مرة جديدة، تفشل الرياضة في لبنان في إبعاد نفسها عن السياسة وتسجل سقطة جديدة في مستنقع تسييس اللعبة.
فعلى ضوء الأحداث التي شهدتها المباراة النهائية لبطولة لبنان لكرة القدم بين فريقي العهد والأنصار مما أدى الى توقف المباراة الحاسمة على لقب البطولة، وبعد إتهام الحكام بارتكاب أخطاء فاضحة فيها، زاد الحديث عن تحيّز الإتحاد اللبناني لكرة القدم، الذي جاء ثمار محاصصة سياسية، لفريق دون آخر.
وفي هذا الإطار، رأى عضو مجلس إدارة نادي "الأنصار"، وأمين سره السابق، محمود الناطور، أن "ما حصل في ملعب فؤاد شهاب ترجمة لعدم ثقة الجماهير بالإتحاد الحالي"، فهو ليس في موقع تبرير تصرفات الجماهير، لكنها طبيعية بعد ظلم متكرّر وممنهج".
وقال الناطور في حديث لـ"جسور"، "الخطأ الذي وقع في المباراة الأخيرة هو حالة تحكيمية مفاجئة في مباراة فاصلة ومصيرية وحساسة، ولا يمكن التغاضي عنه... أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لكن من المستغرب كيف أن هذه الأخطاء تقع دائما في لعبة كرة القدم وتصبّ دائما في مصلحة أحد الأندية على حساب غيرها".
تسييس ومحاصصة
وتابع: "انعكاس ميزان القوى خارج الإتحاد موجود أيضاً في لعبة كرة القدم، التي يضمّ جمهورها الأكثر ثقافة والأقلّ ثقافة".
ولفت إلى أن "إدارة إتحاد كرة القدم مسيّسة وضمن محاصصة مذهبيّاَ وطائفيّاَ في تكوينها، ما يفقدها مصداقيتها وثقة الجميع فيها، كما يحمّل الأندية مسؤولية انتخابها".
وختم قائلاً، "برأيي الشخصي، الحل الوحيد هو في إسقاط هذا الإتحاد لأنه لم يعد قادرا أن يدير اللعبة الرياضية بسبب طريقة تكوينه لا بسبب المسؤولين فيه".
في سياق متصل، أعلن عضو اللجنة التنفيذية في الإتحاد اللبناني لكرة القدم، ناصر عدرة، تعليق مشاركته في اللجنة التنفيذية لإتحاد كرة القدم بعد أحداث مباراة الانصار والعهد.
وطالب الإتحاد بفتح تحقيق مع حكام هذه المباريات، لمنع حدوث مثل هذه الأخطاء التحكيمية على حساب كرة القدم اللبنانية وأنديتها.
لعبة لا حرباً
مقابل وجهة النظر الرياضية المطعمة سياسياً، هناك من يصرّ على المنحى الرياضي لما حصل.
واستذكر رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح ورئيس بلدية جونية، جوان حبيش، ما حصل في ملاعب عاليه وبيروت والمدينة الرياضية من شغب من قبل جمهور الفريقين ، وأسف لكون جميع مباريات كرة القدم في لبنان تنتهي بتكسير جمهور الفريق الخاسر الملعب".
وقال في حديث لـ"جسور"، "حصل أمر في المباراة لم يعجب جمهور أحد الفريقين وشعر بخسارة مرتقبة، فقام بتكسير الملعب، واشتبك مع الحكام والقوى الأمنية، كما اشتبك اللاعبون مع الحكام".
واعتبر حبيش أن "إدارات النوادي والإتحاد تتحمّل مسؤولية ما حصل بسبب التراخي في اتخاذ تدابير تأديبية وأخلاقية ورياضية قاسية".
ورأى أن "هناك سلوكاً غير رياضي لدى الجماهير والنوادي الرياضية والرياضيين ويجب تصحيحه كي لا يتكرر ما حدث، فنحن في لعبة رياضية ولسنا في حرب". وذكر أن وزير الشباب والرياضة جورج كلاس والمسؤول عن لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب سيمون أبي رميا تواصلا معه، وجرى الإتفاق على عقد لقاء في المدى القريب من أجل إطلاق ورشة إصلاح سلوك للاعبين والمشجعين معاً".
كما أكد حبيش أن "ملعب جونية الأفضل في لبنان من ناحية الأرض والإنارة وتدابير الدخول والخروج والحمامات والخزائن والترتيب".
وتوقفت المباراة التي كانت تجمع فريق العهد أمام نظيره الأنصار على ملعب مجمع فؤاد شهاب في جونيه، بعد إشكالات عديدة انتقلت من داخل الملعب الى خارجه، وسط هتافات سياسية وطائفية من قبل جمهور الفريقين.