تُشكّل كتلة "تجدّد" صورة جديدة للكتل النيابيّة التي ترفع لواء السّيادة. تضمّ الكتلة 4 أسماء لم تُهادن في مسألة السّيادة وعروبة لبنان منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة انتفاضة 17 تشرين الأوّل 2019.
بعد الانتخابات النّيابيّة الأخيرة، أبصرَت الكتلة النّور لتضمّ النّوّاب: فؤاد مخزومي، ميشال معوّض، أشرف ريفي، وأديب عبد المسيح. مُنذ لحظة تشكيلها، تتواصل الكتلة مع باقي القوى السّياديّة والمُعارضة في مجلس النّوّاب في إطار رصّ الصّفوف لمواجهة الاستحقاق الأهمّ، انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة.
يُدرك نوّاب المُعارضة أنّ معركة الرّئاسة لن تكون سهلةً، فحزبُ الله يُمسك بعدد نوّاب يُخوّله إعادة سيناريو "تطيير النّصاب"، هذا عدا عن أنّ حليفه الرّئيس نبيه برّي يُمسكُ بمفاتيح المجلس النّيابيّ.
حتّى السّاعة، لم يُعلن الحزب تبنّيه لأيّ اسمٍ واضحٍ ليخوضَ به معركة الرّئاسة. وإن كانَ الحزبُ يُمسِكُ بزمام نِصَاب المجلس، فنوّاب المُعارضة يُمكنهم استعمال "السّلاح الدّستوريّ" نفسه.
قد يُشكّل تجنّب الحزب إعلان مرشّحٍ له فرصةً لنوّاب المُعارضة لفرضِ معايير رئاسيّة في المعركة السّياسية المُقبلة التي ستُحدّد وجه لبنان السّياسيّ في السّنوات الـ6 المُقبلة.
وكانت كتلة "تجدّد" واضحة في هذه المسألة. لا مُهادنة. المواصفات الرّئاسيّة واضحة: إنقاذي، سياديّ، إصلاحيّ، غير تابع للمنظومة الحاكمة.
مخزومي: لرئيسٍ سياديّ إنقاذيّ يلتزم بالطّائف
هذا ما أكّده النّائب فؤاد مخزومي في اتصالٍ مع "جسور عربيّة". فنائب بيروت يعتبر أنّ "انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة هو استحقاق مِفصلي، ومن المُهم أن يُطالِب الجميع برئيس جمهوريّة إصلاحيّ إنقاذي سياديّ يطالب بتفيذ الإصلاحات."
عن موقف كتلة "تجدد"، يقول مخزومي إنّ "الكتلة طالبت منذ 15 تمّوز / يوليو بإيصال رئيس يتمتع بهذه المواصفات، رئيس صنع في لبنان، رئيس سيادي إنقاذي لا يأخذ تعليماته من قوى غير لبنانية. وقد كنا أول من بادر إلى وضع مواصفات لرئيس انقاذي إصلاحي، ودعونا إلى تضامن مختلف القوى السيادية للحؤول دون وصول رئيس تابع للمنظومة الفاسدة".
يرفُض مخزومي "الرّئيس الرّماديّ". كما يُؤكّد أنّه وزملاءهُ في "تجدد" يسعون إلى التّنسيق مع باقي الكتل السّياديّة والاصلاحيّة والنوّاب المستقلّين الذين يؤمنون بالثّوابت المذكورة على خوض انتخابات الرئاسة، ما يؤدي الى انتخاب رئيس لا يشكل امتداداً للنّهج الحاليّ الذي دمّر لبنان، "ولا يكون ضعيفاً أو عاجزاً أو رمادياً، أو مجرد شاهدٍ على الانهيار، بل قادر على حل الأزمة، من خلال التزامه الثابت باتفاق الطائف وبالسّيادة كاملة، وبمحاربة الفساد، واستعادة الدولة المخطوفة من تحالف السلاح والفساد".
لكن أينَ وصلَت المساعي مع القوى السّياديّة والمُستقلّة تحت القبّة البرلمانيّة؟هُنا يؤكّد مخزومي لـ"جسور" أنّ نوّاب "تجدّد" لمسوا خلال لقاءاتهم مع القوى السّيادية أنّهم يتوافقون على المواصفات والمعايير المطلوبة اليوم في رئيس الجمهورية. كما أكد أنّه يتمنّى أن تصل الجهود إلى تفاهم مع جميع القوى السيادية والوطنية لإيصال رئيس يتمتع بكل هذه المواصفات لبناء لبنان نستطيع العيش فيه جميعاً.
"السنة شريك أساسي"
مع اقترابِ انتهاء ولاية الرّئيس ميشال عون بعد شهرٍ ونيّف من اليوم، كان لدار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة خطوة بارزة، تتمثّل في دعوة المُفتي الشّيخ عبد اللطيف دريان لاجتماعٍ للنّواب السّنّة تحت قبّة الدّار في 24 الجاري.
لاقت دعوة المُفتي دريان ترحيب الأكثريّة السّاحقة من النّوّاب السّنّة والقوى السّياسيّة السّياديّة. في هذا الإطار، يقول مخزومي إنّ "نوّاب "تجدّد" ينظرون إلى دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على أنها دعوة وطنية إلى الاجتماع في صرح وطني... حتى لو كانت الدعوة تقتصر على النواب السنة بحكم موقع الدار".
يكشف مخزومي لـ"جسور" أنّ مؤتمر "جمع الشمل" ، يهدف إلى تمتين أواصر العلاقة بين أكبر عدد من النواب السنّة تحت مظلة دار الفتوى. وختمَ بالقول: "السّنّة شريك أساسيّ في البلد. وسأكون من المشاركين في هذا المؤتمر، إذ من الضروري العمل يداً بيد لإيجاد حلول إنقاذية والتوافق على جميع الملفات الحيوية."