تستمرّ محاولات إخراج الساحة الليبية من حالة الضبابية، وقد دخلت إيطاليا على الخط مباشرة بمطالبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي بييرو فاسينو، بضرورة إيجاد مبادرة سريعة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لإنهاء انسداد عملية الاستقرار في ليبيا.
وحذر البرلمان الإيطالي من خطورة الوضع في الداخل الليبي حال تأجيل جديد للانتخابات بعد شهرين، وهو ما سيكون بمثابة إشارة قاطعة لإرادة القوى الإقليمية في إبقاء حالة الفوضى المستمرة حتى الآن.
وجاء التحذير الإيطالي حول الوضع في ليبيا، بالتزامن مع تحركات أميركية نشطة خلال الأيام الماضية من جانب سفير واشنطن لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، حيث أجرى عددًا من اللقاءات والاتصالات الهاتفية للدفع نحو الحفاظ على زخم الانتخابات وتحديد موعد في القريب العاجل.
تدخل أميركي غير فعال
وعلّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبد العزيز عقيلة، على الحضور الأميركي في أزمة بلاده، بالقول: "لم تتدخل واشنطن بشكل فعال في الأزمة الليبية وحضور واشنطن المتمثل في نشاط السفير نورلاند، هدفه صد أي نفوذ روسي لا أكثر."
وكان السفير الأميركي لدى ليبيا، أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، تناول فيه الخطوات التالية في العملية الانتخابية.
وأوضح نورلاند في بيان للسفارة الأميركية، أن الخطوات التالية تعتمد على القادة الليبيين، إلا أن الولايات المتحدة تدعم بقوة اتباع المسار الذي يمكن أن يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة وشاملة، في غضون 18 شهرًا من الإطار الزمني لخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي.
ويأتي اتصال السفير الأميركي بالمرشح الرئاسي عقيلة صالح، عقب تأكيد عدد من النواب في البرلمان عودته لرئاسة البرلمان، بعد تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر عقدها في كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
وسبق لنورلاند، أن أجرى الأربعاء، اتصالاً هاتفيًّا مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، لتأكيد أهمية متابعة جميع الخيارات للحفاظ على زخم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تلبيةً لرغبة الملايين من الليبيين لممارسة حقهم في التصويت.
وثمّن السفير الأميركي خلال الاتصال، جهود المجلس الرئاسي في توحيد المؤسسة العسكرية، والاقتصادية المتمثلة في مصرف ليبيا المركزي، معبرًا عن تفاؤله بجهود المجلس الرئاسي في لمِّ الشمل من خلال مشروع المصالحة الوطنية، من أجل المحافظة على الاستقرار في ليبيا.