بعد جولات المباحثات التي جمعت مسؤولين سعوديون وإيرانيين، خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشفت مصادر عراقية، أن طهران والرياض أجرتا جولة محادثات جديدة في بغداد، وهي الأولى منذ تسلم الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، منصبه.
وفي التفاصيل، كشف مسؤول عراقي أنّ الاجتماع، ناقش القضايا العالقة بين البلدين، وفق خارطة طريق متفق عليها مسبقاً، بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، مضيفا أن الاجتماع لم يكن على مستوى وزاري، لكنه وصف المحادثات بأنها إيجابية.
وتعد هذه الجولة هي أول اجتماع من نوعه بين الجانبين، منذ أن تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مقاليد الحكم في طهران، في أغسطس/ آب الماضي، غير أنه لم يتضح مدى التقدم، الذي تم إحرازه في المحادثات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العراق لعب مؤخراً دور الوسيط بين الجانبين، حيث عُقدت جولات عدة من المناقشات في بغداد، منذ أن جرت أول محادثات مباشرة بين الرياض وطهران في أوائل أبريل / نيسان الماضي.
واستضافت بغداد نهاية الشهر الماضي، مؤتمراً إقليمياً جمع رؤساء دول عربية، ومسؤولين كبار من بينهم وزيرا خارجية إيران والسعودية.
وكان الاجتماع يهدف إلى "تخفيف التوترات" في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز دور بغداد الجديد كوسيط.
تصريحات إيجابية
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أبدى في خطابه أمام الجمعية العامة، أمله في أن تؤدي المباحثات مع إيران إلى "نتائج ملموسة".
وقال الملك سلمان في كلمته إن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
ودعا طهران إلى "وقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقربة منها في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".
ومن جانبه، أعرب الرئيس العراقى، برهم صالح، عن أمله بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وقال صالح: "فى نهاية المطاف، نحن جيران، ونحن بحاجة إلى التحدث حتى لو كانت لدينا اختلافات، ومن الأفضل البحث فى الاختلافات وإداراتها بدلا من البقاء فى حالة انقطاع".
تقارب قريب
مصادر متابعة لهذا الملف، اعتبرت أن إيران والسعودية يقتربان من ظروف مصالحة مقبلة، حيث كان هناك اتصالان خلف الكواليس بإدارة وزير الخارجية حسين عبداللهيان، وبإيعاز من الرئيس الإيراني.
وبحسب المصادر، تأتي هذه المحادثات في محاولة لحلحة بعض الخلافات التي تعرقل مسار المصالحة بين البلدين، ويبدو أنها كانت ناجحة جداً.
ويرى محللون أن ثمة تقارب بين الطرفين وجولة جديدة ولكن رسمية هذه المرة، من المفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، والتي قد تؤدي إلى فتح سفارات البلدين.
أبرز القضايا الخلافية بين إيران والسعودية
وكانت السعودية قطعت جميع علاقاتها الدبلوماسية رسميًا مع إيران في عام 2016، بعد هجوم طال سفارتها في طهران على يد محتجين على إعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويعد ملف اليمن أبرز الخلافات بين السعودية وإيران الذي أدى إلى تصاعد النزاع بينهما عام 2015، وتتهم الرياض طهران بدعم جماعة "الحوثيين" (أنصار الله) الذين يسيطرون على مناطق واسعة شمالي اليمن أبرزها صنعاء، وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري لدعم القوات الحكومية اليمنية المعترف بها دوليًا.
كما تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي، وتتّهمها بـ"التدخّل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، إلى جانب تخوفها من البرنامج النووي لإيران وقدراتها الصاروخية.
كما تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي، وتتّهمها بـ"التدخّل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، إلى جانب تخوفها من البرنامج النووي لإيران وقدراتها الصاروخية.
وقطعت السعودية وإيران علاقاتهما الدبلوماسية عام 2016، عقب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة الإرهاب، وهي الواقعة التي أتبعها هجوم محتجين على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.