بعد اتخاذ عدد من دول الخليج العربي إجراءات دبلوماسية تجاه لبنان، وتأزم العلاقة بين الطرفين، على خلفية "تصريحات مسيئة" لوزير الإعلام اللبناني، بحق السعودية والإمارات، هل وصلت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي إلى أفق مسدود؟ وبين استقالتها أو استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، ما هو السيناريو الأقرب اليوم؟
وكان الرئيس ميقاتي طلب من الوزير قرداحي "تحكيم ضميره" بشأن استقالته من عدمها، لحلّ الأزمة الدبلوماسية مع عدد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية. كما أُطلقت مبادرات من دولة قطر ومن جامعة الدول العربية للدخول على خط الوساطة.
يحصل ذلك كلّه، تزامناً مع التهويل بترحيل فئات من اللبنانيين من تلك الدول ووقف التحويلات المالية والطيران بينها وبين بيروت.
لا إستقالة ولا إقالة
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر، في حديث لـ"جسور"، أنه "على المدى المنظور، لا استقالة لحكومة ميقاتي، ولا استقالة أو إقالة للوزير قرداحي، وسيبقى الوضع في الأيام المقبلة على حاله. وفي وقت يضع فيه أحد الأفرقاء قضية مرفأ بيروت بموازاة قضية الوزير قرداحي مع الخليج، سيحاول رئيس الوزراء أن يُفعّل عمل اللجان الوزارية، لكن قرداحي لن يستقيل".
دوليّاً، وبحسب منيّر، "هناك مسعى أميركي لأن توقف الدول الخليجية تصعيدها تجاه لبنان، وهناك مبادرة قطرية وأخرى من جامعة الدول العربية لحل الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والخليج، ولكن جميع هذه المساعي والمبادرات تتوقف على مبادرة إيجابية من لبنان، تتبلور بإقالة أو إستقالة قرداحي، وهذا ما لن يحصل، ولا حلول مرتقبة في هذا الصدد، خصوصاً بعد توقف المفاوضات الإيرانية – السعودية".
وحول موضوع تحقيقات المرفأ، قال منيّر: "لا يبدو أن أحداً بإمكانه أن يوقف القاضي طارق البيطار عن عمله، وأتوقع أن تبقى الأمور معقدة في هذا الملف أيضاً، وهذا التعقيد تم إثباته بعد رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تعميم مذكرة توقيف صادرة بحق النائب علي حسن خليل".
مشهد مؤسف!
من جهته، اعتبر الكاتب والصحافي أسعد بشارة، في حديث لـ"جسور"، أن "الوضع سيبقى على ما هو عليه، حكومة ميقاتي ستبقى معطلة ولا تجتمع، ولا يمكن الإستعاضة عنها بإجتماعات وزارية أو بوزراء يداومون في وزاراتهم".
كما توقع أن "نشهد تشدداً في الإجراءات الخليجية تجاه لبنان، وأن حزب الله لن يتراجع عن رأيه في أداء القاضي بيطار وعن موقفه من قضية قرداحي والأزمة الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "لبنان سيبقى في الوقت الحالي تحت وقع التعطيل الدائم وتحت هيمنة قوة مسلحة تفرض نفسها على القرار اللبناني في كل السلطات، من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة إلى المجلس النيابي".
وختم بالقول: "مشهد مؤسف يختصر كل شيء يعطيه لبنان للعالم، وهو أن رئيس جمهورية ورئيس حكومة يعجزان عن دعوة الحكومة إلى الإنعقاد، كذلك يعجزان عن دعوة وزير تسبب بضرر كبير لعلاقات لبنان مع الدول العربية إل الإستقالة".
الجامعة العربية تتدخل
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، قد التقى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. وقال زكي من قصر بعبدا: "حضرنا لتبيان ما إذا كانت هناك من إمكانية لتقريب وجهات النظر، فالمصلحة اللبنانية والمصلحة الخليجيّة هدفنا وسبيلنا".
وأضاف: "إذا إحتاج الأمر لزيارة إلى السعودية سأقوم بها، ولكن يجب أن نلمس حلحلة في الأزمة وأجواء اللقاء مع الرئيس عون إيجابية".
من جهته، قال الرئيس عون: "لبنان حريص على افضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما السعودية ودول الخليج". ودعا الرئيس "للفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وما يصدر عن افراد او جماعات خصوصا اذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية".
ورحّب عون "بأي مسعى للجامعة العربية لإعادة العلاقات الأخوية مع السعودية"، وأكّد أنّ "معالجة ما حدث مؤخراً يجب أن يكون من خلال حوار صادق بين البلدين".
وتابع: "لبنان لن يتردد في اتخاذ أي موقف يساعد في تهيئة الأجواء لمصارحة تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات".
كما التقى ميقاتي زكي في السراي الكبير، وأكد له أن "لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج، وسيبذل كل جهد ممكن لأزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحاصلة بروح الأخوّة والتعاون".
وقال: "إن الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال، ونحن نشدد على أنها ضليعة بمهمة تقريب وجهات النظر، وازالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت".
وجدد "إلتزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الامن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين الاطراف المعنية".
مبادرة قطر
وفي وقت سابق، قامت قطر بأول مبادرة خليجية لحل الأزمة التي خلَّفتها تصريحات قرداحي بشأن الحرب مع اليمن.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد التقى ميقاتي، وأكد له بأنه سيوفد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، لاسيما معالجة الأزمة اللبنانية-الخليجية.
