هزّت الشارع العراقي صدمة أثارتها عملية اختطاف وقتل أيسر نصير الخفاجي، أحد أعضاء التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في محافظة بابل جنوب العراق، على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، بخاصة وأنّ الجريمة جاءت بعد أيام من تعيين القيادي في جماعة "عصائب أهل الحق"، عدنان فيحان، محافظاً لبابل.
مصدر من داخل التيار الصدري رفض الإفصاح عن اسمه كشف لـ "جسور" أنه في زمن أحداث ثورة عاشوراء، إختُطف الخفاجي من قبل جهات في منطقة جرف الصخر وبعد فترة وجيزة أفرج عنه بينما بقي جهازه الخلوي مع المختطفين، وهذا يؤكد أنّ هذه الجهة هي المتهمة بخطف وتصفية الشاب.
وبحسب معلومات "جسور"، فإن الخفاجي هو مدوّن وناشط من أتباع التيار الصدري، يعمل ضمن إعلام فصيل "سرايا السلام" التابع للتيار، وعبر "جسور"، حمّلت قبيلة خفاجة، في تصريح مقتضب الحكومة المسؤولية الكاملة عن حادث خطف واغتيال الناشط أيسر الخفاجي، مطالبة بالكشف العاجل عن الجناة وتقديمهم للعدالة.
ودعت الجهات المسؤولة، إلى "الكشف عن القاتلين بأسرع وقت ممكن وتقديمهم للعدالة"، وقالت: "سندعو لوقفة احتجاجية تضم أبناء قبيلة خفاجة في محافظة بابل للمطالبة بالكشف عن ملابسات الجريمة البشعة."
مواجهات شيعية شيعية؟
مصدر خاص، فضّل عدم الكشف عن هويته، أكد لـ "جسور"، أنّ "الحادث له تداعيات خطرة لم يُحْتَوى بحكمة لأنه وقع بعد تشكيل مجالس المحافظات وما نتج عنها من تداعيات في بعض المحافظات"، لافتا إلى أنّ "الناشط العراقي أيسر الخفاجي ينتمي إلى التيار الصدري الذي آثر الإبتعاد السياسي سواء في البرلمان أو في مجالس المحافظات وربما تحمل الحادثة بصمة محاولة استفزاز التيار الصدري وجرّه إلى مواجهات شيعية شيعية تخلط الأوراق وتأخذ بالبلاد إلى مزيد من الفوضى، بخاصة وأن الجهات التي نفّذت عملية الإختطاف والقتل مجهولة حتى اللحظة ومرددة بين أكثر من طرف كلها تعيش الإختلاف السياسي مع التيار الصدري، لكن وقوع حوادث قتل واغتيال في محافظات أخرى مثل محافظة ديالى وكذلك بغداد ينبّئ عن منحى خطير في العراق يتّسم بطابع العنف الذي ينتظر العنف المضاد".
وأضاف المصدر: "لا أستبعد أن يد السفارة الأمريكية ليست بعيدة من هذه الأحداث بخاصة بعد ارتفاع الأصوات المطالبة بجلاء قوات الإحتلال الأمريكي من العراق وربما تكشف الأيام أو الساعات المقبلة تفاصيل أخرى تؤكد هذا الإحتمال".
وتابع أن "التحقيقات مستمرة بشأن قضية اختطاف وقتل الخفاجي، لكن حتى الآن لا تزال الجريمة غامضة ولم تتمكن الجهات المختصة من معرفة الجهة الخاطفة وأسباب الاختطاف والقتل"، موضحا أنّ "عناصر سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري، باتت مستنفرة في شوارع محافظة بابل، وسط مخاوف وتوتر أمني كبير".
وفي السياق، بيّن المصدر نفسه أن "عملية اغتيال الخفاجي ربما ستؤدي إلى ضرب الاستقرار الأمني والسياسي في محافظة بابل، ولهذا على الجميع العمل على تهدئة الأوضاع ومنع أي تطورات قد تثير أي فتنة، كما يجب الإسراع في كشف نتائج التحقيق، والإفصاح عن الجناة، لكشف دوافع الجريمة ما إذا كانت جنائية أم لدوافع التصفية السياسية".
ملابسات مقتل الخفاجي
من جهتها، أوضحت وزارة الداخلية، ملابسات مقتل الخفاجي، مشيرة إلى أنّ "مجموعة من الخارجين عن القانون أقدمت على دهس مواطن أمام منزله في قضاء أبي غرق في مدينة الحلة واقتياده إلى جهة مجهولة يوم أمس الأحد، حيث باشر فريق عمل مختص ضمن قيادة شرطة محافظة بابل بالبحث والتحري وجمع المعلومات وعُثر على جثة المغدور صباح اليوم الاثنين ملقاة على الطريق السريع في منطقة جبلة".
وبيّنت أن "فريق العمل الأمني توصلت الى خيوط مهمة عن الجناة الذين لن يفلتوا من العقاب وسيتم تسليمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وكانت "سيارات دفع رباعي لا تحمل لوحات تسجيل أقدمت ظهر أمس الأحد، على دهس أيسر الخفاجي خلال وجوده في بلدة المسيب جنوبي المحافظة، وبعدها اختطفته وأخذته إلى جهة مجهولة، وتم فتح تحقيق في الحادث وإجراء عمليات بحث، لكن من دون نتائج"، حتى الآن.
وبيّن أحد المسؤولين أن "القوات الأمنية عثرت فجر اليوم الاثنين، على جثة الخفاجي، مقتولاً بعدد من الطلقات النارية، إضافة إلى وجود علامات تعذيب على الجثمان، من بينها كسر أرجله ويديه، مع استمرار التحقيقات للوصول إلى الجناة، وسط حالة من التوتر الأمني خشية من أي ردود أفعال للتيار الصدري على عملية الاختطاف والاغتيال".
جريمة تهز العراق.. هل يشعل مقتل أيسر نصير الخفاجي الشارع الشيعي؟#جسور #العراق #أيسر_الخفاجي
— Jusur (@JusurArabia) February 19, 2024
يمكنكم متابعة آخر الأخبار على موقعنا:https://t.co/ewP1yTJSo2 pic.twitter.com/WlRnenip2B