بعد خمسة أشهر على إعلان مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في غارة أميركية، دخل التنظيم فترة حرجة لاختيار خليفة زعيمه، خصوصا مع خلافات تتسلل الى صفوف الجماعات التابعة له ما يضع مصير "القاعدة" على المحك.
تن
وفي هذا الإطار، كشفت المسؤولة في الإستخبارات الأميركية كريستين أبي زيد عن أن "خليفة الظواهري، لا يزال غير محسوم".
وقالت أبي زيد، وهي مديرة المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، إن "السؤال بالنسبة لتنظيم القاعدة، الذي لم يُجَب عليه، هو من سيخلف الظواهري"، وذلك ردا على سؤال في ندوة نظمها معهد واشنطن عن "مركز الثقل" في "القاعدة" بعد وفاة الظواهري.
وتناولت أبي زيد أيضا المشهد العام للتهديدات في الولايات المتحدة، وقالت إن الدولة تواجه أجواء "غير متوقعة"، مضيفة أن على الأميركيين أن يبقوا يقظين بشأن المنظمات المتطرفة خارج البلاد مثل "القاعدة" وتنظيم "داعش".
وأضافت أن "بيئة الإنترنت هي المكان الذي يجري فيه معظم أنشطة التطرف".
تفاهمات سرية
يأتي ذلك بعدما أفصحت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية أن تنظيم «القاعدة» يسعى إلى تزييف مقتل زعيمه أيمن الظواهري بحجة اعتلال صحتِه، مؤكدة أن التنظيم أجرى تفاهمات سرية مع حركة طالبان بخصوص تسمية خليفة للظواهري خلال المرحلة القادمة.
واعتبرت أن مقتل الظواهري وتكتم «القاعدة» هو لغز يطرح تساؤلات حول أسباب ودوافع التنظيم، لافتا إلى أن عدم الإعلان الرسمي بات دلالة واضحة على وجود ارتباك على مستوى القيادة المركزية للتنظيم الإرهابي، الذي حتى الساعة لا يزال يرفض الإعلان عن مقتل زعيمه ويتحفظ على تسمية من سيخلفه، رغم أن واشنطن أعلنت مقتله في أواخر يوليو الماضي.
تكتم القاعدة
من جانبها، تناولت «وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق تفسير الأسباب وراء تكتم القاعدة على خلافة الظواهري، واعتبرت أن الصمت المتعمد يراه مراقبون عجزا وفشلا في الاتصال بالخليفة المفترض للظواهري الذي يتخذ من طهران ملاذا له المدعو «سيف العدل».
ورأت أنه إذا كان «العدل» يمثل مسؤولية كبيرة للقاعدة، إلا أنه يعد ورقة في أيدي نظام الملالي، ومن ثم هنالك مخاوف من احتمالات أن تستخدمه إيران بما يخدم مصالحها وأجندتها التخريبية. وتحدثت عن «علي محمد مصطفى البكري»، باعتباره من أبرز المرشحين لخلافة الظواهري، ويعرف باسم «عبدالعزيز المصري» وكان عضوا سابقا في جماعة «الجهاد» المصرية، وانتقل إلى القاعدة مع الظواهري ليصبح بعدها عضوا في مجلس شورى التنظيم.
الضربة الأكبر
وقُتل الظواهري بهجوم أميركي في أفغانستان، في أكبر ضربة للجماعة المتشددة منذ مقتل مؤسسها أسامة بن لادن في 2011.
و"لم تعثر حركة طالبان على جثة زعيم تنظيم "القاعدة" الذي أكدت الولايات المتحدة مقتله في غارة أميركية في يوليو/ تموز"، بحسب ما ذكره المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد.
وقالت واشنطن إنها قتلته بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة بينما كان يقف على شرفة مخبئه.
ونفت طالبان علمها بوجود زعيم تنظيم القاعدة على أراضيها حينما أعلنت واشنطن عن اغتياله.
وأيمن الظواهري هو أحد مؤسسي تنظيم القاعدة وثاني أمير له خلفًا لأسامة بن لادن عقب مقتله في 2011 في عملية أميركية. وكان جراحاً مصريّاً قبل أن يصبح له دور محوري في الهجمات على السفارة الأميركية في كل من كينيا وتنزانيا في العام 1998، وفي الاعتداءات الكبيرة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 التي تسببت بمقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.