يحط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السعودية الخميس، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في إسطنبول، ومنذ نقل محكمة تركية لملف القضية إلى السعودية في 7 أبريل/نيسان الحالي.
زيارة ستجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سعيا للحصول على دعم اقتصادي لأنقرة التي تضربها أزمة مالية خانقة.
زيارة دينية
تتزامن زيارة الرئيس أردوغان مع انعطافة في العلاقات التركية-الخليجية، اذ تسعى أنقرة الى تطبيق قاعدة "تصفير" المشاكل مع دول المنطقة خصوصا الإمارات والسعودية.
وعن غياب إعلان رسمي عن الزيارة من الجانبين السعودي والتركي، أشار الباحث والمحلل السياسي السعودي نايف الوقاع في حديث لـ"جسور" الى أن "الزيارة تصب في اطار ديني مع نهاية شهر رمضان المبارك، لكن قد يحدث تطور في مسار العلاقات بين البلدين لاسيما وأن الرئيس أردوغان سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن الرياض مستعدة دائما الى تحسين علاقاتها مع الدول كافة."
تداعيات اقتصادية
آخر زيارة قام بها أردوغان إلى السعودية كانت عام 2017، وهنا يشير الوقاع الى أن ما بين 2017 و2022 "مرت العلاقة بين البلدين بفتور كبير وكادت تلامس القطيعة، وذلك إثر تصريحات أردوغان ضد السعودية بسبب الخلاف حول ملفات عدة وسوء نية أنقرة تجاه الرياض".
وأضاف"تأثرت تركيا اقتصاديا من قطع العلاقات مع السعودية فبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، تراجعت تركيا من المرتبة 11 من حيث الواردات إلى المملكة في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وحلت في المرتبة 58 في 2020.
ليس ذلك فحسب، فمصير تركيا داخل مجموعة العشرين مهدد لانها تفتقر الى النمو الاقتصادي، وبالتالي أصبح واضحا أن تركيا باتت تقطف ثمار سياستها الخاطئة خلال السنوات الماضية."
تحسن تدريجي
في الأشهر الأخيرة، بدأت سياسة تركيا مع السعودية تتغير ، ويرى الوقاع أن ذلك "سببه التغيير الجذري في مخطط تركيا الذي كان يهدف الى احتلال بعض البلدان وخلق أزمات في المنطقة، لكن محاولات تركيا باءت بالفشل".
وكان الرئيس أردوغان أشار الى أن تركيا تواصل النقاش الإيجابي مع السعودية وترغب في اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين العلاقات، في وقت كشفت أنقرة عن مباحثات بين وزير الخارجية التركية مولود جاويش ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود صبت في إطار تحسين العلاقات بين البلدين.
وسبق أن لفت المتحدث باسم الرئيس أردوغان الى أن تركيا تأمل في إنهاء المقاطعة مع السعودية، كاشفاً عن البحث في سبل إصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع السعودية.
قضية خاشقجي
كانت تركيا قد بدأت محاكمة غيابية في يوليو/تموز 2020 بحق 26 سعوديا يشتبه في تورطهم بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقحي، إلّا أنها نقلت الملف في 7 أبريل/نيسان إلى السعودية، ما أثار استياء المنظّمات الحقوقية.
و
على المستوى السياسي، تعامل تركيا مع قضية خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، أضر بالعلاقات مع السعودية. ومع الإعلان عن مقتل خاشقحي، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أوامر ملكية بإعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم، وأعلنت المملكة لاحقا توقيف 18 سعوديا على ذمة القضية.
وبعد تحقيقات كثيفة، اتخذت النيابة السعودية أحكاما رادعة ونهائية بحق المتهمين، لتسدل بموجب الأحكام الستار على القضية، بينما مآخذ الرياض على أنقرة تتجلى باستغلالها السياسي لقضية جنائية رافضة تدويل مقتل خاشقجي من قبل القيادة التركية.