ازدادت الأسئلة حول زمان الرد الايراني على الهجوم الإسرائيلي على القنصليّة الإيرانيّة المُلاصقة للسّفارة في حيّ المزّة في قلب العاصمة السوريّة دِمشق ومكانه.
فهل يخرج الطرفان عن قواعد الإشتباك والإتفاقات السرّية التي ضمنت حتى اليوم ضبط إيقاع الحرب، ويضعان المنطقة أمام حرب إقليميّة شرسة؟
"الرد الجدّي"
المعارض الإيراني مسعود محمد قال في حديث لـ"جسور"، "النظام الإيراني غير قادر على الرد، لأن أي رد سيجبر إسرائيل وأميركا والمنطقة على فتح المواجهة، وهو ما لا يريده النظام الإيراني على الإطلاق، نظراً لدقة الوضع داخل المجتمع الإيراني والأزمات الرهيبة التي يواجهها النظام".
ولفت محمد إلى أن "الولايات المتحدة وخصوصا إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد إشعال الصراع مع النظام الإيراني على أبواب الإنتخابات، لكنه لا یخفی عليها التنسيق الإيراني مع "حماس" وتؤكده زيارة القيادي في الحركة إسماعيل هنية الأخيرة إلى طهران مع الوفد المرافق له، أي أنه من الواضح تماماً لأميركا وإسرائيل أن رأس الأفعى موجود في طهران، ما يضطرهما على التحرك خطوة خطوة".
"لا حرب إقليمية"
واستبعد محمد "اندلاع حرب إقليمية التي تحتاج الى معادلة متساوية بين الطرفين في تحقيق التوازن العسكري والسياسي وبما أن النظام الإيراني بعيد كل البعد عن هذا التوازن، ولا يمتلك الأسلحة العسكرية اللازمة، ولا يزال يعتمد بشكل أساسي على قوات الميليشيات التابعة له، والولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان حرباً شاملة مع النظام الإيراني، فالمتوقع هو اعتماد خيار شن الضربات وتكثيفها ".
وقال: "من المتوقع أن تكون هناك ضربات أكبر من إسرائيل وأميركا على النظام الإيراني، كضرب سفينة التجسس التابعة للنظام في البحر الأحمر، أو بعض المنشآت العسكرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي في إيران أو المراكز الاقتصادية المهمة في إيران مثل المصافي، وقد يكون ضرب المنشآت النووية الإيرانية أحد الخيارات المتاحة أيضاً".
وختم محمد: "الحل في الشرق الأوسط يكمن فقط في إسقاط النظام الإيراني على يد الشعب الإيراني.
أزمات متفاقمة
وبالتزامن مع حربها في غزة، تشن القوات الإسرائيلية هجمات صريحة على إيران وحلفائها في لبنان وسوريا، وزادت أعداد هجماتها على أهداف عسكريّةٍ، ما أدّى إلى تدمير العديد من القُرى، واغتيال شخصيّاتٍ بارزة.
ولكن، هل تنجح بجرّ الولايات المتحدة، إلى حربها؟ وهل تكون هذه الحرب مُوازية للحرب الروسية الأوكرانيّة؟