، قال مسؤول في وزارة الصحة إنه تم رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي، كما تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة، وتوجيه المشافي الخاصة لفتح أبوابها للمصابين واستقبال كل الحالات.
وقال مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد إن سوريا تأثرت بالزلزال الذي حدث في شمال اسكندرون بشكل عام بمختلف مناطقها، لافتا إلى أن المناطق القريبة من مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب كانت الأشد تأثرا.
العراق
في العراق، تعرضت العديد من المدن العراقية لسلسلة من الهزات الأرضية، ناتجة عن ارتدادات الزلزال الذي ضرب تركيا، وشمال سوريا، فجر الاثنين.
وشعر سكان العاصمة بغداد، ومحافظتي أربيل، ودهوك شمال العراق، بهزة أرضية في الوقت ذاته.
وأوضحت هيئة رصد الزلازل العراقية، أن الهزات عبارة عن ارتدادات للهزة الأرضية التي ضربت تركيا، وشمال سوريا.
ولم تسجل أي خسائر أو ضحايا نتيجة الهزات في العراق.
لبنان
أما في لبنان، فسادت حال من الهلع في العاصمة بيروت وشمالي البلاد ومختلف المناطق اللبنانية من جراء الزلزال القوي.
وشعر السكان بهزّة أرضيّة قوّية جدّاً عند الساعة الثالثة والثلث فجراً إثر الزلزال الذي ضرب تركيا، تبعتها هزّة ارتدادية ثانية أقلّ قوّة استمرّت لثوانٍ، وأدّت إلى حال هلع لدى الأهالي في مختلف المناطق، والنزول إلى الشوارع تحت المطر.
وخلّفت الهزّة الأرضية أضراراً مادية في عدد من المناطق، وتصدعات في بعض منازل بيروت القديمة التي كانت اصلا بحاجة إلى ترميم.
وقالت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس: "نحن في منطقة قابلة لأن تشهد هزّات قوية ولا يمكن أن نتوقع وقت حدوثها".
وعند الساعة 12.24 من بعد ظهر الاثنين، حصلت هزة جديدة في تركيا بقوة 7،7 درجات على مقياس ريختر، شعر بها سكان منطقة الشرق الأوسط.