ومع انطلاق موسم الحصاد، يتخوف عديدون من تكرار سيناريوهات الحرائق، وما هي الاستعدادات الحكومية لتفادي حدوثها.
وكان حريقاً التهم حقولاً للحنطة بمنطقة الدبينية وسط قضاء المشخاب قبل يومين، فيما قدرت الخسائر بـ5 دوانم.
خطة الدفاع المدني من مرحلتين دون "إهمال" الفلاحين للنصائح
وتحدث الناطق باسم مديرية الدفاع المدني العام، العقيد رحمن حسين، عن خطة تنقسم لمرحلتين لحماية موسم حصاد الحنطة من الحرائق.
والمرحلة الأولى وفق حديث حسين لـ"جسور"، تكون "عبر العمليات الاستباقية وتشمل المحاضرات التوعوية للفلاحين بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية وتوزيع البوسترات والمطويات وتقديم الإرشادات لهم، حيث "تشمل سائقي الجرارات والشاحنات والحاصودات".
ويبدأ موسم الحصاد في العراق من المحافظات الجنوبية قبل الشمالية، بحسب الأجواء المناخية، في تاريخ 15 نيسان/أبريل، وينتهي مطلع تموز/يوليو، وبعد ذلك تبدأ "المرحلة الثانية"، التي تحدث عنها الناطق باسم مديرية الدفاع المدني، حيث تكون بـ"النقل والخزن في الصومعات والمخازن المخصصة".
وقال حسين إنّ "فرق الدفاع المدني تراقب المرحل كافة وفحص أماكن الخزن حتى انتهاء العملية".
وخلال حديثه لـ"جسور"، قدّم حسين النصائح للفلاحين، وأبرزها هي "ضرورة عدم الطبخ قرب أماكن الحصاد أو عبث الأطفال أو صيانة الأسلاك الكهربائية أو سكب المنتوجات النفطية في الأراضي الزراعية".
وحذر حسين من أنه "في حال سكب المواد المساعدة على الاشتعال في الأراضي، فستكون عرضة لخطر كبير، كما يجب ترك فواصل بين الأراضي لمرور عجلات الإطفاء"، مبيناً أنّ "كل محافظة وضعت خطة وفريق عمل برئاسة محافظها".
وبالنسبة لحسين، فإنّ "موسم حصاد عام 2023 كان مميزاً بالتزام الفلاحين بالإرشادات ومتابعة تطبيق شروط السلامة وهو ما أدى لعدم وقوع أية خسائر بجميع المحافظات، وأبرزها نينوى وذي قار والنجف والسماوة".
وأعلنت الحكومة العراقية، من محافظة الأنبار، انطلاق الموسم التسويقي لمحصول الحنطة بالعراق، حيث حدد مجلس الوزراء سعر استلام الطن الواحد للحنطة بمبلغ (850) ألف دينار.
أسباب حرائق الحنطة
ويورد نائب رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، أحمد جاسم الدبي، عدة أسباب لحرائق الحنطة في العراق، منها "جهات مدعومة من الخارج" تريد أن تحرم البلاد من ثروتها.
وقال الدبي لـ "جسور"، إنّ "الحرائق تتكرر عام بعد عام مع موسم الحصاد في العديد من المحافظات بحيث يتكبد المزارعين خسائر كبيرة من الدونمات المزروعة والجاهزة للحصاد بحوادث الحرائق".
ومن بين أسباب الحرائق وفق الدبي، هي "قيام جهات مدعومة من الخارج بها لحرمان العراق من ثروته وتنشيط الاستيراد لعدم فسح مجال للمنتج للمحلي".
وبالنسبة للدبي، هناك أسباب أخرى للحرائق، مثل "تصفية الحسابات والخلافات العشائرية وسوء إدارة الحاصدات".
وكشف الدبي عن عدم حضور الجمعيات الفلاحية لأي "اجتماع أو إبداء رأي حول تكرار الحرائق، ولكن اقترحت على الحكومه المركزية والحكومات المحلية بعض الإجراءات الوقائية لحماية محصول الحنطة والشعير من جميع الحرائق".
وتحدث نائب رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، عن أهمية "توزيع سيارات إطفاء وجرارات زراعية وحوضيات ماء مجهزة بمعدات كاملة لعزل المحصول المحترق عن الحقول الزراعيه الملاصقة في حال حدوث حريق، بالإضافة إلى "وضع أرقام طوارئ في الخدمة لكل نقطة إطفاء حسب التوزيع الجغرافي".
ودعا الدبي إلى "ضرورة قيام الحكومة بوضع خطة محكمة لحماية المحصول وزيادة الحاصدات والإسراع في عملية الحصاد"، فيما توقع "وصول تحقيق الاكتفاء الذاتي للعراق هذا العام من الحنطة بوصول الكميات المحصودة إلى أكثر من 5 ملايين طن".
وفي وقت سابق، اعتبر وزير التجارة أثير الغريري، إنّ موسم تسويق الحنطة "هو الأكبر" في تاريخ العراق، بالنظر إلى الكميات المتوقع استلامها وفق تقديرات وزارة الزراعة.