يعتقد المحللون أن ما يسمى "جيل زد" في تركيا، أي الجيل الذي يلي جيل الألفية، متنوع سياسياً مثل بلده، ويمسك بأحد مفاتيح مسار إردوغان الشائك نحو إعادة انتخابه ومساعيه لإبقاء الحزب ذي الجذور الإسلامية في السلطة لعقد ثالث على التوالي.
لكن بعكس شباب 2002، حين كان صعود إردوغان بمثابة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلا لإلقاء اللوم في متاعبهم على حكومته. ومن بين تلك المتاعب تضخم هائل وعملة متدهورة واقتصاد متراجع يتقاضى فيه أكثر من 40 بالمئة من اليد العاملة الحد الأدنى من الأجور.
و"الوضع الاقتصادي الصعب حاليا من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان"، كما ترى المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا، عائشة علمدار أوغلو.
و"الوضع الاقتصادي الصعب حاليا من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان"، كما ترى المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا، عائشة علمدار أوغلو.
تجربة تيك توك
يبدو إردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، مدركين جداً لأهمية كسب الشبان من طريق تنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الانترنت. وجذبت هذه المساعي مزيداً من الانتباه في وقت تبرز تكهنات باحتمال أن يدعو إردوغان لانتخابات مبكرة لمباغتة خصومه.
وقال إردوغان في افتتاح مهرجان للشباب استمر ستة أيام في العاصمة أنقرة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إن "مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك".
وقالت علمدار أوغلو "بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب... نرى أن الشبان يشكلون مصدر قلق كبير".
وواجهت مساعي الحزب الحاكم لجذب أبناء هذه الفئة المهمة صعوبات في البداية. فقد اندلع سجال محدود في سبتمبر/أيلول 2021 بسبب حساب على تيك توك يدعى إكس واي زد سوسيال، تقول وسائل إعلام معارضة إنه محاولة من حزب العدالة والتنمية للتودد الى ناخبي الجيل بنشر النكات والمقاطع المؤيدة للحكومة.
واختفى الحساب منذ ذلك الحين لكن فرع الشباب بالحزب الحاكم لديه الآن حساب صغير مؤكد نشر عليه تسجيل مصور عن انجازات إردوغان في الحكم.
وقالت علمدار أوغلو إن حزب العدالة والتنمية جمع تقارير سعيا لتعليم "كوادر الحزب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية بفاعلية وسبل التحدث إلى جيل الشباب".
وقال إردوغان في افتتاح مهرجان للشباب استمر ستة أيام في العاصمة أنقرة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إن "مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك".
وقالت علمدار أوغلو "بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب... نرى أن الشبان يشكلون مصدر قلق كبير".
وواجهت مساعي الحزب الحاكم لجذب أبناء هذه الفئة المهمة صعوبات في البداية. فقد اندلع سجال محدود في سبتمبر/أيلول 2021 بسبب حساب على تيك توك يدعى إكس واي زد سوسيال، تقول وسائل إعلام معارضة إنه محاولة من حزب العدالة والتنمية للتودد الى ناخبي الجيل بنشر النكات والمقاطع المؤيدة للحكومة.
واختفى الحساب منذ ذلك الحين لكن فرع الشباب بالحزب الحاكم لديه الآن حساب صغير مؤكد نشر عليه تسجيل مصور عن انجازات إردوغان في الحكم.
وقالت علمدار أوغلو إن حزب العدالة والتنمية جمع تقارير سعيا لتعليم "كوادر الحزب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية بفاعلية وسبل التحدث إلى جيل الشباب".
"عمل رائع"
رغم تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة، لا يزال حزب العدالة والتنمية يحتفظ ببعض الجاذبية لدى الناخبين الأصغر سناً الذين حضروا بالآلاف مهرجان نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهايته بعد كلمة إردوغان الافتتاحية.
كما أشاد بعض الذين حضروا المهرجان بإردوغان لإسهامه في خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 إلى 18 عاما، معتبرين أن ذلك يظهر تفانيه تجاه الشباب.
ويقلل رئيس فرع الشباب في الحزب، عبد الصمد سميز (28 سنة)، من أهمية التلميحات إلى أن حزبه لا شعبية له بين المراهقين.
ومع ذلك، ثبت أن كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. ففي استطلاع شمل ثلاثة آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها 81، جاءت النتيجة أن 58 بالمئة لن ينضموا لأي حركة سياسية أو حزب كسبيل لبناء مجتمع أفضل.
كما أشاد بعض الذين حضروا المهرجان بإردوغان لإسهامه في خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 إلى 18 عاما، معتبرين أن ذلك يظهر تفانيه تجاه الشباب.
ويقلل رئيس فرع الشباب في الحزب، عبد الصمد سميز (28 سنة)، من أهمية التلميحات إلى أن حزبه لا شعبية له بين المراهقين.
ومع ذلك، ثبت أن كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. ففي استطلاع شمل ثلاثة آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها 81، جاءت النتيجة أن 58 بالمئة لن ينضموا لأي حركة سياسية أو حزب كسبيل لبناء مجتمع أفضل.
ثقة ضعيفة
بدوره قال مدير إحدى وكالة الاستطلاعات إن الجيل المولود بين 1980 و1999 يشمل العديد من الناخبين المترددين، وخصوصا من النساء، ما يجعلهم ربما أكثر أهمية في الانتخابات المقبلة مقارنة بالفئة الأصغر سنا، مضيفاً أن "هذه المجموعة التي تضم 18,4 مليون شخص تمثل 32,6 بالمئة من الناخبين". وحذر أيضا من اعتبار الشبان كتلة تصويت متجانسة، مؤكدا أن "الشباب متنوعون مثل الشعب التركي عموما".