لبنان في حال انهيار حرّ لم يلمس اللبناني القعر فيه بعد، وكلّما تساءل المواطن هل من أسوأ بعد، تأتيه سابقة تنذر بالأخطر. الأزمة الماليّة والإقتصادية في البلاد في استمرار جهنّمي، وانهيار الليرة اللبنانيّة يتمادى فبات الدولار يقفز عن الستين ألفا والأدوية بمؤشر يومي والمحروقات بجدولين يوميا والجمهوريّة اللبنانيّة بعجز مطلق.
بات لبنان اذا أمام الانفجار الكبير، وأمام هذا الواقع المرير والكارثي، تحليلٌ في العوامل العلميّة لانخفاض سعر الليرة اللبنانيّة، والارباك في الأوساط التجاريّة وأسعار الأدوية والطحين والمحروقات وقدرة المصرف المركزي على الاستمرار.
عن ارتفاع الدولار.. وشروطه
في السياق، توضح أستاذة القانون المتخصّصة في الشأن المصرفي سابين الكيك في حديث لـ"جسور" ان العوامل العلميّة لانخفاض سعر الليرة اللبنانيّة اقتصاديّة بالدرجة الأولى، فلبنان بحاجة للعمولات الأجنبيّة لاستيراد المواد الأساسيّة وهذه العمولات مفقودة من السوق المحلّي ومن احتياطات المصرف المركزي".
وتؤكّد الكيك انه "الى جانب العوامل الإقتصاديّة عوامل أخرى تُساهم وتساعد بانخفاض سعر العملة منها العوامل السياسيّة والثقة وصحّة العلاقات بين المنظومة الماليّة اللبنانيّة والمنظومة الماليّة بالخارج إنما الأكيد ان التعاطي اليوم مع القطاع المصرفي والمالي في لبنان ليس بتعاطي دولي كما كان وله تداعياته، ولكنها غير مُباشرة على ارتفاع سعر الصرف".
التكهن.. خطأ!
وردا على سؤال حول سقف ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، تعتبر الكيك انه "يُخطىء من يتكهّن بالرقم ويقول أنه يعرف الى أين سيصل سعر الصرف لأن ذلك متّصل بالمراحل المقبلة وبقدرة مصرف لبنان على التدخّل بالسوق وتأمين الطلب على الدولار الاميركي"، وتعتبر ان "هذه القدرة الى انخفاض أكثر فأكثر مع الوقت نتيجة استعمال الاحتياطات وبالتالي لا يمكننا معرفة أو التكهن الى أين سيصل ومتى إنما المسار أكيد تصاعدي".
إرباك ومصلحة
تزامنًا وبسبب التلاعب بسعر صرف الدولار وجنون ارتفاعه، أقفلت عدّة محال تجاريّة أبوابها وتعليقا تؤكّد الكيك "الارباك الحاصل في الأوساط التجارية بلحظات الجنون التي تحصل" وتضيف: "اعتاد اللبناني منذ بدء الأزمة الى اليوم على مسار تصاعدي ومسار انهيار العملة بنمط معيّن والذي حصل بالأيام العشرة الماضية زعزع النمط وعمليّة تأقلم السوق يلزمه وقت"، انما ترى انه "عمليًّا، تأقلم السوق اللبناني والتجار بشكل كبير نتيجة التسعيرة على الدولار مما يوازي سعر العملة والارباك يحصل عندما يصبح هناك تغيّر يومي لسعر الصرف خلال ساعات معيّنة والارباك الأكبر يكون بأسعار الأدوية والطحين وأسعار المحروقات نتيجة ارتباطها مباشرة بتسعيرات رسميّة وبالتالي ممكن أن نشهد في الأيام المقبلة نتيجة هذا الانهيار السريع واذا لم تستطع وزارة الإقتصاد والجهات المختصة مواكبة التسعير بشكل يرضي التجار، ممكن ان نشهد اقفالا للمحطات والأفران وغيرها". وتقول: "الارباك طبيعي وان تم استيعابه من السوق يكون الاقفال لبعض الوقت."
التحكم بسعر الصرف
وتعتبر الكيك في حديثها لـ"جسور" ان أدوات سعر الصرف لا علاقة لها بتعاميم مصرف لبنان، فإصدار (حاكم المصرف المركزي رياض) سلامة لثلاثة تعاميم، اثنان منها (التعميمان 158 و 151) يتعلّقان بسحوبات الودائع الذي حوّلها من 8 ألاف و12 ألفا الى 15 ألفا والثالث المُتعلّق بالقروض لغير المقيمين مُطالبا المصارف بأخذ القروض بالـfresh أي الكاش دولار إنما هي نوع من إراحة معنويّة وهميّة للناس وعمليّا انهيار السوق في محلّ آخر أخطر وأعمق ويلزمه نوع من القرارات على مستوى آخر من الذي يأخذه مصرف لبنان". وتؤكد ان "مصرف لبنان لم يعُد له القدرة ولم تعُد بين يديه الأدوات المتوجب أن تكون لديه كمصرف مركزي ليتحكّم بسعر صرف السوق".