بات الإيرانيون على موعد شبه يومي مع حوادث أمنية متفرقة، وهم استفاقوا على انفجار احد مصانع الكيمائيات جنوب البلاد، ما أدى الى جرح زهاء 100 شخص وإدخال أكثر من 130 شخصا المستشفى لمعاناتهم من مشاكل في التنفس من جراء تسرب غاز من المصنع.
وفي مايو/ أيار الماضي، هزّ انفجار ضخم احد معامل الأبحاث النووية في إيران ما أسفر حينها عن مقتل شخص. وفي السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت السلطات الأمنية في إيران وقوع انفجار هائل في احد أنابيب النفط التابعة لها في جنوب البلاد.
حوادث بالجملة
وفي تحليل لتوالي الاحداث التي تشهدها المصانع النووية، يشير الباحث الإيراني في الشؤون السياسية والاقتصادية سعيد شاوردي الى أنه "على العكس مما يدعيه بعض وسائل الاعلام المعادية لإيران، فان إيران تستخدم نظام سلامة ومراقبة دقيق وموثوق به يعتمد على المعايير الدولية المعتمدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تكن تشهد المنشآت النووية مثل هذه الحوادث قبل، الا أنها أصبحت ضحية أعمال تخريبية وارهابية من أجهزة معادية لإيران، لكن العمليات كافة باءت بالفشل، أبرزها محاولة تخريب أجهزة الطرد المركزي داخل منشأة نطنز من خلال قطع التيار الكهربائي بشكل متعمد من أحد المندسين قبل أن يهرب خارج البلاد".
وفي حديث لـ"جسور"، شدد شاوردي على أن" إيران تنتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب عدم التزامها بتعهداتها أمام الدول الأعضاء في هذه الوكالة من بينها إيران في تقديم المساعدات والدعم المطلوب لها."
اتهام إسرائيل
على صعيد آخر، شهدت إيران مجموعة من الاغتيالات والهجمات استُهدف فيها عدد من العلماء والعسكريين، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراءها.
وفي جديد مسار هذه العمليات، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مصادر إيرانية أن طهران تعتقد بأن إسرائيل قامت بتصفية عالمين إيرانيين عن طريق تسميم طعامهما في مايو/أيار الماضي. والضحيتان هما أيوب انتظاري وهو مهندس طيران عمل في مركز عسكري للأبحاث، وكمران أغملائي هو عالم جيولوجي.
من جهته، نفى ممثل وزارة العدل الإيرانية وفاة انتظاري من جراء التسميم، معتبرا أن انتظاري لم يكن عالما بارزا بل كان موظفا عاديا في إحدى الشركات، وكان مريضا وتوفي لأسباب طبيعية.
وهنا أشار شاوردي الى أنه "من المحتمل أن يكون الكيان الإسرائيلي يواصل جهوده الاستخباراتية للنيل من بعض الشخصيات النووية والعسكرية الإيرانية على الرغم من عدم تحقيق نجاحات تذكر في هذا المجال".
وأوضح" ثمة معلومات أن الكيان الصهيوني يحاول من خلال تجنيد بعض العملاء داخل طهران، استهداف مفاصل القوة في إيران العسكرية".
على صعيد متصل، وفي آخر فصول العمليات، لقي عنصران من القوات الجوية الفضائية بالحرس الثوري الإيراني حتفهما في حادثتين منفصلتين أثناء أداء عملهما.
وهنا، اعتبر شاوردي أن" أميركا وإسرائيل تتخوفان من البرنامج الفضائي الإيراني الذي يشرف عليه الحرس الثوري. فإيران تعتبر أن تطوير برنامجها الفضائي ضروري ليس فقط للأغراض العسكرية بل لمجالات أخرى كرصد الأحوال الجوية والأبحاث العلمية والملاحة والزراعة ومواجهة الكوارث الطبيعية."
واستطرد قائلا" طهران ليست مستعدة للتفاوض مع أي جهة أجنبية في شأن برنامجها الفضائي باعتباره سيادي لا يشكل خطرا على أحد على عكس الادعاءات الاخرى . وليس مستبعد أن تعمل أميركا وإسرائيل على اضعاف هذا المشروع بطرق غير شرعية كالاعمال الإرهابية".
استقالة وزير العمل
بعيدا من الاغتيالات، تعيش ايران أزمة اقتصادية حادة دفعت بالمئات الى التظاهر للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية خصوصا بعدما خفضت الحكومة الدعم عن القمح المستورد ما أدى لزيادة الأسعار 300 بالمئة لسلع غذائية قائمة على الطحين.
وسط هذه الأجواء، قدم وزير العمل حجت عبد الملكي استقالته للمرة الثانية، بعد مرور ٣٠٠ يوم على مصادقة البرلمان على تعيينه.
وفي هذا السياق، أشار شاوردي الى أن "الاستقالة جاءت بعد انتقادات صدرت ضد مخططاته من البرلمان والكثير من الاقتصاديين، معتبرين أن ليس لديه أي خطة واضحة لمعالجة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية. كما فشل في إدارة شؤون وزارة العمل التي تسعى الى تخفيف معاناة المواطنين من جراء العقوبات الاقتصادية الأميركية". وأضاف"وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لم تحقق نجاحا بارزا في توفير فرص العمل كما وعدت الحكومة الإيرانية لخفض نسبة البطالة في البلاد."