كتب طارق أبو زينب الإعلامي المتابع للشأن الخليجي والعربي في جسور:
وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية تاريخية تستمر حتى نهار الجمعة وتأتي بناءً على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تعزيزاً للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية .
وأفادت المعلومات " لـ جسور " بأن أنظار العالم تتجه الى المملكة العربية السعودية ، إذ أن زعماء الدول الكبرى يرون في السعودية وحكومتها الرشيدة الأقدر في تحريك الاقتصاد العالمي ، والأجدر بالتأثير السياسي على جميع المستويات الإقليمية والعالمية .
المشهد الأبرز، ستعقد خلال الزيارة الرئيس الصيني للرياض، قمة سعودية - صينية برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني ،شي جين بينغ، ومشاركة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وسيتضمن برنامج الزيارة حضور رئيس جمهورية الصين الشعبية " قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، و" قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية "، وذلك بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ، والدول العربية، وذلك انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية مع الصين، وسيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي .
وأفادت المعلومات بحسب وكالة الانباء السعودية بأنه سيتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليار ريال سعودي أي ما يعادل نحو من 29 مليار دولار، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية ، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، كما سيُعلن عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين .
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث الإقليمي بإسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ في تصريح خاص " لـ جسور " أنه ثمة علاقات بين الولايات المتحدة والصين، تماما كما تجمع حلفاءنا وشركاءنا في مختلف أنحاء العالم علاقات بالصين. لسنا من يقرر كيف ينبغي أن تكون العلاقات الثنائية بين أي دولتين، وينبغي أن تتخذ الدول قراراتها السيادية بشأن سياستها الخارجية وعلاقاتها وشراكاتها وتحالفاتها. نحن نهدف إلى أن نعطي الدول في مختلف أنحاء العالم خيارا وأن نجعل خيار الولايات المتحدة وما نقدمه أكثر الخيارات المتاحة جاذبية.
الموقف الاميركي من توقيع الاتفاقيات
وعن النظرة الاميركية بالعلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية يقول وربيرغ : لقد أوضحنا مرارا وتكرارا طيلة فترة هذه الإدارة أننا لا نطلب من الدول في مختلف أنحاء العالم الاختيار بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، بل لا نطلب منها أن تختار بين الولايات المتحدة وأي دولة أخرى. تظل الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بالأمن في الشرق الأوسط ولا مثيل لتميزنا لناحية بناء التحالفات والشراكات ودمج الهياكل الدفاعية. لا مثيل للقيمة التي نضيفها، بدءا من مكافحة الإرهاب وصولا إلى تعزيز حرية الملاحة ومواجهة التهديدات الإيرانية. نحن في وضع فريد لتعزيز التكامل الإقليمي وزيادة الازدهار.
الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة
وعلّق المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ على المصالح الأمريكية في المنطقة وموقف الولايات المتحدة الامريكية قائلا": سنواصل القيام بكل ما بوسعنا لضمان عدم تحول هذه المنافسة إلى نزاع. ونحن واثقون من أن دول المنطقة والدول الأخرى تفهم جيدا قيمة الشراكة مع الولايات المتحدة.
وأكد وربيرغ : الولايات المتحدة على علم بهذه الزيارة وهذه القمم والاجتماعات الأخرى بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. سبق أن قلنا إننا لا نطلب من دول العالم أن تختار بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية. نحن نركز على علاقاتنا القوية والتاريخية مع دول هذه المنطقة وعلى جهودنا لتعزيز تلك الشراكات في السنوات المقبلة.
العلاقة استراتيجية بين واشنطن والرياض
وقال: علاقتنا وشراكتنا الإستراتيجية مع المملكة العربية السعودية قائمة منذ ثمانية عقود، وثمة مصالح متعددة تميز علاقتنا بالمملكة العربية السعودية. نحن نواصل البحث بشكل منهجي وعن قصد للتأكد من أننا نعزز مصالحنا ومصالح المواطنين الأميركيين هنا وحول العالم، وذلك بالتشاور مع أعضاء من الطرفين ومع الشركاء والحلفاء والمسؤولين السعوديين وأصحاب المصلحة الآخرين على النحو الملائم. نريد أن نضمن أن تبقى علاقتنا سليمة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية المشتركة. نحن نركز على علاقات ثنائية مع السعوديين تخدم مصالح الشعب الأمريكي وهدف الرئيس المتمثل بالمزيد من الاستقرار والتكامل والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف وربيرغ: تريد الولايات المتحدة ضمان أن تظل علاقتنا سليمة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية المشتركة. نحن ملتزمون بتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية القوية مع المملكة العربية السعودية، كما نظل ملتزمين بالمساعدة في ضمان امتلاكها سبل الدفاع عن شعبها وأراضيها من تهديدات إيران والميليشيات التي تدعمها.
التحالفات الدولية والتنوع
المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ وضح بعض النقاط حول النوايا قائلا" : لا يسعنا التكهن بنية جمهورية الصين الشعبية من هذه الزيارة أو ما تأمل في تحقيقه، كما لا يسعنا التكهن بنوايا المملكة العربية السعودية أو أي من شركائنا الإقليميين الآخرين. يظل تركيزنا على الحفاظ على العلاقات التاريخية القوية التي تتمتع بها الولايات المتحدة مع شركائنا في هذه المنطقة وتعزيزها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا ومن كل الجوانب.
الحرب الروسية الاوكرانية
وشدد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية على أنه : ليس أي مما يزعمه وزير الخارجية الروسي لافروف صحيحا، الخيارات التي اتخذها الرئيس بوتين هي وحدها ما تسبب بتراجع نفوذ روسيا ومكانتها في العالم. في الواقع، أصبحت روسيا الآن أكثر عزلة على الساحة الدولية مقارنة بأي وقت مضى، كما يتبين من العديد من التصويتات الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حربها الوحشية وغير المبررة على الشعب الأوكراني. ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا في مختلف أنحاء العالم دعم الشعب الأوكراني فيما يقاتل من أجل حريته، ونحن جميعا ندافع عن المبادئ الدولية للسيادة والحرية التي اتفقنا جميعا على الالتزام بها منذ عقود.
واكد وربيرغ :يمكن إنهاء الحرب البربرية التي شنها الرئيس بوتين ضد الشعب الأوكراني بدون مبرر اليوم أو غدا أو في أي وقت إذا اختار الرئيس بوتين سحب قواته من الأراضي الأوكرانية والتوقف عن مهاجمة رجال أوكرانيا ونسائها وأطفالها بالقنابل والدبابات والبنادق. لن يكون ثمة حرب إذا توقف بوتين عن القتال، ولكن لن يكون ثمة أوكرانيا إذا توقفت هذه الأخيرة عن القتال. الأزمة الإنسانية والأزمة الاقتصادية والآثار المدمرة على الأمن الغذائي التي تشعر بها دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأزمة إمدادات الطاقة مرتبطة كلها بشكل مباشر باختيار الرئيس بوتين تجاهل القانون الدولي والدوس على ميثاق الأمم المتحدة واجتياح دولة ذات سيادة مرة أخرى.