لقاء تميم وميقاتي تمّ على هامش مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي، بمدينة غلاسكو في أسكتلندا. ومع عودة ميقاتي إلى لبنان وقيامه بجولة على رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، أعلن عن العمل على خطة لحل الأظمة وأنه يطلب من الوزير قرداحي "تحكيم ضميره".
وكان الرئيس ميقاتي طلب من الوزير قرداحي "تحكيم ضميره" بشأن استقالته من عدمها، لحلّ الأزمة الدبلوماسية مع عدد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية. كما أُطلقت مبادرات من دولة قطر ومن جامعة الدول العربية للدخول على خط الوساطة.
يحصل ذلك كلّه، تزامناً مع التهويل بترحيل فئات من اللبنانيين من تلك الدول ووقف التحويلات المالية والطيران بينها وبين بيروت.
لا إستقالة ولا إقالة
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر، في حديث لـ"جسور"، أنه "على المدى المنظور، لا استقالة لحكومة ميقاتي، ولا استقالة أو إقالة للوزير قرداحي، وسيبقى الوضع في الأيام المقبلة على حاله. وفي وقت يضع فيه أحد الأفرقاء قضية مرفأ بيروت بموازاة قضية الوزير قرداحي مع الخليج، سيحاول رئيس الوزراء أن يُفعّل عمل اللجان الوزارية، لكن قرداحي لن يستقيل".
دوليّاً، وبحسب منيّر، "هناك مسعى أميركي لأن توقف الدول الخليجية تصعيدها تجاه لبنان، وهناك مبادرة قطرية وأخرى من جامعة الدول العربية لحل الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والخليج، ولكن جميع هذه المساعي والمبادرات تتوقف على مبادرة إيجابية من لبنان، تتبلور بإقالة أو إستقالة قرداحي، وهذا ما لن يحصل، ولا حلول مرتقبة في هذا الصدد، خصوصاً بعد توقف المفاوضات الإيرانية – السعودية".
وحول موضوع تحقيقات المرفأ، قال منيّر: "لا يبدو أن أحداً بإمكانه أن يوقف القاضي طارق البيطار عن عمله، وأتوقع أن تبقى الأمور معقدة في هذا الملف أيضاً، وهذا التعقيد تم إثباته بعد رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تعميم مذكرة توقيف صادرة بحق النائب علي حسن خليل".
مشهد مؤسف!
من جهته، اعتبر الكاتب والصحافي أسعد بشارة، في حديث لـ"جسور"، أن "الوضع سيبقى على ما هو عليه، حكومة ميقاتي ستبقى معطلة ولا تجتمع، ولا يمكن الإستعاضة عنها بإجتماعات وزارية أو بوزراء يداومون في وزاراتهم".
كما توقع أن "نشهد تشدداً في الإجراءات الخليجية تجاه لبنان، وأن حزب الله لن يتراجع عن رأيه في أداء القاضي بيطار وعن موقفه من قضية قرداحي والأزمة الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "لبنان سيبقى في الوقت الحالي تحت وقع التعطيل الدائم وتحت هيمنة قوة مسلحة تفرض نفسها على القرار اللبناني في كل السلطات، من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة إلى المجلس النيابي".
وختم بالقول: "مشهد مؤسف يختصر كل شيء يعطيه لبنان للعالم، وهو أن رئيس جمهورية ورئيس حكومة يعجزان عن دعوة الحكومة إلى الإنعقاد، كذلك يعجزان عن دعوة وزير تسبب بضرر كبير لعلاقات لبنان مع الدول العربية إل الإستقالة".
الجامعة العربية تتدخل
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، قد التقى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. وقال زكي من قصر بعبدا: "حضرنا لتبيان ما إذا كانت هناك من إمكانية لتقريب وجهات النظر، فالمصلحة اللبنانية والمصلحة الخليجيّة هدفنا وسبيلنا".
وأضاف: "إذا إحتاج الأمر لزيارة إلى السعودية سأقوم بها، ولكن يجب أن نلمس حلحلة في الأزمة وأجواء اللقاء مع الرئيس عون إيجابية".
من جهته، قال الرئيس عون: "لبنان حريص على افضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما السعودية ودول الخليج". ودعا الرئيس "للفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وما يصدر عن افراد او جماعات خصوصا اذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية".
ورحّب عون "بأي مسعى للجامعة العربية لإعادة العلاقات الأخوية مع السعودية"، وأكّد أنّ "معالجة ما حدث مؤخراً يجب أن يكون من خلال حوار صادق بين البلدين".
وتابع: "لبنان لن يتردد في اتخاذ أي موقف يساعد في تهيئة الأجواء لمصارحة تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات".
كما التقى ميقاتي زكي في السراي الكبير، وأكد له أن "لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج، وسيبذل كل جهد ممكن لأزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحاصلة بروح الأخوّة والتعاون".
وقال: "إن الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال، ونحن نشدد على أنها ضليعة بمهمة تقريب وجهات النظر، وازالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت".
وجدد "إلتزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الامن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين الاطراف المعنية".
مبادرة قطر
وفي وقت سابق، قامت قطر بأول مبادرة خليجية لحل الأزمة التي خلَّفتها تصريحات قرداحي بشأن الحرب مع اليمن.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد التقى ميقاتي، وأكد له بأنه سيوفد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، لاسيما معالجة الأزمة اللبنانية-الخليجية.
لقاء تميم وميقاتي تمّ على هامش مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي، بمدينة غلاسكو في أسكتلندا. ومع عودة ميقاتي إلى لبنان وقيامه بجولة على رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، أعلن عن العمل على خطة لحل الأظمة وأنه يطلب من الوزير قرداحي "تحكيم ضميره".