بات واضحاً للولايات المتحدة الأميركيّة والمجتمع الدولي دورَ "حزب الله" بخطف لبنان وتعطيل انتخابات الرّئاسة اللبنانية، وعدم تلقّف المسؤولين اللبنانيين أيّ مبادرة محلية هادفة لإنهاء حالة الشغور الرئاسيّ.
يغرق لبنان في أقسى أزمةٍ في تاريخه. يتقاعس المسؤولو ن عن فرض السيادة على كافة الأراضي اللبنانية. ظهر ذلك جلياً خلال المناورة الهجوميّة التي استعرضها "حزب الله" الاسبوع الماضي وتأكيداً على أن ّالحزب هو دويلةَ داخل الدولة، وهذا يُناقِضُ القررات الدوليّة واتفاق الطائف والمقرّرات العربية في إعلان قمة جدّة.
على وقع أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، وفي مواجهة هذه التحديات الهائلة، يهدّد التقاعس المستمر من المسؤولين اللبنانيين في تنفيذ السياسات الانقاذية، في غياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها كاملة، وغياب توافق سياسي بشأن المبادرات الفعّالة في مجال السياسات، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية، ولا تلوح في الأفق أي نقطة تحوّل واضحة. بالتزامن يتصدّر ملف النازحين السورين واجهة المشهد اللبناني مُجدّداً مع تصاعد المواقف بين مطالب بعودتهم الى بلدهم، ورافض تلك العودة قبل توفير "الضمانات" الأمنية لها .
حزب الله يعمل لمصلحة إيران
في الإطار، قال المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الأميركيّة ساميويل وربيرغ لـ "جسور": "لم تتبدل الرؤية الأميركيّة بالنّسبة لحزب الله. ما زلنا ننظر إليه باعتباره منظمة إرهابية، وهو يظل مدرجاً في قوائم الإرهاب الأجنبية لدى الولايات المتحدة وعدة دول أخرى. يقدم حزب الله الأولوية لمصالحه الخاصة ولمصالح الدولة الراعية، إيران، على حساب ما يعود بالفائدة على الشعب اللبناني ".
وأضاف: "تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم للشعب اللبناني في ظل الأزمات، ولن نتركه في هذه الظروف الصعبة، ونحن نحترم سيادة لبنان ونحث القادة اللبنانيين على القيام بالخطوات الضرورية لتلبية احتياجات شعبهم ".
ما الرّسالة التي تُريد واشنطن قولها للمسؤولين اللبنانيين؟
يجيب وربيرغ: "يجدر التأكيد على أن مساندتنا للشعب اللبناني لا يمكنها أن تحل محل العمل الذي يتعين على الحكومة اللبنانية، بما فيها مجلس النواب، القيام به فوراً لتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين .ندعو القادة السياسيين اللبنانيين إلى الإسراع في انتخاب رئيس يتوقع منه توحيد البلاد وتنفيذ الإصلاحات اللازمة بسرعة لإنقاذ اقتصاد البلاد من الأزمة ".
نرفض التطبيع مع نظام الأسد
فيما يتعلق بالنّظام السّوريّ، فالموقف الأميركيّ لا يزال على حاله: "لن يتغيّر موقفنا إلا عند رؤية خطوات ملموسة نحو الحل السياسي بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254. وعليه، تبقى العقوبات على نظام الأسد مستمرة في ظل غياب أي تقدم حقيقي."
وبالنسبة للاجئين السوريين في الدول المجاورة، أجاب المُتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة: "نحن نرى أن الظروف الحالية لا تسمح بعودتهم التي يجب أن تكون بالكامل طوعية. يتعين على اللاجئين اتخاذ القرار بالعودة عندما تكون الظروف ملائمة، ولكن في الوقت الحالي لا توجد ظروف آمنة للعودة، لأن النظام السوري يتعين عليه أن يتحرك ويتعامل مع قضايا معينة مثل وقف التجنيد الإجباري وضمان حقوق الملكية للأراضي وإنهاء الاعتقالات التعسفية والاحتجازات القسرية وغيرها من القضايا. لذا، عموماً لا توجد ظروف مناسبة لعودتهم بشكل آمن وبكرامة. ولكن الولايات المتحدة تثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول المجاورة في استضافة اللاجئين السوريين، والولايات المتحدة هي المانح الأكبر على مستوى العالم في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وللدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، ونحن مستمرون في تقديم هذا الدعم الهام ."