قبل أيام من زيارة رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني المرتقبة إلى واشنطن منتصف نيسان/أبريل المقبل، رفعت فصائل مسلحة شيعية منسوب تهديدات للولايات المتحدة الاميركية.
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه الإدارة الأميركية مجدداً، عن استمرار خطر "داعش"، ما اعتبر بأنه رفض اميركي مسبق لأي مفاوضات حول سحب قوات التحالف في العراق.
ويقول وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن انسحاب القوات الأميركية من العراق "يحتاج إلى وقت" و"معرفة نوع القوات".
ولا تعترض أية جهة في الداخل على تلك التصريحات التي تبدو أنها تنسف الهدف الرئيس من الزيارة وهو "إخراج القوات الأميركية"، حتى الفصائل التي هددت بالتصعيد.
وكان البيت الأبيض، قد قبل أسبوع، أن زيارة محمد شياع السوداني إلى واشنطن ستكون في 15 نيسان/ أبريل المقبل، وهو موعد مؤجل من العام الماضي.
وكانت بغداد قد أعلنت قبل أيام، أنها ستناقش في واشنطن 5 ملفات، أحدها قضية انسحاب القوات الأميركية، التي أكدت بأنه ملف "لا يقبل المناورة أو المجاملة".
وفي هذا السياق، يقول رحيم العبودي عضو تيار الحكمة في حديث خاص لـ "جسور" إن "زيارة السوداني إلى واشنطن مهمة على أمل انتقال أعمال اللجان المشتركة العراقية- الأميركية إلى جدولة الانسحاب، والتحول إلى علاقات شاملة، أمنية، واقتصادية".
وخاض الطرفان أكثر من حوار في بغداد حول تقييم الأوضاع في البلاد بعد 7 سنوات من إعلان العراق "النصر على داعش"، فيما تتضارب المعلومات حول موافقة واشنطن على سحب القوات.
وكان وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، قد قال قبل أيام من واشنطن، إن سحب القوات من العراق "يحتاج إلى فترة زمنية ومعرفة كيفية الانسحاب ونوعية القوات المنسحبة".
ولفت إلى أن "هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة، والأجوبة تكون من الجانبين، وبالنتيجة يكون هنالك اتفاق بين الجانبين الأميركي والعراقي، وحسب الاتفاق المشترك يتم إقرار السياسة الجديدة".
ويرى إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي الذي في حديث لـ "جسور" أن "الولايات المتحدة غير مستعدة الآن لسحب قواتها".
كما أشارت تقارير غربية إلى أن الرئيس الاميركي جو بايدن قد يوافق على سحب "جزء من قوات التحالف لكن ليس الأميركية" بشرط حماية قوات بلاده في العراق.
وفسر بالمقابل كلام السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانويسكي قبل أيام عن "خطر داعش"، بأنه رفض مسبق لمناقشة موضوع سحب القوات.
وقالت رومانوسكي لـ"رويترز" إن "عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزيمة التنظيم بشكل كامل لم ينته بعد".
كلام بلينكن ورومانوسكي لم يعلق عليه أي طرف في العراق، حتى الفصائل التزمت الصمت.
وكان أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله، قد حذر في وقت سابق من أن عدم إخراج قوات التحالف من العراق "سيفتح باب جهنم"، لكنه تهديد قبل إعلان موعد زيارة السوداني بأيام، ولم يعلق على التصريحات الأميركية الأخيرة.
وحتى فيلق "الوعد الصادق"، إحدى جماعات مايسمى بـ"المقاومة العراقية"، لم يعلق على تصريحات بلينكن أو رومانوسكي، لكنه هدد في حال فشلت أهداف الزيارة، بحسب وجهة نظره.
وقال محمد التميمي أمين عام الفيلق في مقابلة مع مجلة نيوزويك: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسنخرج الأميركيين في نعوشهم من العراق، وسنذل إدارة البيت الأسود".
ويعتقد الآن، بحسب ما يتداول في الأوساط السياسية، أن الفصائل تأمل نجاح المفاوضات لأنها غير لخسارة قيادات أخرى بـ"غارات اميركية جديدة".
ويقول رحيم العبودي: "سيكون تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة مهما جدا للعراق، حيث سيتيح دخول شركات أمريكية لسوق الاستثمار وشركات أخرى تابعة لدول التحالف".
بالمقابل يشير عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب حيدر السلامي إلى أن ما يهم لجنته أن "يعود العراق دولة فاعلة في المنطقة، ومناقشة مواضيع السيادة بشكل واضح مع واشنطن".