Jusur

العمق الايراني يهتزّ.. الردّ آتٍ والهدف "رأس الأفعى"

انفجارات طالت مواقع حيويّة في العمق الايراني تؤكد هشاشة الوضع وتُنذر بدخول البلاد منعطفاً جديداً عنوانه التصعيد الحتمي خارجياً وداخلياً.
فقد ضربت مسيرات موقعًا عسكريًا في مدينة أصفهان وعلى الرغم من وصف وزارة الدفاع الإيرانية الهجوم على أحد المصانع العسكرية بالفاشل غير أنه يثير تساؤلات مع بروز بصمات اسرائيلية أكدتها لاحقا الجهات الاميركية.
ذلك بعدما دأبت الأجهزة الأمنية الإيرانية خلال الأشهر الماضية على اعتقال ما تصفها بـ "خلايا إرهابية تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي وكانت تخطط لعمليات تخريبية في مناطق حساسة داخل البلاد".
 
فمن أين أتت المسيرات؟ ما الرسالة وراء الهجوم؟ وهل تردّ ايران؟
 
يقول الخبير العسكري والإستراتيجي الياس حنا في حديث لـ"جسور" ان لا أدلة جرمية حتى الآن لكن يسلط الضوء على الاهمية الجغرافية لأصفهان وموقعها الاستراتيجي وهي التي تبعد عن بحر قزوين 456 كلم وعن جنوب طهران 330 كلم وبعيدة من الحدود العراقية 400 كلم ومن مياه الخليج بحدود 320 كلم وعن اسرائيل 1600 كلم وهو أمر يطرح علامات استفهام حول العملية
 

الاستهداف من الداخل؟

 
 
بالنظر الى الوسائل المستخدمة في الهجوم يعتبر حنا أنه من غير الممكن إدخال درون الى الداخل الايراني وكيف إذا كان الهدف موقعاً محصناً فمن الصعب جداً ذلك وتظهر الصور حجم الانفجار الضخم حيث تذهب التحليلات الى فرضية توجيه صاروخ نحو المكان وبالتالي من الصعب الحسم اذا كانت الوسائل آتية من الداخل أو تم تهريبها".
ويشير حنا الى ان عملية كهذه تأخذ وقتاً للتحضير بعد جمع المعلومات والتأكيد من الهدف والتحضير له وأي وسيلة يمكن استخدامها لتتطابق والهدف ويبقى التخطيط حول كيفية الهروب على أن يبدأ بعد التنفيذ التقييم لمعرفة إن كان الهدف قد تحقّق أم كان عرضياً".
 
ويعيد حنا التذكير بالعمليّة التي استهدفت فيها اسرائيل سابقاً مصنع مسيّرات وقضت على 150 الى 200 للتنويه بنوعيّة الهدف وأهمتيه، طارحا احتمالات عدة حول العملية ومن وراءها وان كانت لها علاقة بالتعاون الايراني – الروسي الحالي"فإذا كانت كذلك يجب النظر الى ردّة فعل روسيّة والتي من المتوقع أن يأتي الرد عليها في سوريا، ويستبعد حنا أي دور عربي – خليجي استخباراتي .
 

هشاشة أمن المنشآت

 
 
ويصوّب حنا في حديثه لـ"جسور" الى هشاشة أمن المنشآت الحيوية في ايران بحيث ضُربت منشآت عدة واستهدفت أهداف نووية أيضا والارشيف النووي كله قد سُرق (في عملية سرية يوم 31 يناير2018 ) مما يبرز مستوى الهشاشة التي بلغتها الامور.
 

الهدف: رأس الأفعى

 
 
وعن احتمالية الردّ على الهجوم فيربطه حنا بأهمية الهدف وانعكاساته على المعنويات الايرانية، مشيرا الى أن ايران تعتمد على عامل الوقت ولا تردّ بالمباشر مستبعداً أن يكون الرد في لبنان ومن الممكن أن تكون طهران وراء ما يحصل اليوم في جنين. ويتابع: اسرائيل هي الاساس لأن ايران تقاتل عبر الحلفاء وردّها سيكون بحسب عقيدة جديدة -رأس الأفعى-، اي استهداف مباشر في حال ضربها وهذا نهج عسكري جديد".
 

صراع القوى الكبرى

 
 
لجهة التداعيات الجغرافية السياسية العالمية والإقليمية، يقول حنا: لتسحب أميركا الذخائر من اسرائيل وترسلها الى أوكرانيا بالاضافة الى الذخائر في كوريا الجنوبية لترسلها الى اوكرانيا فهذا دليل على ان أولوية الحرب في أوكرانيا وما حصل في ايران مرتبط بأوكرانيا بسبب التعاون الروسي – الايراني كما أنه مرتبط بالملف الايراني الذي هو غير ملحّ لأميركا إنما هو كذلك لاسرائيل ومن الصعب تحديد وجهة المنطقة".
ويختم: "ذاهبون نحو مرحلة جديدة من اللااستقرار والمخاطر فيها كبيرة جدا ومتنوعة ممكن ان تؤدي الى صراع القوى الكبرى او الى استخدام النووي انما الأكيد ان أحدا لا يمكنه التكهن بما ينتظرنا والمجهول سيّد الموقف".
 

عمليات في العمق الايراني

 
 
يشار الى أن السياسي الايراني عضو المجلس المركزي لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" رحمت الله بيكدلي قد اعترف بتغريدة على تويتر أن "المسيرات الصغيرة التي استهدفت المنطقة العسكرية في أصفهان لم تدخل من وراء الحدود، وإنما يتم توريدها خلسة"، وهنا يعتبر اعتبر حنا ان هذا التصريح لمصلحته ولتبرير الذي حصل.
وفي السياق، تنقل معلومات متابعين للشأن الايراني أنه وبالتزامن مع ضرب المسيرات "مجهولة المصدر" لمواقع عسكرية في عمق ايران، حصلت انفجارات بمناطق عدّة وممكن ان يكون مصدرها الداخل الايراني حيث تعصف الخروقات بصفوف الحرس الثوري الايراني.
ومن بين القواعد المستهدفة، مقر SEPAH العسكري، مصنع بندقية، قاعدة همدان العسكرية، قاعدة عسكرية في كوريك، مركز إنتاج الذخيرة والعبوات الناسفة، مصفاة للنفط وكان الاقوى منها : انفجار في كاره وانفجار في اصفهان وانفجار في تبريز وانفجار قاعدة حمدان العسكرية، انفجار في خرسان، انفجار في لورستان شرق طهران، انفجار في شيراز.
الكلمات الدالة
العمق الايراني يهتزّ.. الردّ آتٍ والهدف "رأس الأفعى"
(last modified 30/01/2023 02:50:00 م )
by