لطالما اتهمت أبواق الممناعة وبعض الواسائل الإعلامية الداعمة للمحور الإيراني، بريطانيا بأنها تساند إسرائيل بحربها على غزة. لكن الحديث اليوم ازداد عن نشاط تقوم به المخابرات العسكرية البريطانية، أو ما يُعرف بالاستخبارات الدفاعية (ID)، للتجسس على "المقاومتين" اللبنانية والفلسطينية.
بحسب مصادر صحفية ممانعة، "تحاول المخابرات العسكرية البريطانية الاستفادة من البنية التحتية التي تم إنشاؤها على الحدود اللبنانية ـ السورية من أجهزة المراقبة، لجمع المعلومات عن عمليات تهريب للأسلحة عبر الحدود اللبنانية لصالح "المقاومة"، وعلّق البريطانيون صوراً للأسلحة السورية والإيرانية والروسية التي من المحتمل أن يتمّ نقلها على الحدود إلى لبنان داخل أبراج المراقبة، لكي يتمكّن الجنود اللبنانيون من تشخيصها وضبطها".
وتابعت: "تلعب بريطانيا دورًا عسكريًّا في لبنان يتعدّى تدريب الجيش اللبناني أو وضع خطط إخلاء المواطنين البريطانيين في حال اندلاع حرب في المنطقة"، لافتة إلى أن "الجيش اللبناني أوقف منح تصريح دخول إلى الجنوب لأحد الضّباط البريطانيين السابقين، بعدما جرى الاشتباه بأن الأخير يهدف إلى جمع معلومات عن حزب الله والنشاط العسكري لحركة "حماس"، من ضمن فريق شبكة "سي. أن. أن." الأميركية".
"إحباط عمليات التسليح"
كذلك انتقدت المصادر هبوط طائرة بريطانية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الخميس، قادمة مباشرة من تل أبيب، واعتبرت في ذلك خرقًا للسيادة اللبنانية ولسياسة لبنان"، مشيرة إلى أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تُسجّل حركة نشطة ومشبوهة للطائرات العسكريّة الأجنبيّة التي تقوم برحلات بين مطار بيروت وقاعدة حامات الجوية التابعة للجيش اللبناني، وبين قواعد عسكرية في المنطقة، من بينها مطار تل أبيب".
بدورها، كشفت صحيفة "ذا تايمز" بداية الشهر الماضي، أن الطائرات البريطانية تجوب سماء العراق وسوريا بحثاً عن إمدادات الأسلحة لحزب الله ومجموعات مسلّحة أخرى، بهدف إحباط عمليات التسليح، مع دور واضح للاستخبارات الدفاعية البريطانية، التي تُعنى عادةً بمهام الاستعلام العسكري وتتبع لوزارة الدفاع.
لكن في المقلب الآخر، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن "بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي قدمت تدريبًا للأفواج البرية المنتشرة ما بين لبنان وسوريا، فألمانيا سبقتها، والمعلومات عن تجسس بريطاني على لبنانيين غير مكتملة ومثبتة".
علامات استفهام عديدة
وعلّق ملاعب في حديث لـ"جسور"، على "هبوط طائرة بريطانية قادمة من تل أبيب في مطار رفيق الحريري في بيروت"، معتبرًا أنه "ممنوع ويطرح علامات استفهام عديدة حول وجود اتفاق بين لبنان وبريطانيا أو أميركا يختص بالطيران المدني أو جهاز أمن المطار".
كذلك، انتقد "الوسائل الإعلامية التي تعلّق على المساعدات التي تأتي إلى الجيش اللبناني وتتهمه بالتجسس".
وأضاف: "كل الدول الغربية لديها وسائل اتصال في لبنان، وإيقاف الجيش منح تصريح دخول إلى الجنوب لأحد الضّباط البريطانيين السابقين يدلّ على أنه يتعامل مع الأجانب بحيطة وحذر".
وكانت المصادر الصحفية الممانعة قد قالت: "عَمِل الضابط "واين غ." لسنوات ضمن الفريق العسكري البريطاني المكلّف بتدريب أفواج الحدود البرية الأربعة في الجيش اللبناني، وتزوّج بسيّدة لبنانية، قبل أن ينتقل إلى أوكرانيا ضمن فريق تابع لـ"سي. أن. أن." حيث عمل بشكل لصيق إلى جانب القوات الأوكرانية. وبعد عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، انتقل إلى لبنان ليلتحق بفريق "سي. أن. أن." في بيروت".