وكتب باحثان مقالاً تحليلياً في الصحيفة الشهيرة، تابعته "جسور"، حول زيارة السوداني إلى واشنطن، والأدوار التي ينبغي أن يلعبها مقابل التحديات الداخلية.
وأشار المقال إلى أجندة السوداني مستندة إلى مقاله هو قبل زيارة الولايات المتحدة، متمثلة بـ"الوعد باستعادة الاستقرار والأمن في العراق والعمل على نزع سلاح الجماعات المسلحة". لكن الصحيفة الأميركية تؤكد فشل السوداني "في تعريف هذه المجموعات أو تقديم سياسة واضحة لكيفية تحقيق حكومته لهذا الهدف. وبدون تفاصيل وإرادة سياسية واضحة لدعمها، فإن مثل هذه التصريحات ستكون مجرد واجهة. علاوة على ذلك، فإن عدم قدرة السوداني الحالية الواضحة على السيطرة على هذه الجماعات يعيق جدوى تنفيذ ذلك على أرض الواقع".
ونقلت واشنطن بوست عن محللين وصفهم بأن "الدور الحالي الذي يلعبه السوداني هو رمزي إلى حد كبير، ويعمل كدرع سياسي للفصائل المدعومة من إيران"، وقد "شاب صعود السوداني إلى السلطة مزاعم بتزوير الانتخابات لصالح الفصائل".
ورجحت الصحيفة أن "يجد رئيس الوزراء نفسه مقيداً بقبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية. وإلى أن يتحرر من هذه القيود، فإن التدخل المستمر لهذه الفصائل في السياسة العراقية من شأنه أن يضر بقدرته على إحداث تغيير حقيقي".
وتضيف: "من أجل مواجهة هذه الضغوط، يحتاج السوداني إلى دعم دولي ومحلي قوي عندما يتخذ خطوات نحو فصل بغداد عن الضغوط الإيرانية. لدى كلا الجانبين دور يلعبانه في تطوير العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق المبنية على رؤية السوداني بشأن (التعاون المستدام) وفي التعامل مع الجهات الفاعلة التي يمكن أن تحد من هذه الإمكانية. يتميز المشهد السياسي في العراق بتوازن دقيق للقوى، حيث تتمتع العلاقة مع الولايات المتحدة بنفوذ كبير على شرعية الطبقة السياسية الحاكمة واستقرارها. ومن أجل اجتياز هذه التضاريس بفعالية، يتعين على القادة العراقيين إعطاء الأولوية للتواصل والتعاون المفتوحين مع نظرائهم الأميركيين، على أساس الاحترام والتفاهم المتبادلين".
وبالتالي، فإن "زيارات المسؤولين العراقيين إلى واشنطن ليست مجرد مجاملات دبلوماسية، بل يُنظر إليها على أنها فرص لتعزيز السلطة السياسية وتأمين الدعم الحيوي" وفق الصحيفة التي أكدت أن "السوداني يحتاج إلى تأكيد سلطته على الميليشيات المختلفة العاملة داخل العراق، وتقديم نفسه على أنه الزعيم الشرعي للبلاد في العمل وكذلك في الكلمة، حتى لو تلقى معارضة كبيرة من لاعبين سياسيين مهمين آخرين. وهذا يستلزم تحدي النفوذ غير المبرر لجماعات مثل كتائب حزب الله علناً والتأكيد على دوره الدستوري باعتباره أعلى مسؤول في العراق".
ودعا مقال الواشنطن بوست إلى "طرد قادة الميليشيات الرئيسيين من مناصبهم في السلطة في الحكومة العراقية" بما في ذلك عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك) رئيس أركان الحشد الشعبي، وأبو زينب اللامي، التي قالت إن "علاقاتهم بالمنظمات الإرهابية تهدد استقرار العراق".
وتحدثت الصحيفة عن "احترام واشنطن للسيادة العراقية" لكنها أكدت على تكثيف الجهود "لتفكيك الشبكات المالية والصناعية التي تدعم تلك الميليشيات التي تعيق استقلال السياسة العراقية"، بل أبعد من ذلك، أن "تواصل واشنطن استهداف القادة والشركات والكيانات المرتبطة بشكل مباشر بجماعات مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق لزيادة الضغط".
وختم مقال واشنطن بوست بالقول، "ستكون الخطوات المقبلة بمثابة اختبار حاسم لقيادة السوداني والتزامه بمواجهة النفوذ الإيراني في العراق، وقد يمهد النجاح في تنفيذ هذه الإجراءات الطريق أمام مناقشات حول خفض الوجود العسكري الأميركي في البلاد. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان السوداني قادرًا على التغلب على هذه التحديات بفعالية وما إذا كانت جهوده ستكون كافية لتأمين دعم الولايات المتحدة وأصحاب المصلحة الدوليين الآخرين".