قلق عراقي مشروع بشأن وجود إرهابيين خطيرين في مخيم الهول الحدودي، ترصد لأجله كل الامكانات المتاحة لإيجاد حلّ يقي الجميع شّرا محتملا.
هذا القلق يتقاسمه العراق مع دول عدة وهو أخذ حيزا واسعاً من المحادثات التي يتوالى مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي اجراءها بغية ايجاد ارضية للتعامل مع هذا الخطر الداهم.
اجتماعات متواصلة
الاعرجي التقى السفير الجزائري في بغداد بلقاسم محمدي، وكانت جولة أفق بحثت في العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما جرى بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة.
وفي محادثاتهما، شق يتعلق بملف مخيم الهول الحدودي وضرورة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه البشرية والمالية والإعلامية.
وأكد الأعرجي للسفير الجزائري، حرص العراق على تطوير علاقاته مع الجزائر، من خلال التعاون المشترك والبنّاء، وفي جميع المجالات.
من جانبه أشار السفير الجزائري، إلى أن الأمة العربية تحتاج إلى عراق قوي، وأن لدى الأشقاء العرب إيماناً بأن العراق في تطور وتقدم مستمر، لما يملكه من عمق تأريخي وتقدم فكري، وعلى جميع المستويات".
ليست المرة الاولى التي يطرح فيها الاعرجي ملف مخيم الهول الحدودي، فهو سبق وحضر في محادثات عراقية – سورية حين التقى سفير سوريا في بغداد صطام جدعان الدندح.
وقبلها بأيام التقى الأعرجي قائد بعثة حلف "الناتو" في العراق مايكل أنكر، حيث جرى استعراض عمل بعثة الحلف في العراق، لاسيما في مجال تدريب القوات العراقية، إلى جانب بحث ملف مخيم "الهول" الحدودي.
وأكد خلال اللقاء أن "الطريق الأسلم هو استلام الدول رعاياها الموجودين في السجون، وهم قيادات في داعش، وفي حال عدم تسلمهم من قبل بلدانهم، فعلى الجهات الدولية نقلهم إلى مكان آخر، لكونهم يشكلون تهديدا حقيقيا".
مخيم الهول
ويأوي مخيم "الهول" في سوريا ما يقرب من 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال ونصفهم تقريبا من العراقيين، نزحوا بسبب الهجوم العسكري للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد "داعش".
ومنذ مطلع عام 2021، وثّق المرصد السوري مقتل 91 شخصاً في المخيم، غالبيتهم لاجئون عراقيون، على يد عناصر متوارية من التنظيم. وبين القتلى عاملان اثنان في المجال الإنساني.
وكانت وتيرة جرائم القتل انخفضت إثر عملية أمنية نفّذتها القوات الكردية نهاية آذار/مارس وأسفرت عن توقيف أكثر من مئة عنصر من التنظيم، قبل أن تعاود الارتفاع.
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور الوضع الأمني في المخيم. ويخشى خبراء من أن يشكل المخيم "حاضنة" لجيل جديد من مقاتلي التنظيم، وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم.