منذ قدم السنوات وحتى اليوم، كانت بيروت جوهرة الشرق وبوصلة الحريّات. كانت الملجأ لكل من ضاقت به سبل التوهّج والتميّز والحرية. وليس غريبًا أن لُقّبت بست الدنيا، كيف لا وهي التي ترتدي معطف التميّز والاستثناء وتظلّل به جاراتها العربيّة.
لكن وفي الآونة الأخيرة تعرّضت عاصمة لبنان إلى كم من الانكسارات أفقدها بريقها. فلبنان بلد الحريات ضيّق الخناق على عدد من إعلامييه، كذلك مُنع فيه الصحافي من الدخول او الاقتراب من مجلس النواب اللبناني لتغطية بعض الاعتصامات، حتى أن بعض الصحافيين خضعوا للاستجواب غداة التعبير عن رأيهم. وسط هذه الأزمات الإعلاميّة تحديدًا، اختيرت بيروت لتكون عاصمة الإعلام العربي. فكيف يُقرأ المشهد؟ وما دلالاته في هذه الظروف تحديدًا؟
"مناسبة.. وبرهان"
وللوقوف عند اعلان بيروت عاصمة الاعلام العربي وبهذه الظروف بالتحديد وبظل النكسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاعتداءات والتهديدات الصحافيّة، سألت "جسور عربية" وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري عن معنى هذا الحدث وأهميّته الذي اعتبر أن "لا رابط بين الاعتداءات وهذا الاعلان، انما الرابط هو ظرف لبنان ككل، وبطبيعة الحال فإن الاعتداءات على الاعلام مرفوضة ومُستنكرة دائمًا"، ويعتبر مكاري أن هذه الفرصة هي مناسبة للاعلام اللبناني ليثبت ويبرهن أنه مع الحرية، وهو إعلام حرّ ومسؤول"، ويضيف بأنها "فرصة للاعلاميات والاعلاميين اللبنانيين وكل المؤسسات الاعلامية في لبنان ليظهروا قيمتهم للعالم العربي".
"وضعنا سليم"
واعتبر مكاري أن الاعلام اللبناني غير مُهدّد في لبنان بالرغم من المشاكل العديدة التي تواجهه ولكن مقارنة مع بلدان كثيرة "وضعنا سليم ونحن كوزارة نراقب عن كثب الموضوع وكلما يحصل اي اعتداء على اعلامي او مؤسسة اعلامية، نتابع الموضوع بكل قدراتنا في ظل بلد فوضوي وارتخاء الى حدّ ما، وفي ظل بلد يعج بالمشاكل القضائية والأمنيّة مما يسهّل عشوائيّة الأمور، حتى أصبح الوضع متعلّق بكل الجوّ العام الذي يمرّ فيه البلد".
الاستقبال
وبالعودة إلى إعلان بيروت عاصمة الإعلام العربي، لفت مكاري الى أنه "سيتم استقبال وزراء إعلام العرب ووفد من جامعة الدول العربية في شباط/فبراير وهو حفل استقبال وحفل موسيقي في كازينو لبنان فضلاً عن الجانب السياحي للذين يريدون التعرف إلى لبنان لإبراز وجه لبنان وبانه لا يزال موجودا بالرغم من الصعاب التي يمرّ بها".
وكان قد اشير الى ان الافتتاح مع السيدة ماجدة الرومي، والختام مع السيدة هبة قواص، وما بين الاحتفالين فعاليات ثقافية متنوعة ومفاجآت.
بيروت لا تتعب
وكان الوزير مكاري، قد اجتمع مع سفراء الدول العربية في مكتبه في الوزارة، لتداول الفعاليات التي تنظمها بيروت، لمناسبة اعتمادها عاصمة الإعلام العربي للعام 2023.
وحضر سفراء المملكة الاردنية الهاشمية وليد الحديد، تونس بوراوي الامام، سلطنة عمان أحمد بن محمد السعيدي، الصومال فرحان عبدي كرهان، قطر ابراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي، المغرب محمد اكرين، موريتانيا أحمدو إدي محمد الراظي يرافقه القنصل ايلي نصار، اليمن عبدالله عبد الكريم دعيس، القائمة باعمال السفارة السودانية سارة ادريس حسن أحمد، رئيس بعثة السفارة العراقية امين النصراوي، المستشار الاول والثقافي في السفارة الفلسطينية ماهر مشيعل، القائم بالاعمال الكويتي عبدالله سليمان الشاهين، نائب السفير المصري المستشار الأول هاني خضر.
وأكد مكاري أن "بيروت لا تتعب ولا ترفع الأعلام البيضاء رغم كل الأزمات"، معتبرًا أن ثقافة الحياة في لبنان أقوى من كل المحاولات الهادفة لضربها.