تمكّن الجيش اللبناني من تحرير المواطن السعودي الذي خُطف في بيروت بعد منتصف ليل السبت الماضي، بعدما هزّت قضية اختطافه الأوساط اللبنانية والسعودية، فور تداول وسائل الإعلام المحلية الخبر مساء الاثنين.
بحسب مصادر "جسور"، ان "عصابة ينشط أفرادها بين لبنان وسوريا اشتركت في عملية اختطاف مشاري المطيري، الذي اقتيدَ إلى سوريا عن طريق ضهر البيدر، وتم تحريره بعد توقيف عدد من أفراد إحدى العصابات في لبنان، والضغط على الآخرين المتواجدين في سوريا".
وأكدت المصادر أن "حزب الله لم يتدخل في هذه القضية، والخاطفين هم من العشائر الذين لا ينتمون إلى أي جهة سياسية".
وبحسب المعلومات الأولية، ان المجموعة التي خطفت المواطن السعودي يترأسها المطلوب موسى علي جعفر وهي مؤلفة من 7 أشخاص، وقد تمّت عبر سيّارتين مسروقتين. وقد شوهد المطيري للمرة الأخيرة قرب مركز "البيال" في بيروت، وتم خطفه فجراً من منطقة "زيتونة باي" أثناء توجّهه الى منزله في عرمون حين كان متواجداً في سيّارته وهي من نوع "غراند شيروكي"، وعليها لوحة لبنانيّة مسجّلة بإسمه، ووُجدت فيما بعد في منطقة البقاع.
و"المختطف يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية في بيروت، واقتاده الخاطفون إلى الضاحية الجنوبية، وطلبوا عبر مكالمة صادرة من منطقة الضاحية الجنوبية فدية مالية تقدر بـ400 ألف دولار (1.5 مليون ريال)"، وفق ما ذكرت قناة "الإخبارية" السعودية.
"نشاط ميليشيات"
المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، اعتبر في حديث لـ"جسور"، أن "ما حصل هو مؤسف ويشير إلى عودة نشاط الميليشيات والتنظيمات والأحزاب الإرهابية داخل الأراضي اللبنانية، بما يؤثر على علاقات الدول وسلامة المواطنين وتنقلاتهم، خصوصاً وانه جاء في ظل أجواء سياسية إيجابية يشهدها الإقليم، وبعد عودة العلاقات السورية السعودية وبناء علاقات سعودية إيرانية جيدة".
وتوقع أن "يكون الهدف من هذه العملية هو الإضرار بالعلاقات الإقليمية والتأثير على الموقف السعودي في الداخل اللبناني، لكن هذا عمل جبان ومرفوض من كل الاطراف والدول، إلّا أنه ينبئ بصيف لبناني ساخن قد تتكرر خلاله أحداث مماثلة مع رهائن آخرين سواء سعوديين أو غير سعوديين".
ولفت آل عاتي إلى أن "السعودية ستتابع بحزم وجدية تامة هذه الحادثة في سبيل عدم تكرارها، كذلك ستتقصى الأسباب الحقيقية وراءها، وستتعامل مع السلطات الأمنية والجيش اللبناني رغم هشاشة الوضع الداخلي والفراغ السياسي في لبنان"، مشيراً إلى أن "السعودية قد توقف علاقاتها مع أطراف إقليمية لصالح مواطنيها".
وكشف أن "أصابع الإتهام كانت متجهة نحو منظمات إرهابية عديدة من بينها حزب الله، بسبب العداء التاريخي بينه وبين المملكة المعروفة بموقفها العربي الواضح، ورؤيتها الإقتصادية والتنموية والإجتماعية الواضحة، وذلك ما يخلق لها عداء مع بعض الأطراف".
وتابع: "نحن ننتظر نتائج التحقيق اللبناني الذي ستشارك فيه السلطات السعودية. والأهم اليوم أن يفرض لبنان من جديد هيبة دولته وسلطتها، وأن يطبّق النظام والقانون على كامل الأراضي اللبنانية".
وأشار آل عاتي أيضاً إلى أن "العلاقات السعودية اللبنانية هي أخوية بامتياز، لكن يشوبها الكثير من التباين في وجهات النظر بسبب الأوضاع التي يشهدها لبنان حاليا، واستمراره الإرتهان للإستقطابات الإقليمية المضرة لسيادته"، مضيفاً، "نحن ننتظر انتهاء حالة الشغور الرئاسي فيه، وإلتزام اللبنانيين بالدستور والإبتعاد عن الإستقطابات الإقليمية، والإيمان بدولة لبنان التي تعمل لصالح لشعبها وأمنها على ألّا تكون منبرا لاستهداف أمن الدول العربية".
كذلك رأى أن "العلاقات السعودية اللبنانية بلغت مستويات غير مرضية وتستحق أن تكون أفضل، وعلى لبنان محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في أسرع وقت، حتى يتمكن من استعادة مكانته الإقتصادية وأن يعود مقصداً للسائحين والمستثمرين السعوديين ويستعيد أمواله وطاقاته وأبنائه المهاجرين".
تواصل مستمر
وكان السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، قد توجّه بالشكر إلى قيادة الجيش وقوى الأمن وشعبة المعلومات على تحرير المواطن السعودي.
وثمّن بخاري تعاون جميع القوى وعلى رأسهم وزير الداخلية بسام مولوي وقائد الجيش جوزاف عون.
وفي وقت سابق، غرّد مولوي عبر حسابه على "تويتر" كاتبا: "نتابع مع شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي منذ الأحد قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع سعادة السفير السعودي وليد بخاري".
وتابع: "دائما وبيد من حديد، نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان. ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسيا".
ولفت إلى أن "الهدف من عملية الإختطاف لم يكشف بعد، لكننا لن نترك هذه القضية تمر دون حساب رادع".
وأصدرت السفارة السعودية في لبنان بيانا جاء فيه: "تلقنيا بلاغا من ذوي أحد المواطنين فقد الاتصال به فجر الأحد، ونحن نتواصل مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستويات لكشف ملابسات اختطاف المواطن".